٢٠/٠٤/٢٠٢٣
(الغيرة اللذيذة)"وَ كُلَّمَا الْتَقَتْ الْأَعْيُنُ.... أحَبَّتْكَ الرُّوحُ مَرَّةً آخْرَى
وَ كَأَنَّ الْمَرَّاتِ السَّابِقَةَ لَا تُكْفَى؟
فَهَلْ يَكُفُّ الْمُحِبُّ عَنْ الْحَبِّ ؟ !"
_غيث الحديدى..............................................................
سقط مغشيًا فقد نزف بكثرة و خارت قواه ،بينما قام السارق بأخذ متعلقات الجريح و هرول سريعًا
لحسن الحظ أن "عمر" كان قريباً من منزله و لأنه تأخر بشدة لم تستطع والدته النوم بشكل طبيعى كانت قلقه للغاية و راودها كابوس مخيف نهضت على أثره من الفزع ،التفت لزوجها النائم بجانبها و قامت بهزة بحدة و هى تقول بألم:
قوم شوف عمر ،قلبى واكلنى عليه
نهض مزعورًا و ارتدى ملابسه سريعًا و هبط يبحث عن ابنه الوحيد ،تجول فى الطرق إلى أن اصابه الإعياء و فقد الأمل ،عاد فى طريق مظلم لم يكن يحب السير به لكن ابنه اعتاد عليه منذ الصغر و لأن الظلام كان شديد لم ينتبه و تعرقل بشخص ما
أضاء جهازه المحمول و كانت الصدمة
هذا ابنه، نعم إنه وحيدهبعد فتره كان "عمر" منقول بسيارة الإسعاف و بجانبه والده و والدته التى تبكى بشدة على حال ابنها ،بينما كان يحاول زوجها تهدأتها و يخبرها بأن ابنهما سيكون بخير إن شاء الله
.....................................................................
(منزل الست فاطمه)
كانت تبكى بغرفتها ليلًا و تحاول كتم شهقاتها كى لا تصدر أى صوت و تستيقظ على آثره شقيقتها ،ابتسمت بسخرية حين جاء على بالها كلمة شقيقتها
فهى تعلم بأنها ليست ابنة تلك العائلة، كان اعتقادً لمجرد جملة سمعتها و تعانى منها إلى هذه اللحظة
فى نفس التوقيت كانت "الست فاطمة"خرجت من غرفتها و ذهبت للمرحاض يكى تتوضأ و تقوم بصلاة قيام الليل ،أنهت صلاتها و اتجهت للعودة لغرفتها لكنها استمعت لتلك الشهقات حتى و إن كانت خافته
دلفت بهدوء لغرفة بناتها و صدمت مما رأت
كانت صغيرها تبكى بشدة و تضع كلتا يديها على وجهها كى لا يسمعها أحد، اقتربت "الست فاطمة" منها بهدوء و جلست على الفراش ، مسدت على كتفها بحنان ،التفت لها وعد وهى تبكى بغزارة
لم تتحدث، سحبتها خلفها و اتجهت لغرفتها ،أغلقت الباب باحكام ثم سحبتها فى عناق طويل للغاية
و تلك كانت الإشارة لتطلق العنان لكل حزنها الذى اخفته لأيام طويلة
لم تعرف والدتها ما أصابها؟ و لكنها اكتفت بما تفعله كى تشعرها بالأمان ،تعالت صرخات"وعد" و لكن والدتها لم تتعرض بل تركت لها المساحة لتفعل كل ما يريحها و هى فقط تمسد على ظهرها بحب
بعد أن هدأت قليلًا أخذتها للفراش و دثرتها بغطاء خفيف ثم نامت بقربها و ما هى إلا لحظات و استكانت ابنتها فى أحضانها
أنت تقرأ
مريض نفسى بالفطرة
Actionمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...