_٤٢_(ثلاثة قُبْل فوق ضريح الصقيع)

7.3K 363 139
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}
صَدَقَ اللهُ العَظيمُ
____________________________________

١٤/٠١/٢٠٢٤
(ثلاثة قُبْل فوق ضريح الصقيع)

"تعددت القُبْل و يظل العناق محظورًا بيننا يا مُهلكتى "
_غيث الحديدى

____________________________________

خلع كنزته الصوفية و ألقاها على الأرض بإهمال، و لحق بها أزرار قميصه و الذى بدأ يفتح كل منهم على حِدَةٍ، بيد بارده كأن لا حياه بها، إلى أن وصل للزر العلوى و بعده مباشرة كان مصير القميص كالكنزة، ملقى على الأرض بعشوائية.
فصل بينهما أربعة خطوات بالتحديد بالتزامن مع طلبه الجاف :
أرفعى راسك يا "رنا"

لم تفعلها، لا قدرة لها على مواجهته بعد ما اعترفت به و لكنه كرر طلبه بطريقة أعنف، جعلتها تلقائيًا ترفع رأسها رغم أنها مازلت مغلقة عينيها.
أشفق عليها خاصة حين أطبقت جفنيها بقوة، فترك نفسه و ذهب لها مبددًا كل الفواصل بينهما و هو يقول بينما كانت أنامله تعرف الطريق جيدًا لعينيها:
بصيلى، عايزك تشوفى "غيث" اللى قدامك
حققت ما يريد و التفت سريعًا مواليًا ظهره لها، لتراه بشكل كامل، و تتضح الصورة أمامها دون أى حواجز.

تمامًا كما قالتها "وجدان على "
"يظل الرجل يخْرج للدنيا بدرْعه و سيفه و لا يهْتز لمصَائب الدنيا و ضرباتها ، حتى يُظَن أنه صخر لا قلب له!
حتى يلقاها - هي دون سَواها - فيلقى أسلحته و يخلع درعه فترى جراحه..
هي فقط .. من يأتمنها على جراحه"

توقفت الكلمات بحلقها ما أن رأت كل تلك الندوب العميقة و التى تغطى جذعه بشكل كبير، ارتجفت أمام تخيلاتها عن كيفية إصابته بها و عن مدى الألم الذى تحمله
و صمتها ذلك لم يكن سوى خنجر إضافى يعبث بجسده، أراد أن يسمع صوتها، قبول أو نفور لم يعد يهم فقط تتحدث بأى شىء، فالإنتظار قاتل، تحلى بالقوة و قال بينما مازال مواليًا ظهره لها، يخشى أن تتلاقى أعينهم :
ايه رأيك؟

"مين اللى عمل فيك كدا ؟! "
صدر منها هذا السؤال بعد العديد من المحاولات الفاشلة، فالكلمات تقف بحلقها كحمم بركانية.
أجابها بهدوء شديد ينافى كل حرف يهتف به :
حيوان ميعرفشى حاجه اسمها رحمة، كانت كل متعته فى الحياة أنه يأذينى و أنا صغير و حتى لما كبرت مرحمنيش رغم موته.
جسمى كان وسيلة للتنفيس عن كل شىء يقابله، و أى حاجة أعملها برده
مجرد أن "غيث" اتنفس يبقي لازم يضرب، "غيث" اتأخر يبقي لازم يضرب، نجح و طلع الأول برده يضرب، تقريبًا كان مستخسر يجيب كيس ملاكمه، شاف جسمى مناسب أكتر للتمرين، أهواء مرضى بقى

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن