(20)

22 0 0
                                    

صحيت من النوم وانا عاوزة اخرج من البيت
قومت اتوضيت  وصليت ولبست  كانت الساعة ٧ الصبح
طلبت اوبر  والوجهه كانت ( محطة رمسيس )
نزلت واتجهت لشباك التذاكر  عشوائي
الموظف قالي  أخر تذكره لقطر ٨ ونص
حسيت أن التذكرة كانت  مستنياني..

قعدت ع الرصيف فى أنتظار القطر المحدد
شردت لحظة ومكنتش قادرة أفكر انا رايحه فين ؟!
انا حتي اخدت التذكره  عشوائي
بصيت ع الوجهه كانت الإسكندرية..
حسيت مفيش فرق المكان فين
كل إللى شغلني  انا عاوزة ابعد واكون لوحدي
وكانت اول مره انزل واسافر لوحدي ومكنتش خايفة

وصل القطر واتحرك  وطول الوقت انا باصه من الشباك
بفتكر كل إللى حصلي وكم الخزلان  إللى اتعرضتله  من أقرب الناس سواء أهلي او اصحابي او حتي الشخص الوحيد إللى امنته  على قلبي وخزله  ..

ساعتين ونص فى شرود  لغايه ما وصل المحطة
نزلت وقفت لحظة ومش عارفه اروح فين

خرجت برا المحطة وقفت تاكسي وقولتله -سان ستيفانو-
اتحركنا ونزلت  وقفت قدام المول للحظات
حسيت مش عاوزة ادخل مش عاوزة مكان مقفول
لفيت وشي اتجاه البحر كان مليان كافيهات 
اتجهت لوحد كان فيه قاعده اوبن ايير ..
قعدت وكان المكان زحمه عيال وكبار ..
دوشة اكتر من الدوشة إللى فى راسي ..

قومت اتمشيت واشتريت فطيرة وازازه  مايه وروحت قعدت على الشاطي ..

حطيت الفطيرة جنبي وقعدت مني للبحر
اتنهد والموج  يبعد كانت تنهديتي  قوية انها تحركه لبعيد
الموج يقرب اتنهد يبعد وهكذا لغايه ما المايه قربت مني 

قعدت شوية مبعملش  حاجة ساكته وشاردة ..

انتبهت ع صوت شخص بيغني ببص عليه كان لوحده
ومعاه عصايه وعرفت انه كفيف..
بصيت حواليا مكنش فى حد منتبهله  ..
كان قدامه حفره .. قومي بسرعة انبهه ولحقته

- شكرًا ليكي
- لا ابدا مفيش حاجة، انت لوحدك ؟
- ايوه .. زهقت من قعدت البيت قولت انزل امتع عيني بالبحر  .
استغربت من كلامه رغم انه كفيف :
- طيب كنت طلبت من حد كرسي استني هجبلك  كرسي
- لا لا انا عاوز اقعد ع الرمل  ورجلي تلمس  المايه والرمل ، لو مفيهاش مضايقة ممكن تساعديني اقعد ..
- تمام مفيش مشاكل..

