_١٥_( فليحترق العمل أمام حُسنكِ)

5.5K 320 153
                                    

١٩/٠٥/٢٠٢٣
( فليحترق العمل أمام حُسنكِ)

"و قلبى المتيم بكِ، ماذا أخبره ؟
أبات حبيب العمر نَكَسَته؟
بالأمس كنت أروى له قصتنا
و اليوم سأروى خَيْبَتى"
_غيث الحديدي

************************************

بمجرد أن دلفت ،أغلقت أبواب هذا البنك و ظهر خمسة رجال ملثمين و يحملون بأيديهم أسلحة نارية شديدة الخطورة

وجدت "ديما"نفسها بدون أى مقدمات تهبط جاثيةً على ركبتيها و تضع يديها خلف رأسها و فعل الجميع من حولها مثلما فعلت ،فهذا ما أمرهم به أحد هؤلاء الرجال

و لكن حدث ما لم يكن متوقع ،حيث ضرب أحد الموظفين زر الانذار بعد أن تمكن من مهاتفة أحد البنوك التابعة لهم و أخبرهم بما حدث ،و لكن قبل أن يكمل حديثه تلقى طلقة نارية فى نصف رأسه و سقط قتيلًا

راح ضحية لأجل إنقاذ الجميع ،بأى ذنب قتلت يا مسكين؟

بعد تلك الواقعة صرخ جميع الرهائن ،فهذا المشهد لم يكن بالحسبان على الإطلاق
حاول الرجال الملثمون تدارك الموقف سريعًا مستخدمين أسلحتهم ،حيث فى كل ركن كان يقف رجل منهم و يهدد بإشهار سلاحه فى وجه الرهائن
فدب الذعر و الخوف فى قلوبهم

كانت "ديما" تلتفت يمينًا و يسارًا تحاول ايجاد أى مخرج ،لكن بلا فائدة ،فجميع منافذ البنك مغلقة بإحكام ،انها عملية سطو مسلح مخطط لها بإتقان غريب ،كأن قائدها ما هو إلا عامل بهذا البنك

فى نفس المكان و لكن بركن بعيد قليلًا عن مكان "ديما" كانت"وعد" تجلس على الأرض هى الأخرى برفقة "رنا" ،لكنها كانت تراقب أبعاد الموقف بهدوء ،وعدد الرجال الملثمين ،كأنها تضع خطة استراتيجية للانقضاض عليهم ،بينما كانت"رنا" ترتعش بعض الشىء من هذا الموقف الصعب ،لكن صديقتها قالت بهمس كى لا يسمعهم أحد :
رنا ،فاكرة الحركة بتاع الركلة الأمامية اللى ضربتى بيها الواد اللى بيضايق سهام فى المدرسة
أومأت"رنا" برأسها و هتفت متسائلةً بتعجب :
أه ،بس ليه ؟ هو دا وقته يا وعد
ردت "وعد"عليها سريعًا و قالت :
أه دا وقته ،عشان هتنفذيها معاهم
اتسعت حدقتي "رنا" بذهول و قالت باعتراض صريح :
نعم ،أنتِ مجنونة ،أنا مش هعمل حاجة
لكن"وعد"أمسكت بكف صديقتها و قالت ،بينما كان نظرها مصوب باتجاه الرجال خائفة من أن يلتفتوا لهم :
يا رنا دول قتالين قتله ، فكرك لما ياخدوا الفلوس هيسبونا ،خلينا نحارب و على الأقل لو متنا نموت بشرفنا
حركت الأخرى رأسها رافضة و قالت بحزم :
برده لا ،أنا بقالى كتير أوى ملعبتش كارتيه و أنتِ عارفه
رمقتها "وعد" باستياء و هى تقول بنبرة مسرحية كى تستميلها:
يا خسارة يا رنا ،هو دا القسم اللى حلفتيه أول ما اتعلمتى اللعبة
لكن "رنا"مازالت متمسكة بموقفها و قالت بإصرار:
متحاوليش ،أنا خايفه ،بعدين دول خمسة
أجابتها"وعد" سريعا :
ما أنا هحلق على اتنين و أنتِ اتنين و يتبقي واحد هيخاف لما يشوف صحابه وقعوا و يجرى
صمتت "وعد"للحظات ثم قالت بخيلاء :
خطة متخرش الميه ،و الله برافو عليا
أخذت "رنا" نفسًا عميقًا و شرعت فى التكفير فى حديث صديقتها ،لكنها لم تقتنع بنسبة كبيرة ،فقالت :
لا يا وعد ،أنا مش هتحرك من مكانى
و قبل أن تجيبها صديقتها ،هتف أحد الرجال الملثمين متسائلًا بحدة :
أنتم هناك ،بتقولوا ايه ؟
توترت "رنا"بشدة ،لكن "وعد"قالت سريعًا لتنقذ الموقف :
كنت بسألها الساعة كام ؟ أصل عندى درس عربى الساعة سته و المستر بيضرب اللى يغيب
رد عليها الرجل بينما كان ينظر فى ساعة يده:
الساعه لسه اتناشر الضهر ،متقلقيش
و لكن جاء من خلفه قائده ،و قال بحدة بينما كان يركله فى قدمه :
أنت بترد عليها و تطمنها يا حنين ،حسابك معايا بعدين
ثم هتف محدثًا "وعد"بفظاظة:
و أنتِ تسكتى خالص ،بدل ما تخرجى من هنا على نقاله
صمتت دون جدال فقد كانت نبرته غليظة تثير الخوف فى نفوس الجالسين ،لكن بمجرد أن أبتعد ،هتفت "وعد" متسائلةً بغباء كى تحفظ ما تبقى من ماء وجهها:
هو زعقلى ؟
حركت "رنا"رأسها سريعًا و قالت :
لا بيزعقلى أنا
أومأت "وعد"برأسها ثم قالت برضا:
أه ،إذا كان كدا ماشى

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن