زجاج مكسور | 11

13K 615 48
                                    


ضع نجمة التقييم ⭐قبل البدئ بالقراءة لتشجيعي على كتابة المزيد

.
.
.
.

🌼"حتى الصخور القاسية قد إنفجرت منها الأنهار و لانت ...و من الممكن أن هذا ما قد يحدث لقلبه " 🌼

.
.
.
.
.
.

أنهى مهيب حمّامه و غطّ في نوم عميق فهو لم يتذوق طعم النوم منذ أيام ، كانت غرفته هادئة و مظلمة لا يكسر ظلامها إلاّ القليل من ضياء القمر الذي يباغتها عبر زجاج النافذة .

كان الهجين نائما بشكل مريح جدا كأنه يغرق في حلاوة الأحلام لكن راحته تلك لم تدوم طويلا فقد سمع صراخا قويا قطع عليه نومه و نهض مفزوعا ، كان أشد ما يكرهه هو أن يقطع شيء ما نومه

" اللعنة على هذا الحظ ! لا أستطيع النوم في هذا القصر بهدوء أبدا "

قال بغضب ثم خرج من غرفته و أعينه ممتلئة بالنعاس ، تبع صوت الصراخ فوصل لغرفة ماهيتاب ليرى الباب مفتوحا و جميع البنات هناك و لكن صوت الصراخ لم يكن مألوفا بالنسبة له .

دخل فرأى سبأ تبكي و تنوح محاولة الخروج من الغرفة و توبا و ماهيتاب يمسكان بها و تحاولان تهدئتها و لكنها ما إن رأت مهيب حتى جنّ جنونها و توقّفت عن البكاء فجأة ثم تحوّلت ملامحها إلى الغضب و ركضت نحوه و بدأت تصرخ بوجهه و تحاول ضربه

" كل شيء حصل لي كان بسببك اللعنة عليك !"

قالت و هي تقف أمامه تنظر له بحدة ثم بدأت تضربه لصدره و توجه له عدّة لكمات بيديها الضعيفتين ، ركضت ماهيتاب محاولة إبعادها عنه و لكن مهيب طلب منها ألاّ تتدخل و أن يتركاهما لوحدهما .

نزلت البنات بينما بقي مهيب برفقة سبأ التي كانت لا تزال في صدمة من فقدان أهلها "  لقد ماتت أختي أمام عيني لقد رأيت دماء والدي تملأ الجدران كأنها طلاء أحمر دموي ..."

مسحت دموعها التي تنهمر كالشلال من على خديها و أكملت حديثها بينما تقاطعها الشهقات بين لحظة و أخرى " هل تستوعب أن كل هذا حدث بسببك ! كنت أعيش حياة هادئة لا أعرف لمَ دخلت غابتك لو كنت أعلم أنني قد حفرت قبر أهلي بدخولي هناك لما كنت خاطرت و وطأتها أبدا ...لن أرى والديّ و أختي مجددا "

غطت وجهها بكفيها و ظلت تبكي رفع هو يده ناحيتها ليمسح على رأسها بتردد ثم سحب يده و قال بأسف " أتفهّم حزنكِ و لكن لا يمكنكِ لومي على شيءٍ لا ذنب لي فيه ..."

نزعت كفيها عن وجهها و قالت بإنفعال " ألوم من إذن ؟ من الملام غيرك هنا ! هل تعلم كم أمقتك ؟ أنا لا أكرهك فقط بل أمقتك يا هجين !"

نظر لها مهيب دون أن ينطق بكلمة و كان قد بدى عليه التأثر بكلامها و لكنه بعد صمتٍ دام للحظات وجيزة قال بنبرة حزينة " أنا شخص حتى أمه لم تحبه هل تعتقدين أنني أنتظر حبا من شخص آخر ؟"

عرش سبأ (عروس الجحيم) Onde histórias criam vida. Descubra agora