قعدته جنبي لأنه لوحده، فتحت علبه الفطيرة وعزمت عليه بقطعة :
- معلش بارده لانها بقالها كتير معايا
- بس طعمها حلو .. اسف ع تطفلي على فطيرتك
- لا ابدا انا اساسًا جيبتها  ومليش نفس بس قولت لو جوعت  
- البحر  هيجوعك  ..
- دا لو نزلت البحر
- أحنا فى البحر  من أول يوم لينا فى الدنيا .. بحر الحياة، بحر أعمق وأكبر وأخطر كتير من البحر الل قدامنا دا .
- علشان كده الموج بيخبط  فينا طول الوقت .
- كل موج وع حسب قوته وعلى حسب وقفتنا  قدامه .. فى أمواج خفيف وفى أمواج بتوقع  .. الشاطر الل مهما اتخبط فى الأمواج انه يتعلم ان الموجه متخبطش  فيه مرتين .
- يعني هيعرف ازاي
- المكان الل واقف فيه هو هو نفس المكان الل الموجة خبطته اول مره ، يا يبعد خالص او يتحرك شويا هيغير  اتجاهها شويا والخبطة التانية هيبقي آثارها ااقل .
- أو تيجي موجه خبطتها أقوي تهده  .
- طبيعي ومتوقع تكون أقوي، لازم يتوقع مع كل خبطه  ان فى أقوي لسه مجتش وقتها المطلوب منه يتجهز  ليها مش علشان يتفادها  لانه جاهل قوتها لكن عارف انه هيتأثر  منها .
اتنهدت : فى كل الحالات هيتخبط  يعني هيتخبط 
- بالظبط كده..
سكتنا شويا وبدء يغني ببهجة وانا ببص للبحر ، خلص غنا وقال  :
- البحر شكله جميل انهارده 
- ها .. ايوه
- أنتي اكيد استغربتي انى شايف البحر ازاي
- لا ابدا ..
- أنا نظري راح وانا عمري 20   فى حادثة ( رفع كم القميص وكانت ايده اليمين صناعي ) وطارت ايدي اليمين مع عنييا  .
- أنا آسفة لك ..
- وتتأسفيلي  ليه.. دا نتيجة طبيعية كنت فى سن معتقد ان كل حاجة طبيعي معايا لدرجة الاستهتار ، كل النعم  إللى ربنا ادهالي اتعاملت معاها بإستهتار ومفكرتش  فيها غير لما راحوا  .. احنا كبشر  كده.. قبل ما نبدء فى الصياح وان فى حاجات كتير راحت نفكر ان فى حاجات كتير موجودة أهم  .. علشان كده تجربتي دي علمتني مهما الل راح مني مخلهوش  يشغل  تفكيري وياخد اكتر من حجمه وافتكر الل معايا واحمد ربنا انه موجود.. بتنفس  كويس.. بمشي كويس .. بسمع كويس .. باكل كويس .. قادر أبص ع الجانب الإيجابي من حياتي رغم النواقص الل فيها .. وقت الحادثة كتير كانوا معايا بعدها اختفوا  كل واحد شاف حياته  وانا مبتحركش  لكن عيشت واهو ..
- يعني تقدر تعيش لوحدك
- أنا مش لوحدي، معايا صاحبي ورفيقي الل معايا لاخر لحظة فى عمري .. ومعايا دلواقتي.
بصيت حواليا وهو ضحك :
- بتدوري عليه صح ..
- ايوه ..
- ليه وهو قدامك اهو وبيتكلم  كمان .
انتبهت لحظة وكان كلامه :
- أنا.. صاحبي ورفيقي هى نفسي .. وقت ازمتي لما الكل بعد ب إختلاف اسبابهم اكتشفت  اد ايه انا لوحدي،  مفيش حد معايا غير نفسي، كنت متجاهلها  وبحملها  فوق طاقتها  ورامي عليها كل حاجة بتحصل لغايه ما دمرتها  ولقيت ان إللى ادمر انا ، فقررت أصحابها  ومن وقتها واحنا مع بعض فى كل حاجة .. مواقف حلوة ووحشة، بنقوي بعض وبنهون بعض وبنراضي بعض وبنطبطب ع بعض .. عايشين مع بعض وزالفل اهو .
سكت لحظة وحسيت اد ايه انا ونفسي بعاد عن بعض ومكنتش عارفه ارد عليه اقوله ايه ، كمل كلامه:
- انتى هنا لوحدك ؟
- ايوه  صحيت من النوم نزلت روحت المحطة اخدت  تذكره  وجيت هنا .وانا مش عارفه جيت ليه اصلًا .
- فرصة .. فرصة انك تعيدي  ترتيب حياتك سواء أشخاص أو مواقف او قرارات  .. فكري فيها انها فرصة
اتنهدت : مش قادره حاسة انى خلاص مش قادره   .
- يااااه  كل دا ( طلع منديل من شنطته) لو محتاجة تبكي ابكي وانا وعد مش هبص  عليكي .
ابتسم لمزحته فقولتله : حتي الدموع رافضه تنزل
- لأنك منعاها.. متمنعيش  نفسك من اى حاجة حاسه بيها، عيطي واصرخي  واتنططي  وغني زى ما سيبتي  نفسك وجيتي هنا لوحدك .. الفكره خرجي كل  المخزون  جواكي لان التراكمات هى الل وصلتك  لهنا للحاله  إللى انتي فيها ، انتهزي  الفرصة دى انهارده واعتبريها  خطوة لتعديلات  وقرارات  واهم قرار انك تصاحبي نفسك لأنها الوحيدة الل هتفضل معاكي سواء وافقتي او لا .. اتولدت  معاكي وهتموت  معاكي  متحمليهاش فوق طاقتها وهي ليها أولوية  فى اى قرار وأختيار .. اللحظة إللى هتتصالحي مع نفسك حاجات كتير أثرها هيكون اخف واهون.. ودايما بصي ع النعم الل معاكي وحواليكي ومتبصيش  ع الل راح لانه لو ليكي مش هيروح ودا ينطبق على كل حاجة، وعلاقتنا  مع الناس علاقات شبيهه  بالعابر السبيل  كل شخص  له فتره معينه وهيمشي أو هيتغير، الخلاصة اللي هيفضل هيفضل  والل هيمشي هيمشي
 
