" يا بشرية تعالي بسرعة !"

"ما الذي يحصل ؟" سألت تجاويد بقلق فقال "حاصد الكنوز قد داهم أرضنا يجب أن تنضمي للساحرات الأخريات لحماية الملك بسرعة !"

كان حاصد الكنوز معروفا في كل مكان فهو ساحر متمكن ذاع صيته و نُقِلت الأحاديث عنه على كل الألسنة ، ركضت تجاويد متجهة لخيمة الملك .

شكلت هي و مجموعة من الساحرات الأخريات خطا دفاعيا للملك الذي كان مختبئا من خلفهن كالدجاجة بعد ما أباد حاصد الكنوز أغلب الحراس و شلّ حركة البقية دخل أخيرا لخيمة الملك فرآه مختبئا خلف الساحرات اللواتي كنّ معظمهن صغيرات في السّن و كنّ يشكّلن وضعية الدفاع تحسبا لأي هجوم منه و لكنه قال

"لا أنوي الأذى لكن ...فأنا لا أؤذي من كان السحر رابطا بيني و بينه ، لقد أتيت لأحرركن من العبودية لدى الجن فهم قد خُلقوا لخدمتنا و ليس العكس ...سيضل السحرة أسياد القوم و ليس خدمهم"

نظرت له الساحرات نظرة إستغراب من الكلام الذي يقوله و لكن الملك صرخ قائلا

"هاجمنه الآن أنتن خادمات عندي و أنا سيّدكن و آمركن بالقضاء عليه "

و لكنّ الساحرات لم يطعن أمره فإبتسم حاصد الكنوز و قال بإستهزاء

"هذا الذي كنتن تخدمنه لسنوات ما هو إلاّ حشرة يختبئ خلفكن لحمايته و الواحدة منكن قادرة على القضاء عليه و الدليل على صحة كلامي أنكن الآن لم تطعن أوامره و لكن ما بيده حيلة "

أنزلت الساحرات أيديهن و قد تأكدن من صحة كلامه فإنقلبن ضد الملك و قتلنه دون رحمة حينها نظر لهن حاصد الكنوز و قال

" عملي هنا قد إنتهى ...لا تسمحن لأحد بإستعبادكن أنتن قوة مطلقة لا تسمحن لأحد بكبحها "

و لكن من بين جميع الفتيات تكلمت واحدة من بينهن تدعى تجاويد  تقدمت و قالت "شكرا لك يا حاصد الكنوز "

ابتسم و قال لها "لست حاصد كنوز لقد إعتزلت هذه المهنة منذ سنوات مضت و لا تشكرنني بالكلام ...بل ساعدن كل مستعبد ليجد حرّيته "

" حاضر يا سيدي أعدك أن أفعل "

" أدعى بنجامين و لست سيّدا على أحد " قال و هو يهم بالمغادرة

نزلت دمعة من عين العرّافة و هي تتذكر كل تلك الذكريات فقامت بمسحها ثم نظرت للجنّية الشابة و قالت " سأعلمكِ كيف تكونين قوية يا خاتون "

" كيف ذلك يا سيدتي ؟" سألت خاتون بإستغراب فردت تجاويد " أنا لست سيّدتكِ أنتِ سيّدة نفسكِ "

رحلت العرافة و الجنية عن قرية كنعان لمكان بعيد جدا ...و بالتحديد في بلدة تدعى العافور و إستقرّتا هناك برفقة خِضر إبن العرافة .

مرّ وقت و الثلاثة يعيشون سويّا كانت تجاويد تدرّب خاتون لتصل للقوة التي تدافع بها عن نفسها و تربيها كأنها إبنتها و لم تفرّق بينها و بين خِضر أبدا لم يسبق لأحد أن رأى علاقة مثلها بين الجن و البشر ...

كان كل شيءٍ على ما يرام إلى أن جاء يوم و طلب فيه خِضر طلبا غريبا جدا من والدته ... و هو الزواج من خاتون .

.
.
.
.
.
.

ضع نجمة التقييم قبل المغادرة ⭐

.
.
.
.

                🌼 نهاية الفصل العاشر 🌼

.
.
.
.

☁️لا تخافوا من إتباع فضولكم ...و لكن إحذروا ☁️

.
.
.
.
.

إلى اللقاء في الفصل القادم غيمات 🌨
.
.
.
.
.

عرش سبأ (عروس الجحيم) Where stories live. Discover now