الفصل60 ألم يكن وحيدًا

2.2K 80 0
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفـصل الســتــون"

               "يــا صـبـر أيـوب"
        ______________________

يا هادي العقل إلى ذاته
فهام بالمنشود من هديه
وراح يدعوك بتسبيحه في قربه منك
وفي نأيه يسعى إلى الأسرار
في حجبها ليجني الفرحة من سعيه
لبيك فأنت الذي تهديه للحكمة
في وحيه خلقته نورا يريه الهدى
ونهجه الصادق في رأيه
لبيك بالروح على شوقها
لبيك بالقلب على غيه أخزاه
ما يحمل من ذنبه فأغنه بالعفو عنه.

_"النقشبندي"
__________________________________

لم ينوْ القلب الوقوع
في الحُبِ لكن ليس للمُراد ما انتوىٰ،
فالقلب وإن أقسم بالزُهدِ عن شيءٍ قام بسحبهِ إليه الهوىٰ،
فكيف لمرءٍ أقسم بالزُهدِ عن الحُب والهوىٰ أن تقوم عيناها بإيقاعهِ في ساحتها…
لينسى حينها قسمه وعهده وما عليه انتوىٰ..
بل والأدهىٰ على مثلهِ أنه شعر بلوعة الفُراق،
وكأن نيران الشوق تقتله وبها اكتوىٰ..
المرأة في بعض الأحيانِ تكون فِتنة لم يقدر عليها الزاهد..
ولا يصد دلالها الغريب ولا يربح في حربها الجريء..
ولا حتى يتجاهلها الشريد…
وكأن القوة تتطلب في بعض الأوقاتِ لضعفٍ يجعل المرء يتطلب الهوىٰ وينسى ما عنه اهتوىٰ…
ضعفٌ يكون بمثابة الارتواءِ والمرءِ في بحور عينيها من ظمأ الغُربة في هوية وطنهِ قد ارتوىٰ.

  <"أنا أعرفني جيدًا، لكن أنتم تحتاجون للبحثِ عني">

قام "مُـنذر" بترك هاتفه ثم أمسك الدفتر والقلم اللاذي وضعهما هو بجواره ثم توجه ناحية الغرفة الموجودة في نهاية الرواق، وضع بداخلها كافة الأوراق والملفات والدلائل والصور أيضًا وفي وسطهم صورته، وحينها أخرج ورقة يكتب فيها بخطٍ كبيرٍ توسط هذه الورقة:

_"مُـنذر شـوقي محمد الحُصري".

وضع الورقة على اللوحِ وسط الصور والورقات ووقف يتابعها بعينيه، ابتسم بسخريةٍ موجعة يسخر من حالهِ على الدنيا وحالها، من يُصدق أن مثله كُتُبتْ له النجاة مرة واحدة، ليموت بعدها ألف مرة في اليوم الواحد، من يُصدق أن زمن الرقيق والعبيد لازال مستمرًا حتى في وقتنا هذا، وهو !! لقد حدث فيه ما حدث لابن عمه والمتسبب الوحيد رجلٌ يُدعى والده، حسنًا هو هنا، لكن…
لكن من سيفتح الأبواب الموصدة غيره، إن لم يكن هو المفتاح الوحيد لكل بابٍ منهم.

زفر مُطولًا وابتلع الغِصة المريرة في حلقهِ حينما تذكر ألمه وتصدع روحه، لقد أخطأ الظن حينما خُيِّل له أن والده المُدعىٰ "إبراهيم الموجي" هو الذي قام ببيعهِ في صغرهِ، ليكتشف بعدها أنه لم يكن والده من الأساس بل هو فقط من تحمل مسئولية تربيتهِ، لأن والده الحقيقي "شَـوقي الحُصري" قد تخلى عن مسئوليتهِ وهرب منها..

عاد "مُـنذر" بذاكرتهِ إلى الخلف يتذكر هذا اليوم تحديدًا في إحدى البلاد الغربية بقارة "أسـيا" التي تقع معظمها تحت سيطرة "مـاكسيم" وأفراد عائلته، هؤلاء الرجال الذين يتم اعتبارهم عصابة دولية فرقت نفسها في شتى البُلدان حتى ينهبون خيراتها، تنوعت أعمالهم في كل شيءٍ ومن ضمن البُلدان كانت "مـصر" الدولة التي لازالوا يخشونها ويخشون قوتها…

  غَوثِهِمْ &quot;ياصبر أيوب&quot; الجزءالأول بقلم شمس محمدWhere stories live. Discover now