سكت ومكنتش عارفه ارد اقوله ايه، رن الموبيل كان موعد القطر قرب  :
- أنا هستأذن علشان ميعاد القطر
- اتفضلي .. وشكرًا ع الساعتين ونص
- أنا إللى شكرًا انك مسبتنيش  لدماغي
- فرصة سعيدة
- تحب اوصلك لمكان
- لا انا قاعد شويا
- عن اذنك
- عاوز اقولك حاجة ممكن
- اتفضل
- الحياة مش وحشه ومش حلوة ، الحياة متوازنه  والمطلوب مننا اننا نتوازن فى كل حاجة فى الفرح والحزن والعشم  والعطاء والأخذ لأن  مفيش وضع ثابت كل الأوضاع متغيرة والل معاكي دلواقتي ممكن بعد ساعة يختفي او يتغير  الا نفسك هى الل هتساعدك تواجهي  كل حاجة وأى حاجة ومش هتحسي بالوحدة د، وكل حاجة فقدتيها بيبقي لدرس  تتعلميه مش الهدف منها الوجع  لا النضج، وسواء رضينا او لا دى الحياة مستمره وهنعيشها  بس نجتهد نعيشها صح
- أنتم..
- توصلي بالسلامة  

مشيت خطوتين ولفيت  أبص عليه كان بيغني  بسعادة وهو قاعد لوحده ، اتجهت لمحطة القطر واتحرك راجع للقاهرة وانا بفكر في  شخص فقد حاجات ومع ذلك لا اتمرد ولا حقد ع الحياة بالعكس عايش  وبيغني وبيستمتع بالموجود رغم المفقود فى حياته  ودا لانه تصالح مع نفسه ، فقررت اول حاجة اعملها اصالح نفسي واقفل على إللى فات  وابدء من الأول  بنظره  مختلفة بنعم  حواليا مكنتش شايفاها ب اهميه  كفيلة  تخليني اكمل حياتي  برضا  وقبول وسعي  وقوة تحمل ومهما وقعت ارجع اقف واكمل ..

رجعت البيت ومسكت تذكرة القطر  وشيلتها  فى علبه وانا بقول ان التذكره دى تذكرة لفرصة جديدة فى حياتي لازم أحافظ عليها .. ومش هسيب المفقود يأثر عليا ويتملكني  لكن هشغل تفكيري بالموجود  ❤

مشهد من مشاهد بقلمي #يارا_سمير
رأيكم ❤🥀

 مشاهد بقلمي ✒❤Where stories live. Discover now