_١٤_( دماءُ زوجتى الراحلةُ )

6.5K 368 16
                                    

عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا استجد ثوبا سماه باسمه: إما قميصا، أو عمامة، ثم يقول:
(( اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه، أسألك من خيره، وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له ))
[رواه أبو داود] .
____________________________________

١٣/٠١/٢٠٢٣
( دماءُ زوجتى الراحلةُ)

أيمكن أن نجد ضالتنا بعد بحث دام لسنوات عديدة؟
نتعثر و ننهض فى طريق الرحلة معتقدين أن الكنز فى الوصول، لكنه ليس كذلك
بدون رفقة، بدون حتى خريطة للطريق، كيف سنصل؟
أنبكى على أخطاء الماضى أم الحاضر أم نقوم بحمعهم سويًا ونبكى دفعة واحدة؟

_متى سنعثر على من تتوق له أرواحنا الممزقة؟!

____________________________________

بعد يومين
عاد لمنزله فى وقت متأخر، لم يرد أن يزعجها أو يحدث أى صوت قد يتسبب فى يقظتها، لا يريد أى نقاشات حادة فى هذا الوقت المتأخر
لم يداوم فى الجامعة منذ ثلاثة أيام لكنه اكتفى بالموافقة على رأى العميد و الاستعداد لإلقاء المحاضرات، ربما أراد أن يحطم حلمها أو لنقل حلم الصغير الذى رحل مبكرًا و ترك نصفه الآخر يعانى بسبب أمانيه الطفولية، التى لا ذنب لكليهما بها
لكنها كشفته مبكرًا للغاية فلا داعى للتظاهر بعد الآن.
ليس حلمه بالتأكيد و لكنه اعتاد منذ الصغر أن يكون الأول فى أى شىء ينضم له، إن تراجع مرتبة واحدة كان يجد التعنيف والإساءة و تلك الغرفة المظلمة.
يخاف الظلام و يكره تلك الذكريات الراسخة.

طفل صغير بغرفة مغلقة وصوت الحزام يحدث جلبة واضحة، أيمكن لعنف دام لسنوات طويلة أن يعالج ببعض المرطبات باهظة الثمن؟ حقًا عبث

____________________________________

فى صباح يوم جديد تستيقظ تلك المثابرة لتضع أول حجر أساس فى خطتها للهروب من ذلك المعتقل
بالأمس كانت تبكى بشدة و اليوم قررت عدم الاستسلام، لن تخضع لهم بل ستسفيد منهم بكل الطرق الممكنة، ستجعلهم يتوسلون لرحيلها عنهم
حقًا إن كيدهن عظيم.
طرقت "الحاجة سندس" على الباب بخفة، لم ترد إزعاجها هى فقط تتأكد من استيقاظها لأجل الفطور، و التى قالت ما أن رأتها أمامها تمشط شعرها :
كويس أنك صحيتى يا بنتى، دا الفطار جاهز و كلهم على السفرة دلوقتى
أومأت برأسها بتفهم و رحلت تلك المرأة الطيب.
ضبطت حجابها أمام المرآة مبتسمة ابتسامة خبيثة.

إن كان لابد من العيش مع الأفاعى فيجب عليها تجميع ما يكفى من سُمهم لتسخدمه ضدهم يومًا ما.

هبطت لغرفة الطعام، وجدت الكل فى مكانه المخصص، احتارت أين تجلس؟! لا تريد أن تأخذ مكان أحد، أخرجها من حيرتها صوت أفعى صغيرة تقول بخبث:
تعالى جمبى يا "رنا"
نفذت طلبها حيث بدى لها كطوق النجاة فى تلك اللحظة فهى جائعة للغاية، و لكن انتباتها الدهشة
"مايا" لطيقة معها اليوم !
لابد أن الشمس أشرقت من الغرب.
نظر الجميع إلى المقعد الذى جلست عليه، كأن بداخلهم شىء لكن ظل قابعًا بداخلهم لا حرية له، أثروا الصمت على الحديث، فقط بعض النظرات التى لا يُفهم لها معنى.

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن