_٢٨_ ( تطاول بما فيه الكفاية)

6.7K 322 191
                                    

١٧/٠٣/٢٠٢٣
( تطاول بما فيه الكفايه)

يحاصرنى ماضى لا أريد تذكره ،و حاضر يتفنن فى إذلالى ،ومستقبل لا ملامح له ،أ يكمل المرء يومه مع كل هذا، أم يقرر الرحيل للأبد تاركًا كل المعاناة لمن سيأخذ جسده فى الحياة الآخرى؟ يا له من عبث .

.....................................................................

(بمنزل الحج راشد)

ترك يدها على أثر صرختها تلك ولكنها فقدت توازنها وسقطت ،كانت تتخبط بدرجات السلم الواحدة تلو الآخرى  دون توقف ،كان جسدها يتلقى صدمة بعد صدمه ولا يمكنه الرد أو التمسك بشىء  وفى النهاية وجدت نفسها على الأرض يدها أسفل رأسها وبقعة دم كبيره حولها،كالجثة ،بلا حراك
صرخت والدتها من هول هذا المشهد،لا تصدق أن ابنتها أمامها غارقة بدمائِها ،وذلك الوحش يقف بالأعلى دون أى رد فعل

هرعت والدتها لموضع سقوطها وهى تصرخ بهلع شديد وتلطم وجهها عدت مرات لا تصدق أن تلك صغيرتها بينما اتجه العم جمال للأعلى ليلقن هذا الوحش درسًا قاسيًا لكن "الست منى" هتفت بصراخ:
الحقنى يا جمال ،البت مش بترد

وبلحظة واحدة تجمع كل أهل المنزل ، اتجه العم جمال ليحمل تلك المسكينة ولكن الحج راشد اعترض وقال بنبرة جامدة لا تقبل النقاش:
أبعد يا جمال ،اللى هيشلها عمها ، أنت مش من محارمها يا جمال
نظر له بكره شديد وغضب وصل لذروته لكنه لم ينطق بشىء ،صمت ونيران مشتعله تتلاعب به
حملها عمها بحرص شديد بعد أن أعلمته مايا كيف يحملها حتى لا يسبب لها أى مضاعفات فقد أحضروا شىء يشبه لوح الإسعاف و وضعوها عليه بخفة شديدة ثم اتجه هو والعم جمال إلى السيارة بينما كانت الست منى تسير خلفهم بدموع منهمرة
أسرعت مايا تحضر مفاتيح سيارة والدها، صعدت السلم تلاقت عينها مع شقيقها وهتفت بهمس خافت :
أنا بكرهك
ولكنها أكملت فى طريقها فلا شىء مهم بتلك اللحظة سوى إنقاذ الضحية ومعاقبة  الجانى سيحين وقتها فيما بعد،لكن إن كان بالماضي لم يعاقب بالشكل الذى يستحقه رغم دناءة فعله ،فماذا عن اليوم ؟

تحركت سيارتان من بيت عائلة راشد ،وظل بالمنزل سهير وابنها ولا أحد آخر

كان يقف بنفس المكان أعلى درجات السلم بلا حراك ،تطلعت له والدتها ونظرة الرضا والسعادة تعتليها بشكل غريب ،فما حدث شىء مُفرح بالنسبة لها غير عابئة بصراع ابنها وتقلباته النفسية
صعدت بخفه ثم وقفت أمامه ،ربتت على كتفه قائلةً:
كنت عارفه أن ابنى هياخدلى حقى، محدش فى البيت دا بيحبنى غيرك يا مالك ،كلهم هنا بيكرهونا أنا وأنت ،أحنا ملناش غير بعض يا حبيبى
حرك "مالك" رأسه نافيًا وهو يقول بحزن واضطراب شديد:
مكنشى قصدى ،مكنشى قصدى أنها هتقع ،كل حاجه حصلت فجأه ،صدقينى
ابتسمت"سهير" بسخرية وقالت بخبث وحقاره:
مصدقاك يا حبيبى

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now