الفصل9 ما خفي كان أعظم

3.8K 123 6
                                    

"الفصل التاسع"
"رواية غَـــوثِـهِـمْ"

                "يــا صـبـر أيـوب"
          __________________

تبتلتُ مشتاقًا إلى الله بالقلبِ
إلى من يغيث الضارعين من الكربِ
اغث ربي ملهوفًا بعين عناية
وانقذ الهي المسلمين من الخطب
ايا ربي إن اذنبت عفوًا فادركن
عبيدك بالإحسان والصفح يا ربي
الهي اعني بالعطايا علي الذي تحب
وألهمني المتاب من الذنب
وصلي علي طه الشفيع محمد
وسلم علي الاحباب والآل والصحبِ.

_النقشبندي.
____________________

غدوتُ غريبًا وكأن كل الأماكن لا تُشبهني، فلا حُزني يهدأ ولا صمتي يُريحني، يؤسفني أنني لا أستطع الإفصاح عما يجول بخاطري لكنه يفيضُ من عيناي، لا استطعت التخطي وما أنا بِـ نساي، تأملت في وجودهم الأمان وظننتُ نفسي سأجد الحنان بدارهم، وفي حقيقة الأمر ولا لمرةٍ واحدة فيها الأمان زارهم، وكأنني في صحبتهم وجدت الخذلان جارهم، فياليتنا ما تقابلنا وياليتني ما كنت بجوارهم.

ركضت "فاتن" بعد حديث الممرضة عن إفاقة والدتها من غيبوبتها المؤقتة، فيما نحى "يوسف" صراعه جانبًا ليتبعها نحو الأعلىٰ لكن بخطواتٍ أهدأ وكأنه لا يكترث لهما من الأساس، تلك المرأة التي يكرهها كما تكرهه هي وأكثر لكن الفارق بينهما أنها استطاعت إخضاعه وقهره على الرغم من كونه يتيمًا لم يتذوق الحنان منها ولو لمرةٍ واحدة.

وقف على أعتاب الغرفة يراقب الوضع بعينيه، فيما وقفت "فاتن" بجانب الفراش تمسح على رأسها وهي تقول بنبرةٍ مختنقة من فرط البكاء المداهم لها:

_قولي عاوزة إيه يا ماما، "يوسف" هنا أهو.

عند ذكر اسمه حركت رأسها للجهةِ الأخرى، فوجدته يرمقها بقسوةٍ وعلى الرغم من تلك النظرة إلا أنها استطاعت رؤية نظرةً أخرى في عينيه وكأنه يُشفق عليها، التفتت له "فاتن" تقول بلهفةٍ:

_تعالى يا "يوسف"، تعالى يا حبيبي.

دلف الغرفة بترددٍ يقدم قدمًا ويؤخر الاخرىٰ لكنه دلف في نهاية الأمر، وقف بجوار الفراش يدس كفيه في جيبي بنطاله الجينز ثم نطق بجمودٍ:

_هي عاملة إيه ؟؟.

تحدثت "حكمت" بنبرةٍ واهنة وكأن صوتها يخرج رغمًا عنها، حتى خرج مبحوحًا وهي تسأله بنبرةٍ متقطعة:

_طمـ….طمني عليك، عامل إيه؟؟

ابتسم بسخريةٍ وهو يقول بوقاحته المعتادة:

_والله خايف أقولك بخير تروحي فيها، بس اتطمني أنا كويس أوي فوق ما تتخيلي.

حركت رأسها موافقةً بوهنٍ ثم أغمضت جفونها من جديد فعاد الإحباط يرتسم على وجه عمته من جديد وتهدل كتفاها بخيبة أملٍ وهي تُنبس بترددٍ وكأنها تخشى محادثته:

  غَوثِهِمْ "ياصبر أيوب" الجزءالأول بقلم شمس محمدOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz