الفصل64 الوجه الآخر

2K 86 2
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الرابع والستون"

                  "يــا صـبـر أيـوب"
          ___________________

أتيتُ إليك أعمىٰ القلبِ فاقدًا للبصيرة..
أخشى أن أتوه مني وأغدو بدونِ سيرة..

ربي إن تمسك القلب بقسوتهِ أطلب منك
إن ترحمني منه حتى وإن كانت مصائبه كبيرة..

فلا خيرٍ في أيامٍ أخذها المرء بعيدًا عنك..
والنفس على الأمر بالسوءِ قديرة..

لكنك ربي العظيم والقادر الوحيد، فأنتَ الكبير
وكل الأشياء مهما كبرت أمام عظمتك تغدو صغيرة.

_"غَـــوثْ"
__________________________________

_حتمًا سيشرق الصباح…
ومن المؤكد سيأتي الغد،
حيث أنا وأنتِ مَعًا بالجوارِ نستأنس ببعضنا في الديار،
أنتِ وأنا ويرافق أيامنا الحُـب
ويُزاح من أحلامنا كل كَرب..
فحتمًا سيأتي صباحٌ تزول بهِ الكُـربة
وتتلاشىٰ من قاموسنا الغُـربة..
سيأتي الصباح ونسعد معًا برفقة الأحِبة..
سيأتي وأنا كلي يقين أن السَكن بجوارك هُنا
وأن العيش بدونك قاتلٌ مثل ألم الفُرقة،
سيشرق الصباح وتلك المرة
معه الربيع نستأنس فيه من كل كُربة…
ستغني الطيور ويُردد خلفها الأحِبة.

   <"كل شيءٍ يسير عكس هوانا، حتى الهوىٰ هوانا">

وصل هذا الحقير إلى بيت عمهِ الذي أمر ذويه بمتابعة ابن شقيقه فيما يفعله، عند دخولهم له وجدوه عاريًا عدا سرواله الداخلي، وجدوه يجلس بوهنٍ، كأسيرٍ متطفل وقع في أيدي رجال العرب ينتقمون منه على دنائتهِ، حينها بدل ثيابه وجلس على الأريكة في بهو البيت الخاص بعمهِ بعد انتقاله إلى هنا ليصله صوت عمه يأمره بنبرةٍ جامدة:

_اسمع أحسنلك بدل ما تضيعنا بغبائك دا، الموضوع دا يتقفل خالص، البت دي تنساها نهائي، وتفضل هنا لحد ما الدنيا تهدا وأتابع أنا لو قدموا بلاغ ضدك أو أي حاجة، صدقني أنا مش هقدر أسمي عليك لو وصلولك، دي قضية خطف ومحاولة إعتداء، يعني أكيد مش بالسهل تعدي، فاهم !!.

كان يحذره بنبرةٍ جامدة من تماديه في الأمر ثم تركه بهيبةٍ تليق بمركزهِ كرجلٍ في الحكومة المصرية صاحب المنصب ذات الأهمية خاصةً في مبنى الأمن الوطني، هذا المبنى الذي يُشبه مباني الموت، إما يموت الفرد بداخلهِ، أما تموت أحلامه، بينما "سـعد" جلس مرتخي الأعصاب وهو يتذكرها أمامه، هوسه تخطى حدود المعقول ولم يُفرق حتى بين إن كانت حُرة أو على ذِمة رجلٍ أخر، وسرعان ما تذكر أمر الصور فابتسم مُنتشيًا ثم أخرج هاتفه يتطلع للصور التي وصلته من مكانٍ خارج حدود الدولة المصرية.

لقد تواصل مع أحد الشباب الخاصين باللعب في الصور بالطرق الحديثة عن طريق تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث أن الصور تكون واضحة وحقيقية لدرجةٍ تجعل المرء يكذب نفسه ويصدق الصور، وقد أرسل لهذا الرقم رسالة فحواها باختصارٍ:

  غَوثِهِمْ &quot;ياصبر أيوب&quot; الجزءالأول بقلم شمس محمدWhere stories live. Discover now