_١٥_ عشر(عائد لكِ يا حبيبتى)

6.9K 356 14
                                    

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى، وإذا خلع فليبدأ بالشمال، ولينعلهما جميعًا، أو ليخلعهما جميعًا )) [متفق عليه] .

______________________________________

١٨/٠١/٢٠٢٣
(عائد لكِ يا حبيبتى )

"To be or not to be
أكون أو لا أكون
جملة لا تترك عقلى، مصاحبة لتفكيرى بشكل مستمر
كأنها اسمى و ليست مجرد جملة تحفيزية أسمعها باستمرار فى كل الندوات التشجيعية
لمَ ؟
لمَ يجب علينا النجاح و ترك بصمة فى المجتمع؟
لمَ الإنجازات تحاصرنا بشكل مؤذى ؟
الكل يشارك ما يفعله، الكل سعيد بما وصل إليه إلا أنا، مازلت أقف فى نفس الرُقعة الضئيلة
متى سأكون؟
متى سأصبح ما أريد أن أكونه دون ضغط من المجتمع ونظرته الساخطة لكل شىء؟
وها أنا مازلت فى انتظار الفجر الخاص بى، فمتى يأتى؟"
_غيث الحديدى

" You are mine since childhood
بلغوها أنى عشقت هواها دون حتى أن أراها
فقط مر اسمها أمامى
و رشدى فقدته فى حضرة اللقاء الأولِ
رغم كل الفوارقِ وقعت أسيرًا لصباها
فمن أنا أمام حُسْنها؟
وماذا أفعل بضعفى أمامها؟
أسافر لأقصى البلاد هربًا من سحرها
وأعود محملًا بشوق لا ينتهى
لا منى تحررت من هذا الحب
و لا أحرزت تقدمًا فى البعد
فهل لنا فرصة أخيرة؟
أم سيظل الوضع كما هو؟
عاشق فى الخفاء أنا
و تتلاعب بى هى "
_آدم الريحانى
______________________________________

يقف أمام النافذة عاقدًا كلتا يديه أمام صدره، لا يفكر فى شىء معين، فقط يجول بعينه على السماء ينتظر أن تمطر لعلها تزيل آثار الإرهاق البادية على قلبه قبل وجهه، و يقف صديقه خلفه لا يعرف كيف يزيل ذلك الحزن ؟ يريد أن يخفف عنه بأى شكل لكن لا شىء يخطر بعقله، لا المزاح و لا الجدية، لا شىء ينفع، و لا شىء يجدى، مادام هو بنفسه يرفض المساعدة .

أخذ "غيث" نفسًا عميقًا يملىء رئتيه بالهواء و كأنه يزيل أفكاره العالقة و يعيد ترتيب شتات نفسه الممزقة بذرات الهواء.
ذهب للجلوس على الأريكة الموضوعة بجانب الحائط، أراد أن تستريح قدماه لفترة ظنًا منه بأن راحته الجسدية قد تبدد حالته النفسية قليلًا، لا يمكنه نسيان ما حدث، دائمًا صوتها الأخير يقف حاجزًا بينه وبين سعادته، لمَ دائمًا يرحل الجميع من حوله؟
حتى و إن كانت علاقة روتينية مبنية على الإحتياج دون أى عواطف من كلا الطرفين، لكنه ميثاق غليظ
نعم لم يحبها لكنها فى النهاية زوجته و والدة طفله، أراد حياة طبيعية بعيدة عن كل العبثِ الذى نشأ عليه، لكن متى كان ما يريده يناله هكذا بكل سهولة ؟ و هل نال شيئًا يريده من الأساسِ؟!

رفع رأسه مطالعًا للواقف أمامه، يدرك أنه خائف عليه، يخشى إضطرابه، أو ربما مُشفق و هذا أكثر ما يؤلمه.
صمت طويل للغاية، فقط نظرات متبادلة تحمل الكثير من المعانى ،إلى أن قال"غيث" بصوت هادئ فى النهاية :
عارف وحشتنى أوى لمتنا
نظر "أحمد" له متعجبًا لمغزى حديثه، فأكمل الآخر حديثه مسترسلًا بتوضيح محبب لفؤادن:
وحشنى أوى سهرنا أنا و أنت و "آدم" ، وحشنى خناقاتنا على ماتشات الكورة، "آدم" لما مشى ساب جوايا فراغ كبير أوى.
أنا بيكم قوى و من غيركم مشتت، ضايع، و أكتر حاجه بكرها هى الضياع، مبعرفشى نفسى بعدها.

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن