شعر"آدم" باضطراب معدل تنفسه و بأنه سيسقط مغشيًا عليه بأى لحظة ،لذلك أسرع يلقى بجسده على أول مقعد قابله و قال بألم:
و حتى لو زى ما بتقول هتكمل ،فهل هتكمل معايا شفقة ولا بدافع الحب ؟! و كل ما تشوف طفل قدامها هتلعن اليوم اللى اختارتنى فيه و ضحت بحلم الأمومة اللى كنت بنت بتحلم بيه من و هى لسه طفلة
أختك نفسها تكون أم أكتر من كونها حبيبة أو زوجه ليا يا غيث ،دا احساس بيتولدوا بيه ،فطره و مقدرش ألومها ،بالعكس أنا عشان بحبها اخترت الطريق دا ،اللى يحب يضحى
صدقنى أنا اخترت الطريق الأنسب و الأصح ،حتى لو هبان بشع و أنانى بس صدقنى أنت نفسك مقتنع من جواك أن هو دا الحل الوحيد
حرك "غيث" رأسه رافضًا تلك الحقيقة ،رافضًا الإقتناع و التصديق و الأسوء أن يصل به الأمر للقبول ،فتمتم بدون وعى :
دا مش عدل ،دا مش عدل
رد "آدم"عليه سريعًا بتهكم ساخر :
حياتى كلها مش عدل ،مجتش على دى
ثم تنهد تنهيدة حزينة و قال و هو يحاول التماسك و التظاهر بالقوة :
أمشى يا غيث ،أمشى و سبنى دلوقتى ،أنا تعبان
أسرع"غيث" له ،وضع كلتا يديه على كتفه راغبًا منه أن ينظر للأعلى لا للأسفل بخجل وضعف ،ثم قال :
عمرك ما سبتنى يا آدم، عشان أجى و أسيبك خاصة دلوقتى
أغلق عينيه و وضع كف يده على وجهه و قال بعد أراح ظهره للخلف على مقعده :
أنا تعبان ،مش قادر أكمل و لا عارف أصلًا ،سبنى لوحدى يا غيث
كان "غيث" سيهم بالإعتراض لكن ألجمته نبرة الرجاء الأخيرة من صديقه حين قال :
أنا محتاج ابقى لوحدى يا غيث لو سمحت
رغمًا عنه امتثل لما يريده ،فحتى هو ضائع و مشتت بسبب تلك الحقيقة ،لا يمكنه التفكير بأى شىء ،عجز هذه المرة عن إيجاد الحل ،لو كان عراكًا لكان الأن فى خضم معركة شرسة ينازع أى أحد لأجل سعادة صديقه و لكن للآسف إنه القدركل ذلك و كان "زين" يقف خلف باب غرفته ،لم يفهم كل مجرى الحديث لصغر سنه و لكنه شعر بالألم ،حتى أنه بدأ يبكى و يحاول كتم شهقاته التى تصدر رغمًا عنه ،فلا يريد أن يزيد من وقع الألم على من بالخارج .
.....................................................................
بعد أن وضع العمال آخر قطع الأثاث فى المنزل ،وقف "عمر" يطالع المكان بسعادة شديدة ،فبعد العديد من الانتظار و الإدخار و العمل الشاق بات منزله أخيرًا جاهزًا لاستقبال زوجته
و قف "مالك" بالقرب منه ينظر له بسعادة ،أخرج بعض النقود من جيبه و أعطاها للعمال ،شعر "عمر "بالضيق الشديد من تلك الحركة لكن "مالك" منعه من الحديث بنظرة واحدة،فصمت الآخر رغم غيظه الشديدبعد أن أغلق باب شقته و هبط ،أوقفه"مالك" و قال:
خلاص هتتجوز و ترحمنى
حدجه"عمر" بنصف عين و هو يتمتم بتذمر :
هو أنا كنت مضايقك فى حاجه ،دا أنا حتى نسمه على رأى ريم خطيبتى
ضرب الآخر كفًا بكف و هو يقول بإستهزاء صريح :
ربنا يسامحها فرعنتك علينا
دفعه "عمر" بخفة و قال بعد أن سار للأمام مُتجهًا ناحية القهوة القريبة منهم :
أعيش و أتفرعن ياض
لحق به الآخر و قال بعد أن جلس كليهما على المقاعد و طلبا كوبين شاى:
مبروك يا عمر ،مبروك يا صاحبى الوحيد
ابتسم"عمر" له بسماجة و قال :
الله يبارك فيك ،عقبالك
كان الصبى قد وضع الشاى على الطاولة و هم "مالك" بارتشاف بعض القطرات لكن ما أن قال "عمر"ذلك ،شهق الآخر و صاح بسخرية :
عفاف لو سمعتك هتشرحك
حرك "عمر "كتفه بلا مبالاة و قال :
و ماله تمارس مهنتها كطبيبة
أنت تقرأ
مريض نفسى بالفطرة
Actionمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...
_٣٢_(أحدهم يبكى و الآخر يرفرف عاليًا )
ابدأ من البداية