مدّ يده لها و أخذ الخاتم يقلبه و يتفحصه كان خاتما فضّيا يبدو عاديا لا يحمل أي جواهر  فسأل بإنزعاج " ما هي ميزة هذا الخاتم ؟ يبدو عاديا "

" انظر لداخله ستجده يحمل نقوشا ...تلك تعويذة إستدعاء مردة كنعان " قالت هي تشرح له فسأل هو بإستغراب " و لمَ قد تقايضينني بخاتم إستدعائهم و أنت أحوج له فأنت عرافة كنعان !"

" لأنني سأعتزل عالم السحر عن قريب "

" لماذا تعتزل عرّافة عاتية مثلكِ عالم السحر ؟ إنها لخسارة كبيرة " قال بادي بصدمة فردت هي تشرح له
" إنها رغبة إبني خِضْر ...لا يريد أن تكون والدته عرّافة ، لقد طلب مني أن أترك السحر إن أردته أن يعيش معي "

" لم أراه منذ أن كان صغيرا ...يبدو أنه أصبح شابا يضع شروطه أيضا " قال بادي و هو يبتسم فردت هي بإبتسامة مماثلة حينما ذكرت سبرة إبنها الوحيد

"بالتأكيد ...له كل الحق في أن يضع شروطا على والدته ، أين ما وعدتني به ؟"

إستدار بادي خلفه و نظر يمينا و شمالا ثم قال " اظهري نفسكِ يا صغيرة "

و من العدم ظهرت جنية ذات شعر ذهبي و عينين أرجوانيتين كانت تبدو خائفة مما يحدث فبقيت تنظر للعرّافة و لبادي بنظرات مرتعبة و كأنها ترى وحوشا أمامها فإقترب منها تجاويد و أمسكت ذقنها لترفع وجهها الذي يشبه فلقة القمر و سألت " ما إسمك يا شبيهة القمر ؟"

" خاتون ...إسمها خاتون " أجاب بادي فسألت تجاويد مستغربة " لمَ لم تجبني هي؟"

" لأنني لم أسمح لها بالكلام "

" هذه الجنية مملوكة إذن !" قالت تجاويد بإدراك فرد بادي " كل الجن الذين ألقي القبض عليهم مملوكين و لكن لمَ أردتِ هذه الجنيّة بالذات بالرغم من أنّ لدي غيرها الكثير و كلّهم أقوياء ؟"

" لرغبة في نفسي ...هيا إمنحها حريتها الآن يا بادي "

نظر بادي لخاتون و قال لها " لقد أصبحت تجاويد سيدتكِ الجديدة و ستنفذين كل ما تقوله مفهوم ؟"

"أمرك سيّدي" قالت الجنية و هي تهز رأسها فهمّ بدر بالمغادرة قائلا"  أنا سأغادر الآن لقد انتهى عملي هنا "

" رافقتك السلامة يا صديق الزمان" قالت تجاويد و هي تنظر له و هو يغادر

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

ما لم يكن يعرفه بادي هو أن تجاويد قد رأت نفسها في تلك الشابة على الرغم من كونها جنية و لكنها قد تذكرت ضعفها و إنكسارها عندما رأت ذلك الخوف في عينيها و يديها الصغيرتين المرتجفتين فقبل ما يزيد عن الثلاثين سنة قد كانت عبدة مملوكة لأحد ملوك الجن ...فجعلت تتذكر كيف جاء ذلك الرجل الطيّب و كان سببا في تحريرها .

كان ملوك الجن يستعبدون الساحرات الصغيرات و يرغمنهن على خدمتهن ، كانوا يقومون بخطفهم منذ نعومة أظافرهن لكي يكبرن كخادمات و لا تعترض أي منهن على أي من أوامر الجن و في يوم من الأيام بينما كانت تجاويد جالسة رفقة الخادمات الأخريات من الجن يقمن بتحضير الطعام سمعن صراخا قويا يأتي من الخارج و إذ بحارس يأتي مناديا لتجاويد

عرش سبأ (عروس الجحيم) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن