_٥_(الغيرة اللذيذة)

6.4K 318 57
                                    

٢٠/٠٤/٢٠٢٣
(الغيرة اللذيذة)

"وَ كُلَّمَا الْتَقَتْ الْأَعْيُنُ.... أحَبَّتْكَ الرُّوحُ مَرَّةً آخْرَى
وَ كَأَنَّ الْمَرَّاتِ السَّابِقَةَ لَا تُكْفَى؟
فَهَلْ  يَكُفُّ الْمُحِبُّ عَنْ الْحَبِّ ؟ !"
_غيث الحديدى

..............................................................

سقط مغشيًا فقد نزف بكثرة و خارت قواه ،بينما قام السارق بأخذ متعلقات الجريح و هرول سريعًا
لحسن الحظ أن "عمر" كان قريباً  من منزله  و لأنه تأخر بشدة لم تستطع والدته النوم بشكل طبيعى كانت قلقه للغاية و راودها كابوس مخيف نهضت على أثره من الفزع ،التفت لزوجها النائم بجانبها و قامت بهزة بحدة و هى تقول بألم:
قوم شوف عمر ،قلبى واكلنى عليه
نهض مزعورًا و ارتدى ملابسه سريعًا و هبط يبحث عن ابنه الوحيد ،تجول فى الطرق إلى أن اصابه الإعياء و فقد الأمل ،عاد فى طريق مظلم لم يكن يحب السير به لكن ابنه اعتاد عليه منذ الصغر و لأن الظلام كان شديد لم ينتبه و تعرقل بشخص ما
أضاء جهازه المحمول و كانت الصدمة
هذا ابنه، نعم إنه وحيده

بعد فتره كان "عمر" منقول بسيارة الإسعاف و بجانبه والده و والدته التى تبكى بشدة على حال ابنها ،بينما كان يحاول زوجها تهدأتها و يخبرها بأن ابنهما سيكون بخير إن  شاء الله

.....................................................................

(منزل الست فاطمه)

كانت تبكى بغرفتها ليلًا و تحاول كتم شهقاتها كى لا تصدر أى صوت و تستيقظ على آثره شقيقتها ،ابتسمت بسخرية حين جاء على بالها كلمة شقيقتها
فهى تعلم بأنها ليست ابنة تلك العائلة، كان اعتقادً لمجرد جملة سمعتها و تعانى منها إلى هذه اللحظة
فى نفس التوقيت كانت "الست فاطمة"خرجت من غرفتها و ذهبت للمرحاض يكى تتوضأ و تقوم بصلاة قيام الليل ،أنهت صلاتها و اتجهت للعودة لغرفتها لكنها استمعت لتلك الشهقات حتى و إن كانت خافته
دلفت بهدوء لغرفة بناتها و صدمت مما رأت
كانت صغيرها تبكى بشدة و تضع كلتا يديها على وجهها كى لا يسمعها أحد، اقتربت "الست فاطمة" منها بهدوء و جلست على الفراش ، مسدت على كتفها بحنان ،التفت لها وعد وهى تبكى بغزارة
لم تتحدث، سحبتها خلفها و اتجهت لغرفتها  ،أغلقت الباب باحكام ثم سحبتها فى عناق طويل للغاية
و تلك كانت الإشارة لتطلق العنان لكل حزنها الذى اخفته لأيام طويلة
لم تعرف والدتها ما أصابها؟ و لكنها اكتفت بما تفعله كى تشعرها بالأمان ،تعالت صرخات"وعد" و لكن والدتها لم تتعرض بل تركت لها المساحة لتفعل كل ما يريحها و هى فقط تمسد على ظهرها بحب
بعد أن هدأت قليلًا أخذتها  للفراش و دثرتها  بغطاء خفيف  ثم نامت بقربها و ما هى إلا لحظات و استكانت ابنتها فى أحضانها

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن