الثاني والاربعون

169 19 138
                                    

جيسونغ:

عدت الي بداية هذا الفيضان الذي بدا بقطرة ماء بدلا من ان تروي جفافي اغرقته بالكثير من الحجارة

كنت تلك الغرفة التي كانت تشبه كثيرًا شقة الجدة لا عجب انني شعرت بالالفة ان ذاك ، الطلاء منزوع ليعطي شكل بشع لتلك الجدران المتساقطة تمامًا كأصحابها ومتجرة كقلوب كل من سكنها.


الا قلب هذا الطفل الذي لم أكن اعلم انه زين تلك الجدران الباهتة بقلمه الذي حمل براءته فبكل ركن بغرفتنا التي اعتادنا ان ننام بها معا متشاركين هذا السرير الصغير كان هناك الكثير من القصص والرسومات التي تغطيها بقلم مينهو



بيسار الغرفة كان يملئ الغرفة رسومات لأشخاص علمت بعد التدقيق انه نحن كان توثيق لطيف لاهم لحظات هذا الطفل منزوع الطفولة والأمان كيوم مولدي

ويوم احضار والدتي له تتلك العلبة التي عجزت عن معرفة محتواها بسبب تلاشي الحبر والكثير من الكلمات التشجعيه مثل "يمكنك فعلها تحمل اصمد انت شخص جيد "



وبوسطها كان هناك رسومات رديئة ودماء جافة
لا يمكنني ترجمة أي منها الا بالمعاناة الخالصة لصاحبها كانت لشخصية صبي يحمل ملامح حزينة ينزف دموعًا



جعلتني تلك الرسومات بوسط الغرفة أدرك ما لم يفكر به عقلي الانانية للحظة مينهو لم يعش يوما طفولته بسبب عائلته التي كانت تتشكل في امي وابي عانى أكثر بسببهم عندما ولدت وبكل لحظة تعلق بها بالأمل في حنان سومين.



وللمرة الثانية مينهو لم يعيش مراهقته بسبب اختي ووالداي فهذا الطفل قد حكم عليه منذ يومه الأول بالحرمان تراه من الطفولة، المراهقة وأخيرا الشباب وبهذا المرة بسببي فقط لو لم اولد قط ما كان ليحدث كل هذا ما كان لمينهو ان يخسر شبابه وعقلة تماما بسبي.




مينهو الذي تخلى عني انا من تخليت عنه وانهيته بلحظة والدتي في البداية ربما كان هذا انتقام عادل ربما




جفت دموع عيني المقهورة بينما اجلس ويحتضن ظهري هذا الحائط الأوسط الغارق برسوم مينهو المتألمة نظرت على يميني لأجد عد ما

ملئ دموعي حتى فاضت



لقد كان الجدار الأيمن هو عدد المرات التي ضرب بها ابي مينهو ضرب موجع لقد كان يضع خط بعد كل مره والخطوط لم تكن قابلة للعد.







اخذت ابكي وانا بمكاني عاجز تمامًا مثل ما كنت طفل صغير يتعلق بقميص شقيقه بكل قوته لضم كل إحساس بالأمان يمكن ان يحصل عليه بهذا العالم الذي ظل يردد انه مظلم رغم احتضانه لألوانه التي كان يجهل بها صغيرًا وكبيرًا متعجرف حتى اظلمها بنفسه.

-









سر موجات الراديو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن