الفصل33 خيانة العهد

3K 110 2
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثالث والثلاثون"

                "يــا صـبـر أيـوب"
            _____________________

_سُبحانك اللهم…سبحانك اللهم من خالقٍ نسعى إليه
وحكيمٍ رشيد… إن قولت كُن يكون
من ذا الذي يُريد إن كنتُ إلهي تُريد، يا رب يا رب..
فارحمنا وأصلح لنا أحوالنا أنتَ الولي الحميد..يـــــا رب
يا رب وانصرنا على من بغوا أنتَ علينا وعليهم شهيد..
فهم بنارٍ أفججوها لقن وهم لشرٍ ذرعوه حصيد..
ونحن للحق جنود وهم كانوا للبغي والباطلِ كانوا الجنود…

_"النقشبندي"
_________________________

لا أعلم لماذا اليوم أخبركَ لكني سأفعلها..
شخصٌ مثلي اعتاد تلقي الهزائم لم يفكر يومًا في الانتصار
لكن أنتَ من بين سائر الناس كنتُ وحدك أنتصارًا، كنت كما الشتيت بعد حالة حربٍ لم تمتد له الأيادي لتأتي أنتَ وتنتشلني من بينهم أحتمي بِكَ، الآن سأخبرك أنني صدقت قلبك حين قال:

"أنا هُـنا"

بل أنني شعرت أيضًا بها، وراح عقلي يشغلني بسؤالٍ، هل ستبقى دومًا هُنا؟ أم سيأتي يومٌ تُلقيني فيه للقبيلة من جديد بعد استعادت سلامها ؟؟ وللحظةٍ وددت اخبارك بأنكَ أنتَ السلام وأنا ساحة الحرب بذاتها.

         <"حاولت الهرب فوجدت الباب مُوصدًا">

نام "يوسف" نومةٍ هنيئة من بعد خروجه من شقتها على الرغم من تسطحه للأريكة الصغيرة مقارنةٍ بجسده، لكنه استيقظ على رنين الهاتف فتنفس بعمقٍ ونظر للهاتف ليجده المُنبه الذي سبق وقام بضبطه لكي يوقظه صباحًا، اعتدل على الأريكة وتمطع بجسده وتثاءب ثم نظر في يده ليجد الخاتم الذي يتوسط إصبعه ولم يكن سوى خاتم زواجه، أخرج نفسًا عميقًا ثم تحرك من محله يدلف المرحاض ولم يتوقف عقله عن إنعاش ذاكرته بصورتها وهي بين أحضانه للمرةِ الأولى وربما تكون الأخيرة.

في الشقة الأخرى الخاصة بها كانت كما طنجرة الضغط موضوعة على مقود النيران وهي تقوم بترتيب حقيبتها وتجهيز ثيابها لأن عملها أوشك على البدء كيومٍ استثنائيٍ تأتي فيه الطبيبة لمتابعة الاستشارات الطبية، وعلى عكس المعتاد كانت متهجمة الوجه وملامحها مشدودة وكأنها تتأهب لافتعال المكشلات صباحًا وقد لاحظتها والدتها وتجنبتها حتى وجدتها تضع الأشياء في حقيبتها بعنفٍ فاقتربت منها تُعنفها بقولها:

_بت !! اصطبحي وأفردي وشك بدل ما أزعلك، عمالة تخبطي وتكسري ياختي بالراحة علينا.

زفرت "عهد" بقوةٍ ثم التفتت لها تتحدث بغضبٍ لم تقوى على احجامه أو احتوائه وهي تتذكر تواجده بقربها:

_ماما !! أنتِ شايفة إن ديه حاجة عادية ؟؟ أصحىٰ من النوم ألاقي نفسي في حضن واحد غريب؟؟ دخل هنا إزاي وإزاي تسكتي أصلًا.

اندفعت والدتها تُبرر لها وهي تقول بصوتٍ عالٍ:

_وهو أنا جايبة واحد من الشارع ؟؟ دا جوزك لو مش مستوعبة بصي لإيدك وأنتِ تعرفي، بقيتي مراته رسمي، وهو كتر خيره بقى بصراحة موافق على شروطك لخايبة، ورغم كدا هيوفرلك الحماية برضه، بعدين لو حضرتك زعلانة أوي كدا عاوزة أقولك إنك طول الليل دخلتي في نوبة الكابوس الزفت بتاعك دا وهو اللي قدر يسكتك لحد ما نمتي، أظن أنتِ عارفة بتكوني عاملة إزاي.

  غَوثِهِمْ &quot;ياصبر أيوب&quot; الجزءالأول بقلم شمس محمدWhere stories live. Discover now