_٣٠_ (العديدُ من المعاركِ)

Ξεκινήστε από την αρχή
                                    

صدمة خلف الآخرى ،شعر بتسارع ضربات قلبه بالتزامن مع هتافه متسائلًا بخوف :
ليه ؟ هو أذاها ؟
حركت الآخرى رأسها بتأكيد ثم قالت و الدموع تفر من مقلتيها:
أكتر انسان أذاها فى الكون ،و بسببه بتخاف ،بتخاف من كل حاجة ،و كانت فاقدة القدرة على الكلام لفترة طويلة عشان كدا أتاخرت سنتين فى دخول الجامعة

لم يعد بإستطاعته ملاحقتها ،وقع فى بئر عميق و مؤلم ،كيف لصغيرته أن تتحمل كل هذا الألم وحدها ،أراد أن يهرول لها و يحتضنها بقوة شديدة ،أن يخبأها بين أضلعه ،مانعًا أى شخص من رؤيتها أو حتى الحديث معها

أكملت حديثها مسترسلةً حين لاحظت صمته التام:
حقك أنك تتراجع ،مش أى حد هيقدر يكمل فى علاقة من النوع دا ،خاصة أنها البنت مش الراجل
بس لو هتكمل ،أرجوك تطمنها ،أنا حاولت طول الخمس سنين اللى فاتو أعمل كدا ،لكن مقدرتش ،مقدرتش حتى أحضنها !

مسح على وجهه بغضب شديد ،يكاد يجزم أنه شعر بنيران مشتعله بداخله ،متأججة كحمم بركانية على وشك الاندلاع فى أى لحظة لتصيب كل شىء بمحيطها

فى النهاية هتف بجملة مقتضبة إحترامًا لها :
عن اذنك
ثم رحل ،رحل لأنه لا يعرف ماذا سيقول ؟ ربما كان هروبًا أو تشتتًا ،هو فقط يعرف بأنه فى تلك اللحظة لا يفكر سوى بها و بمقدار معاناتها
فتاته الصغيرة عانت مثله ،و ربما أضعافًا مضاعفه .

بينما تابعت والدتها اثر رحيله و هى تقول بسخرية:
شكل الكلام اللى كان بيغنيه من دقيقتين اتغير ،كل الرجالة كدا نفس التفكير العقيم .

لقد أعتقدت اعتقادًا خاطئًا ،و حكمت على عاشق بأنه ليس سوى معجب ضعيف ،تلاشت مشاعره ببساطة أمام أول معضلة ،لا تعرف بأنه سيكون خلاصها بعد أن يحرق كل من شارك فى ألمها ،حريق كبير و جثث كثيرة فقط لأجل محو ذلك الماضى ،فقط لأجلها ،لأجل تلك الصغيرة التى تخشى الكل حتى هو .

.......................................................................

بعد أن صاح"الحسينى" بتلك الجملة أمام موظفة الإستقبال ،لم يكن أمام "أحمد" سوى دفعه لغرفة مكتبه تجنبًا للمشاكل و اثارة البلبلة

و بمجرد أن باتا بمفردها ،صاح "أحمد" متسائلًا بغضب شديد :
جيت ليه ؟ لو حابب نتخانق تانى فأحب أعرفك أنك هنا بقي على أرضى ،يعنى ممكن فى أى لحظة تخرج منها محمول زى ما حصل على أرضك برده

حدجه"الحسينى " بمقت شديد و قال بعد أن جلس على أقرب مقعد واضعًا قدمًا فوق الآخرى كدلالة على قوة موقفه:
مكناش هنتخانق لو كنت إدتنى اللى عايزه ،هو خسارة فى بنتى كام ألف ؟

أجابه الآخر بعدما تقدم للأمام و ضربه بقدمه مما جعله يجلس باعتدال :
مش خساره فيها كل فلوس الدنيا ،بس خسارة فيك أنت بالتحديد ،هى لو طلبت كل اللى معايا هدهولها ،لكن قرش واحد ليك لا ،أرمى فلوسى على الأرض أرحم من انى أدفعها لأب زيك
عض "الحسينى" على جدار فمه الداخلى بغضب شديد و لكنه حاول التظاهر بالبرود التام و قال:
لو دفعت هحل عنكم ،متنساش أنا فى النهاية أبوها ،و عمرها ما هتخرج عن طوعى
فلتت منه ضحكة سخرية صريحة ،و قال بتهكم:
أه ،أبوها
أنت مش مكثوف من نفسك و هى اللى مسيبه الكلب بتاعها عليك ،دا أنا لسه مش قادر انسى منظرك و رجالتك شيلينك و بيجروا بيك على أقرب مستشفى
حاجة هزق جدًا يعنى
انتفض"الحسينى" تاركًا مقعده و قال بعنف متوعدًا لابنته بعذاب شديد :
دى بنت قليلة الرباية ،و تستاهل قطم رقبتها ،و إذا كانت فاطمة نست تربيها أنا موجود
لم يتحمل أكثر من ذلك و اندفع يمسكه من تلابيب ملابسه و هو يصرخ فى وجهه بحدة:
كلمة كمان فى حق مراتى و هطردك طردة الكلاب

مريض نفسى بالفطرةΌπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα