_١٧_ (أخوض لأجلكِ ألف حرب )

6K 320 135
                                    

٢٧/٠٥/٢٠٢٣
(أخوض لأجلكِ ألف حرب )

"يا ضيعةَ العُمرِ إن لم تكن به "
_لقائلها

***********************************

كانت "رنا"ستبدأ بالإعتراض و توضيح موقفها لكن جدها لم يدعها تكمل حديثها ،حيث قال بقوة :
لا هتطلبى و هديكى يا بنت ابنى

و بالخارج كان "مالك" يمسك بمقبض الباب و يهم بالدخول ليحدث جده فى أمر ما هام

قطع تلك الورقة من دفتر الشيكات و ناولها إياها فى نفس اللحظة التى دلف "مالك" فيها و هو يقول دون الإنتباه لوجودها :
شحنة القماش الجديدة وصلت يا جدى ،بس لقيت كذا توب تالف فمحتاجين نخصمهم
تسمرت"رنا" بمكانها و لم تتمكن من الالتفات أو التحرك بعيدًا ،بينما "مالك" كان غافلًا عن تلك الفتاة فى البداية لكن ما اقترب حتى علم بهويتها
زفر"مالك" أنفاسه بضيق شديد و حاول بشدة أن يتحكم بنفسه عن طريق إحكام قبضته على المقعد الذى وقف خلفه ،بينما كانت"رنا" تقف أمامه مباشرة و جدها فى المنتصف خلف مكتبه
نظرات متبادلة غريبة ،كأنهم ينتظرون طرفًا رابعًا هو من سيتحدث و ينهى كل تلك المعركة الصامتة
و بالفعل هذا ما حدث ،حيث دلفت "عفاف" و هى تهتف باسم زوجها :
مالك ،يلا عشان الغدا
لكنها صُدمت ما أن رأت هذا المشهد أمامها و اقترتب سريعًا تمسك بكف زوجها ،كأنها تخبره بأنها هنا بالقرب منه ،و لم يحدث أى شىء ضد رغبته الحقيقة ،لن يكون هناك أى سوء ما دمنا سويًا
رمقتها "رنا" بحسرة و ألم ثم رحلت بهدوء دون أن تتفوه بحرف واحد ممسكةً بتلك الورقة و التى لأجلها دخلت هذا الجحيم مجددًا
اتجهت"رنا" للباب الخارجى لكن قبل أن تخطو خطواتها الأخيرة ،وجدت من يمسك بساعدها فالتفت بفزع و لكن ما أن رأت هويتها حتى اطمأنت ،لكن هيهات
حيث صاحت "مايا" بحدة :
متجيش هنا تانى يا رنا
البيت دا أنتِ خرجتى منه بمزاجك ،فمترجعيش ليه تانى أحسنلك
اتسعت حدقتيها بذهول من تلك الطريقة و هتفت متسائلة بحيرة :
أنتِ بتكلمينى كدا ليه ؟ هو أنا زعلتك فى حاجه ؟
و بنفس الغموض قالت"مايا" بينما كانت تدفعها للخارج بخفة :
أبعدى يا رنا ،ابعدى عننا عشان الأذيه أوقات بتيجى من أقرب الناس
أمسكتها "رنا"من يدها لكى تتوقف عن دفعها لها و قالت بتهكم ؛
و أنتِ فاكره أنكم أقرب الناس ليا ؟
زفرت"مايا" أنفاسه بضيق و قالت بقلة حيلة :
مش هقدر أشرحلك ،بس صدقينى مجيك هنا أكبر غلط
و تركتها متجهةً لغرفتها ،فهى لا يمكنها التوضيح ،لا يمكنها أن تسبب الأذى لوالدتها مهما حدث ،لكن هل تلك الأفعى تحتاج لمن يدافع عنها ؟ أنها أساس كل تلك المشاكل و العقد من البداية

..................................................................

خرجت "رنا"من هذا المنزل بقلب مفطور ،محطم ،الجميع تمكن من إكمال حياته ،إلا هى
هى الوحيدة التى تعانى دون أن تجد نهاية لهذه المعاناة
ذلك الوغد تزوج و يكمل حياته براحة غريبة ،يمسك بيدها و يشعر بالأمان برفقتها ،بينما هى ،هى ظلت بمكانها ، تخاف الإقتراب من أى أحد ،حتى العناق لا يمكنها تجربته
لمَ الحياة ليست عادلة؟ البعض يخطئ و لا يعاقب بأى شكل و الآخر يقع عليه الخطأ و يمزقه إربًا دون أى عدل أو إنصاف ،ما هذا العبث؟

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن