- أنا نازل ..
- نازل ..
- أنا عارف انى قولتلك امبارح انى مش هنزل بس الرجاله كلموني وصمموا نتجمع وكده فقولت ساعتين خطف كده وهرجع ع طول ..
- تمام ..
- عاوزة حاجة ؟
سكتت لحظة : لا شكرًا
- لو عاوزة حاجة ابعتيلي اجيبها وانا طالع
- تمام ..
- سلام ..
نزل قابل أصحابه وهى قعدت قدام التليفزيون ماسكة الريموت تقلب فى القنوات بدون متابعه لأي حاجة، بصت ع الساعة كانت الساعتين الل قالهم عليها مرو وانتظرت كمان ساعتين قفلت التليفزيون و قامت دخلت غرفة إبنها أطمنت عليه انه نايم ودخلت غرفتها قعدت ع حافة السرير اتنهدت وفتحت الدرج طلعت شريط حبوب اخدت واحده ونامت ..
تاني يوم الصبح ع الفطار:
- صباح الخير
- صباح الخير
- ايه الفطار الجميل دا، تسلم ايدك يا حبيبي
مسك ايديها وباسهاوهى إبتسمت نص إبتسامة :
- يلا افطر
- انتى كويسة ؟
- تمام ..
- يلا نفطر
- يلا نفطر .
بدائوا الفطار وسط صمت هو ماسك الموبيل وهي بتفطر ابنها فى سكوت .. خلص فطاره وقالها :
- اطير انا بقي
- تحب اعمل غدا ايه ؟
- الل تعمليه يا حبيبي هأكله
- قول اى حاجة طيب
- دماغي مش رايقه الاصناف وكده الل تعمليه
- تمام ..
- واه.. اتغدوا انتم لاني هتأخر
- أنا هستناك ..
- لا اتغدي انتي لاني مش عارف هرجع امتي
- تمام
خرج من الشقه وهى باصه عليه وقفل الباب وهى اتنهدت وشردت للحظة ورجعت تكمل فطار إبنها ..
مر فتره وابنها تعب واتنقلت للنوم معاه فى أوضته، وأى طلبات عاوزاها هو بيجبها ليها ، فى يوم طابت منه يجيب علاج معين فى الروشته لانه خلص وسألت الدكتوره قالتلها كرريه :
- عاوزة حاجة تاني طيب
- لا هات بس علاجه دا هتلاقي الروشته ع الكومدينو فى أوضتي نسيتها لما اتكلمت مع الدكتور ..
- أوكيه..
دخل الغرفة ووقف لحظة وقال :
- هي قالت ع الكومدينو ولا فى درج الكومدينو ..
فتح الدرج كان فيه روشتات بس لما بص ع اسم المريض كان أسمها وأتفاجئ لما قرف اسم الدكتور وتخصصه وهو دكتوره لأمراض النفسية والعصبية، مسك الروشتات واتجه للغرفة كانت نايمة وهى حاضنه ابنهم وقف مصدوم للحظة ورجعت الغرفة دور ع الروشته ابنه ونزل يجيب العلاج ..
وقف فى الصيدالية بيحاول يجمع ومره واحده مشي واتجه لعيادة الدكتوره وكان فى كشوفات وأنتظر أخر كشف ودخل الدكتوره :
- مساء الخير
- مساء الخير .. اتفضل
- أنا جيت هنا يا دكتور علشان عاوز اعرف مراتي فيها ايه وبتيجي هنا ليه ؟
- طيب ممكن تهدأ الاول ونتكلم براحة
طلع الروشته وحطها قدامها :
- يااااه اخيرًا جيت ..
- هو حضرتك كنتي فى انتظاري
- من ٥ شهور وانا عاوز اقابل حضرتك ساعه بس لكن المدام كان ليها رأي تاني
- راي ايه ؟
- أنا طلبت منها تتكلم معاك ولو معرفتش حضرتك تشرفني هنا واتكلم انا معاك لكن هى قالت هتتكلم .
- مقالتش حاجة
- وحضرتك هنا أزاي؟
- بالصدفة.. انا اكتشفت كل حاجة بالصدفة وجيت هنا افهم ممكن تفهميني ..
- مدام حضرتك من ٧ شهور جت هنا بعد ما شافت فيديو ليا ع السوشيال ميديا واول مره مقالتش حاجة وانا مضغطتش عليها وحددت ليها ميعاد تاني وجت وكانت الجلسه عباره عن عياط بس
- ايه ؟
- سيبتها تخرج كل حاجة جواها وبعدها مشيت وفوتت جلسه وجت الل بعدها ..
- هى عندها ايه ؟
- عرض من أعراض الإكتئاب ولو كانت استمرت من غير استشاره متخصص كان هيتحول لإكتئاب حاد..
- اكتئاب ليه ؟ دى عايشه احلي عيشة وبيتنا جميل وربنا رزقنا بطفل جميل .. كل حاجة عاوزاها موجوده ..
- لكن انت مش موجود ..
- مش فاهم ؟
- سبب حالتها لانها حاسه انها لوحدها عايشه لوحدها، أهلها بعيد عنها وأصحابها بعدوا لانشغالهم بحياتهم وانت انشغلت عنها بحياتك ..
- انشغلت ازاي انا معاها كل يوم ؟
- أنا معاها كل يوم زوج وأب، تجيب طلبات تروح مشاوير لدكاتره، لكن اغلب الوقت يا مع أصحابك يا مع الموبيل ..
- أنا بعمل زى ما كل الناس ما بتعمل .
- اغلب تصرفاتنا بتكون مش صح لما نتجاهل وجود شخص فى حياتنا له حق فينا وفى وقتنا، أنا واثقه انك مكنتش قاصد ، ومكنتش تعرف ان بتصرفات طبيعية من وجهه نظرك ممكن توصل لمشكله كبيرة ..طبيعي يكون لك حياة خاصة بك لكن الأهم انك تراعي ان فى حد عايش معاك له حق فى جزء من حياتك دى، إحساسها بالوحدة عايشها فى بابلز انت برا وهى جوه، ومع الوقت المسافة بتكبر لدرجة انها مكنتش قادره تتكلم معاك وتعرفك، انت بالنسبالها مش مجرد زوج كويس واب حنين انت بالنسبالها الصديق الل محتاجاه فى حياتها، ع فكره عمرها ما قالت عنك حاجة وحشه لكن كانت دايما بتقول انك بتبعد وقررت تهرب من المواجهه بالمهدئات،.. وانت هنا علشان اقولك كفاية بعد هى محتاجاك ..
انهي مقابلته مع الدكتورة ووصل امام العمارة بيستوعب الل حصل وهل فعلًا هو لدرجة دى مكنش حاسس بمعاناتها لوحدها .. طلع الشقه ودخل الغرفة كانت نايمة مع ابنهم ، باسها ع خدها هي وابنه وخرج فى الصاله قعد شارد ..
قلقت من نومها وخرجت كان قاعد شارد:
- ايه صاحي دلواقتي؟
- كنت داخل انام .. طمنيني عامل ايه دلواقتي؟
- احسن الحمد الله
سكت لحظة : وانتي ؟
-الحمد الله
لفت واتجهت للمطبخ مسك ايديها ووقفها قدامة :
- انتى كويسه ؟
- الحمد الله
- بوصيلي فى عيني وقوليلي انك كويسه
بصت فى عينيه وغير ما تقصد دموع نزلت من عينيها، حضنها لصدره وحضنها، وطبطب ع ضهرها ف انهارت فى البكاء فضمها اكتر لحضنه وردد:
- أنا آسف.. انا اسف
هدأت وقعدوا يتكلموا:
- ليه متكلمتيش معايا، ليه متكلمتيش من الأول
- مكنتش عارفه.. اتكلم اقول ايه ؟
- قولي واعترضي لو فى حاجة مش عجباكي، اتخانقي وفهميني ان انا بغلط..
- اقولك متنزلش مع أصحابك كل يوم ولا انك قاعد ماسك الموبيل ومبنتكلمش ولما بتتااأخر وانا مستنياك
- قولي كل حاجة مش عجباكي..احنا بقالها ٤ سنين متجوزين وفى الفتره دى بنعرف ايه الل يريح علاقتنا وبنعملها وطول ما فى طرف مبيشتكيش ولا بيعترض الطرف التاني هيتمادي فى أفعاله.. اتكلمي وقولي
- خوفت.. خوفت نتخانق وتضايق وحياتنا تتحول لنكد ..
- عادي نتخانق ونتصالح واضايق وتصالحيني واصالحك .. هى دى الحياة بين اى اتنين .. مفيش حياة برفيكت لأننا مش برفيكت.. احنا بنحاول .. احنا بنحاول مع بعض ..
سكتت :
- توعديني ان مهما حصل هتتكلمي
- هحاول ..
- لا اتكلمي لاني مش هعرف لوحدي وانا هوعدك انى مهما انشغل فى حياتي انتى هتكوني الجزء الأهم فيها
- تمام ..
مر يومين وكان نازل :
- أنا نازل المشوار الل قولتلك عليه
- تمام ..
- مش هتأخر عاوزة حاجة؟
- لا
- سلام ..
نزل ورجعت مسكت الريموت تقلب فى التليفزيون ومر نص ساعة وباب الشقة اتفتح :
- أنت جيت بدري كده ليه ؟
- خلصت مشواري
- والقهو ه؟
- إجازة انهارده، هقضيه هنا فى البيت معاكي
- بجد
- طبعًا حتي بصي جايب ايه ؟
خرج شنطة فيها لب سوداني بقشره؟
- عارف انك بتحبي السوداني بقشره تعمليلنا عشا حلو كده سندوتشات فى الإنجاز و نشغل فيلم ونقفل موابيلتنا ..ايه رايك ؟
- بجد ..
- مش مصدقة ليه ؟ وهخليكي تختاري الفيلم كمان يلا
- فى ايه ؟
- فى اني عاوز اكون معاكي شويا انتى مراتي
سكتت :
- يلا ولا هقعد جعان
- حاضر ..
- بكره معاد سيشن استنيني ارجع من الشغل ونروح مع بعض ..
- هتيجي معايا ؟
- هاجي معاكي فى كل مره، انا هحاول وانت ساعديني ممكن ؟
- ممكن
- وانتى هتحاولي وهنصلح كل حاجة سوا
- تمام ..
- يلا جعان ..
- حاضر ..
خلصوا العشا ودخلوا يناموا قعدت ع السرير فتحت الدرج باصت لحبوب ورجعت قفلت الدرج وكانت اول ليله تنام من غير مهدئات ولكن كان البديل انها نامت فى حضنه ❤
مشهد من مشاهد بقلمي #يارا_سمير
رأيكم ❤
