اقتباس من السرج الخامس

6.3K 495 65
                                    


#سراج_الثريا، لمحه من السرج الخامس
❈-❈-❈

حاولت فك تلك الأصفاد الحديديه عن إحدي قدميها لكن حلقات تلك الأصفاد ضيقه وقويه
يأست أن تحرر، زفرت نفسها بإنهزام، لكن بنفس اللحظه سمعت صوت صهيل خيل، دب الى قلبها شك بهوية من يحتجزها بهذا المكان،الواضح أنه غرفة تخزين الأعلاف بـ إستطبل خيل...
سُرعان ما تيقنت من صدق حدسها حين رفعت رأسها ونظرت نحو باب المكان ورأت من يدخل
يسير إليها بخطوات واثقه ومُتعاليه، أطلقت ضحكة إستهزاء وقالت بثقة واهيه:
-كيف ما توقعت، إن إنت اللى خطفتني.

تهكم وهو يدنو بجسده جوارها ينظر لها ببُغض قائلًا:
-عشان تعرفي إن محدش يقدر يتحدانى،قدامك فرصه
قولتِ الأرض زي العِرض،هتمضي عالمبايعه دلوك.

رمقته بسخط وتهكمت بإستهزاء قائله:
مش عارفه ايه سر الأرض بتاعتِ،دى تعتبر سِخله صُغيرة جنب الفدادين بتاعت "العوامري".

رمقها بكِبر وقال بإستقواء:
قولتيها سِلخه صُغيره فى وسط أرضي،والأرض فى الأساس مِلك العوامريه... كمان مش أنا اللى يتحداني بِت زيك عاوزه تعمل لنفسها قيمة وسِعر فى البلد، آخر فرصة ورق المُبايعه أهو تمضي عليه تحافظِ على عِرضك.

نظرت له بتحدي قالت بكِبر:
ولو رفضت...

لم تُواصل بقية جوابها، حين نهض واقفًا بغضب ونظر لها بتأكيد:
أنامش بخيرك يا ثريا، مفيش قدامك غير أمر واحد يتنفذ، تمضي عالمُبايعه لآن اللى هيحصل بعد إكده مش هبقى أنا المسؤول عنه.

عاد يدنو جوارها مره أخري للحظه تمعن النظر وجهها لأول مره تسلطت عينيه بعينيها... عينيها التى تفاجئ بلونها الذى يُشبه العُشب الأخضر قبل أن يجف، لون عينيها مُخالف لـ سمار ملامحها البسيطه لكن تحمل الرِقه فى نفس الوقت، نفض ذلك الشعور قبل أن يتوغل من عقله، وتذكر أنها مُحتالة
سُرعان ما قال بوعيد مباشر:
إنتِ اللى قولتِ من البدايه
الأرض زي العِرض
يبقى إختارتي بنفسك.

نظرت له بتحدي وإستبياع زائف:
هتعمل أيه يعني، هتغتصبني عشان رفضت أمضي عالمبايعه.

هز رأسه بتوافق على قولها ونظر لها بإنبساط ملامحه قائلًا:
-فعلًا... هو ده اللى هيحصل.

من نبرة صوته الحاده والمتوعده أيقنت أنه لا يُهدد، سأمت ملامحها وشعرت برجفة بجسدها، وقالت بمحاوله علها تُيقظ به نخوه وقالت:
-مش عارفه إزاي كنت ظابط فى الجيش وصون العِرض على راس مهماتك .

إنتفض واقفً بغضب تلك الحمقاء أيقظت مارد يحاول كبته ونزعت آخر فتيل كان يحاول التحكُم قبل أن ينفجر، رمقها بقسوة قائلًا:
-منين جالك إن أنا اللى هغتصبك، أنا عندي اللى ينفذ لى من غير ما ألوث نفسي بلمس...

توقف عن الحديث لكن نظراته كانت تتحدث بإشمئزاز، ثم إستطرد الحديث مُناديًا بجمود:
-"عصران".

إرتعب قلبها بهلع حين دخل الى المكان رجُل ضخم البُنيه، يبدوا مقُزز، نظرة عينياه التى تنضخ بشهوه نحوها لا تُنبئ سوا بأنها بين براثن أسوء الرِجال.

نظر لها بإستمتاع من ملامح وجهها المشدوه، وإنحنى وألقى أمامها ورقة المُبايعه، برجفة يد مدت يدها وجذبت تلك الورقه، للحظه شعر بزهو وإنتصار ظنًا أنها ستمضي كما يُريد، مد يده لها
بـ قلمً... نظرت نحو القلم بإستهزاء وفاجئته بتمزيق تلك الورقه.

صوت تمزيق تلك الورقه كان كـ صرير إعصار هائج بأذنيه، نظر لها بغضب وتحولت عينياه الى حجريه وإعتدل واقفً بجمود غاضب ونظر نحو" عصران"
وأومأ له برأسه أن يقترب منها وهو بدأ بالسير نحو باب المكان وخرج الى ذالك المِضمار الخاص بترويض الخيول،إستنشق يملأ رأتيه بنسمة الهواء، ينتظر أن تصرُخ وتستجيب لرغبته لكن فات حوالى عشر دقائق ولم يسمع أى صُراخ، ظن أن يكون ذلك الوغد عصران قد عاد لطبيعته الإجراميه وخالف أمرهُ، لو فعل ذلك سيقتله هو أمره بإرهابها فقط، بسرعه عاود الى المكان ودلف مباشرةً
توقف للحظة ينظر بهلع لتلك الراقدة التى تنزف دمً...
".

سراج الثُريا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن