الفصل23 بين أحضانها

3K 115 2
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثالث والعشرون"

                  "يــا صـبـر أيـوب"
      _______________________

ياراحمَ الأكوان يارحمانها ياربي
ثبتني على الإيمان
أمسَيْتُ في الدنيا أغني
كلما أَوْحَيتَ لي من أصدق الألحان
للحب في قلبي الوجود
وللسما للفجر للأكوان للإنسان
أنا أينما يدعو المؤذن
معلناً الله أكبر ألتقي اوطاني

_النقشبندي.
__________________________________

_قلبٌ تائبٌ عن الزاد والهوىٰ أتى عِند عينيها وهوىٰ، أنا من حَسبت نفسي زاهدًا قلبي في الحب ثابتًا لا يميل، وبنظرةٍ منها ارتشف من داء الحُبِ كأسًا وأصبح في هواها هو العليل، فأي داءٍ من الحب يوصفه لي الطبيب، أم أن الشفاء فقط بجوار الحبيب، غدوت أهيم في أرجاء المدينةِ وأنا الغريب، وأصبح الصبر لا يسعني على الرغم من كوني "أيوب" ولا قلبي الضعيف يتحمل معضلة "يعقوب".

                       ***************

     <"عادوا من جديد…والإرادة ليس من حديد">

في الطريق العمومي، كان "إسماعيل" يقود سيارته مقررًا العودة إلى بيته بعدما تأكد من كافة الأمور الخاصة بالحفل، كان يشعر بالتعب والإرهاق يصارع الطريق لكي يعود وينعم بالراحة، وهل مثله كُتِبَت له الراحة؟؟.

قبل أن يستغرق في التفكير أكثر من هذا وجد أربع سيارت دفع رُباعي تعترض طريقه حتى أوقف هو سيارته فورًا قبل أن يصطدم بأيٍ منها، فوجد أحدهم يفتح باب سيارته ويسحبه منها فرفع كفيه مستسلمًا وهتف بحدةٍ:

_إيدك يا غالي لاتوحشك، على الهادي يا رايق.

دفعه الرجل بالسلاح، فزفر بقوةٍ وتمم على مديته الصغيرة في جيبه فوجد باب إحدى السيارات يُفتَح ونزل منه رجلّ أشقر يبتسم بسماجةٍ جعلت "إسماعيل" يبستم بسخريةٍ وهو يقول:

_الخواجة بنفسه ؟؟ يحرقك ويحرق معرفتك يا بعيد.

اتسعت إبتسامة الأخر وهتف باستفزازٍ بلغة عربية ركيكة:

_معلش يا "إسماعيل"...هحطك تحت الإقامة الجبرية.

اتسعت عينا "إسماعيل" بخوفٍ وخاصةً وهو يجد الرجال يتجهون نحوه، فالقادم لم يكن يسيرًا، فهاهو شارف على خوض معارك جديدة يحاول بكامل طاقته لنسيانها وإخراج أثرها من ذاكرته، لكنها كما الحبر الملتصق بالورق تشعبت حتى سكنت في أدق الخلايا، اقترب أخرٌ منه يحاول تكبيله فهتف "إسماعيل" بطريقةٍ سوقية لعله يوقفهم عن الحركة:

_بس ياعم أنتَ وهو !! إيدك يابا لا توحشك والمرة دي بجد

دفع أحدهم بيده بعيدًا عنه ثم التفت للأخر يركله بقدمه في بطنه، لم يكن مستسلمًا ذات يومٍ إنما اعتادت على المحاربة، لذا أخرج مديته الصغيرة فجأةً وهتف بنبرةٍ جامدة وهو يلهث بأنفاسٍ مُتقطعة:

  غَوثِهِمْ &quot;ياصبر أيوب&quot; الجزءالأول بقلم شمس محمدWhere stories live. Discover now