_٢٣_(الانتقام الحلو)

6.9K 332 143
                                    

٢٧/٠٢/٢٠٢٣

(الانتقام الحلو)

_____________________________________

"في مستشفى الطب النفسي لا يأتينا المرضى بل ضحاياهم"

ربما لم يكن الانتقام طريقًا أحب أن أسلكه ،لكن الحياة فرضته أمأمى بشدة ولست مثالى لدرجة التى تجعلنى أبتعد من أمام عدوى ببساطة دون أن أذيقه من ويلات ما أذاقنى وأتلذذ بذلك كأنه النعيم بحد ذاته ، لست السىء ولا الجيد ،أنا فقط لا أعرفنى حين يتعلق الآمر بعائلتى
أغضب ،أثور ،أتحول لكائن مخيف ومع ذلك مازال قلبى نقيًا رغم بعض الشوائب ،مازلت ذلك الصغير الذى لم يهتم به أحد ،قُطعت رسوماته الطفولية أمام عينيه ولم يصدر أى رد فعل ،متى كان له الحق بالإعتراض من الأساس؟ ألا يحق لذلك الطائر التحليق مجددًا رغم أجنحته المكسورة بفعل فاعل وليس أى فاعل

وماذا عنها ؟ أتعترف بالهزيمة بسهولة ؟ أتترك حق صديقتها وكأن شىء لم يكن ؟
ربما بالبداية كانت بعيدة لايحق لها التدخل، تشاهد ما يحدث بأعين باكية لكنها فيما بعد قررت اقتحام ذلك القصر اللعين وفرض قوتها الهزيلة على وحوش ضارية ،فمن سيهزم اليوم القوة أم الحب ؟
كانت صغيرة حين حاول أقرب الأشخاص لها التخلص منها بدم بارد ،كأنه لا يحق لها الحياة من وجهة نظرة ،فعاشت بندبة لا يمكن محوها رغم تظارها بالعكس ،لكن صدقًا متى نبت بوادينا كل هذا الجحد؟

"كنت أقرب الأشخاص لى، وبت عدوى الوحيد الذى لن أستيطع المساس به،رغم توقى للإرتماء بأحضانك ولو لمرة واحدة "
..........................................................

(بمنزل والدة وعد)
أغلقت الهاتف و التفت عائدةً لغرفتها لكنها صُدمت بالواقفة أمامها و وجهها لا يبشر بالخير على الإطلاق
ترددت فى سؤالها خائفة من الإجابة لكنها حسمت أمرها قائلةً:
ايه يا ماما ،فى حاجة يا حبيبتى؟
حركت"الست فاطمة" رأسها نافيةً وهى تقول:
لا ياحبيبتى أنا بس مستغربه أنك صاحية بدرى ،مش قولتى موراكيش حاجة مهمه فى الجامعة النهاردة
أومأت الآخرى برأسها قائلةً:
أه مورييش حاجة فى الجامعة، بس حبيت أبدأ اليوم من أوله وأخلص كل المذاكرة المتراكمة عليا ،أنتِ عارفه الميد ترم بيجى فجأة
ابتسمت والدتها لها قائلةً بحنان :
ربنا يعنيك ويوفقك يا بنتى ،أنا كنت راحة المطبخ أحضر الفطار ،أعمل حسابك معايا؟
حركت"ديما" رأسها موافقة ولكنها تسائلت عن الباقى قائلةً:
أه ، بس هى وعد وطنط منى مش هيفطروا معانا ؟
ابتسمت الأم حين تذكرت استيقاظها لأداء صلاة الفجر ووجدتهم مازلوا يتحدثون بالشرفة ،فقالت بسخرية:
لا دول هيقوموا على الضهر كدا ،كانوا سهرنين للفجر سوا،أنتِ لما بيتجمعوا سوا محدش بيقدر لهم
ابتسمت الآخرى قائلةً بمرح:
بحس وعد بنت طنط منى من كتر ما هما شبه بعض
ردت عليها والدتها بضيق زائف:
تعرفى أوقات بغير من منى أصلًا بسبب تعلق وعد الزيادة بيها
ابتسمت"ديما" لغيرة والدتها الواضحة ،ثم قالت:
بس وعد مبتحبش فى الدنيا دى قدك يا ماما
احتضنتها أمها بحنان ثم قالت :
وأنا مبحبش حد غيركم يا قلب أمك

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن