_٢٩_ (الحقيقة المؤلمة)

7K 339 139
                                    

٢٣/٠٣/٢٠٢٣
(الحقيقة المؤلمة)

أقف اليوم أمام مرآة نفسى ،عار تمامًا جميع ذنوبى تظهر بوضوح ،نقاط ضعفى مضيئة بشكل غريب ،هيئة سوداء لم أعهدها قط ،حاولت الهروب سريعًا لكن حقيقتى تطاردنى بدون توقف ،كأنها تستمتع بهدم كل ما قد شيدته يومًا
لا أعرف أ تلك حقيقتى أم صورة زائفة يتعمد أعدائى بتصديرها أمام عينى ؟
لقد سئمت و ضدقت ذرعًا ،فما العمل ؟

.........................................................

(بمنزل والد وعد )

دلفت للمنزل بدون أن تنطق بحرف واحد،تعجب من رد فعلها ،فهى لم تحب يومًا أن يجمعهما مكان واحد
طالعته بغموض شديد بينما نظر لها بلا مبالاة فهو حقا لا يهتم ابتعد عن طريقها واتجه للمطبخ لكنها أوقفته هاتفةً باسمه ،التفت لها وبمجرد أن التقت الأعين ،نزعت وشاح رأسها لتظهر رقبتها أمامه و بها علامة كبيرة شديدة الإحمرار، وقبل أن يسألها ،تحدثت هى قائلةً بألم:
بنتك اضربت وكانت هتموت امبارح ، هتسكت ولا هتقوم بدورك كأب لأول مرة فى حياتك يا والدى العزيز؟

احمرت عيناه بشدة من حديثها ،اقترب منها يطالع مكان إصابتها،أخفضت رأسها خجلًا لم تحب يومًا أن تكون ضعيفة وأن يثأر لها شخص آخر، وسؤال مكون من جملة واحدة كان رد فعله :
مين ؟
رفعت"وعد" رأسها لتقابل نظرته تلك وهى تقول بكره شديد :
مالك ابراهيم راشد
ابتسم بسخرية لهذا القدر ،فبالأمس أصاب كبير هذه العائلة وسبب له عاهة مستديمة لأنه تجرأ وعنف زوجته السابقة واليوم حان دور الحفيد ،يا لها من مصادفة رائعة،طالع ابنته الواقفة أمامه لبرهة ثم قال بإقتضاب:
روحى
أومات برأسها دون أن تجيبه أعادت إحكام وشاح رأسها ورحلت
أغلق الباب خلفها ،وأخرج هاتفه ضرب عدة أرقام وانتظر لثوانى قبل أن يسمع رد الآخر قائلاً:
ايه فى ايه ؟
أجابه قائلًا بإقتضاب شديد :
جهز الرجاله ،لينا طالعه
فهتف الآخر متسائلًا:
فين؟
ابتسم "الحسينى" بسخرية وهو يقول :
بيت راشد
تعجب صديقه بشده وهتف قائلًا:
تانى!
جز "الحسينى " على أسنانه بضيق بينما كان ينطق بجملته :
الدور على حفيده المرادى
حرك الآخر كتفه بلا مبالاة وهو يقول :
حلو التجديد ،عشان منزهقش

أغلق دون أن يجيبه ،وابتسامة خبيثة تزين ملامح وجهه ،يبدو أن هناك حرب ستقام اليوم ،لكن لا بأس فهو يستحقها
أ تكون الحرب الوحيدة أم هناك مفاجأة آخرى؟
يبدو أن ما حدث لها بذلك المنزل لم ينتهى بعد ،فهناك حق لا بد أن يرد.

.....................................................................

(بمنزل والدة رنا )

اشرقت الشمس وبدأت أشعتها فى مداعبة تلك النائمة بعمق،لم ترد والدتها أن تسبب لها أى إزعاج وقررت تركها تنام قليلًا لكن كان لطيور الصباح رأى آخر،استيقظت مفزوعة من نومها ،خائفةً بأن ما حدث بالأمس لم يحدث وأنها مازالت هناك فى بيت جدها ،نهضت من فوق فراشها سريعًا تنظر بعينها فى جميع الاتجاهات تتأكد من أن تلك غرفتها السابقة بمنزل والدها ،ونعم انها هى ، وكانت ذلك أول صباح سعيد منذ مدة طويلة

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن