_٢٧_(ليلة عيد)

Start from the beginning
                                    

كانت غرفة العروسة تعج بالضوضاء و مكتظة بالناس
حيث كانت "وعد" تجلس على المقعد أمام المرآة و من خلفها الفتاة المسؤولة عن وضع لمسات التجميل البسيطة فقد رفضت "وعد" أن تغير فى ملامحها أو لون بشرتها بفعل المنتجات التجميلية ،تريد أن تظهر كما هى بملامحها
و تقوم "رنا" بوضع فستان الزفاف على الفراش تهتم به و تخشى عليه كما لو كان ثوبها
و تقوم "ديما" بإطعام شقيقتها بعض المقبلات الخفيفة كى لا تشعر بالجوع أثناء الزفاف
و بالخارج تقف "الست منى " فى المبطخ تعد الطعام للأشخاص الذين يتوافدون على المنزل من الجيران و الاصدقاء و كذلك بعض المحتاجين الذين يدعون لهم بالسعادة

و تقوم "الست فاطمة" بتوزيع المشروبات المنعشة على كل الزوار
و ذلك الصبى "حموكشة " الذى اعتاد اللعب مع "وعد" يقوم بتعليق أفرع الزينة بالخارج أمام المنزل و يرقص بسعادة فى
جو صاخب
و بالأسفل كان "العم جمال " يوزع العصائر من دكانة بقالته على كل الناس بالمجان سعيدًا بزفاف تلك الشقية التى يشعر كما لو كان والدها .

.....................................................................

(منزل أحمد البلعوطى )

على الجهة الأخرى ،بمكان الشباب
كان "أحمد" يقوم بحلاقة ذقنه أمام مرآة المرحاض و شقيقته تعد ملابسه التى سيرتديها اليوم بغرفته
و "آدم" الذى كان يعد بعض الطعام فى المطبخ كى يتناولوا أى شىء قبل موعد الزفاف
و بالنسبة للصغير كان يقف أمام المرحاض يراقب استعداد العريس و يبتسم بفرحة فها هو سيظفر بغرفته بمفرده أخيرًا دون وجود أحد الدخلاء ،و يتلهف بشدة للتخلص من الدخيل الآخر بفارغ الصبر

عاد "غيث" من الخارج بعد فترة فقد كان يحضر هدية الزفاف لصديقه، و لم يخبره بهذا الأمر أرادها أن تكون مفاجئة له

فتح "آدم" الباب له بعد أن سمع صوت الطرق ،و تعجب من الأشياء التى يحملها و هتف متسائلًا :
جايب ايه معاك ؟
رد "غيث" عليه قائلًا بعد أن وضع ما يحلمه على الطاولة التى أمامه:
دا حاجات تخص أحمد
ثم هتف بصوت عالى باسم صديقه :
"أحمد "أنت فين ؟
خرج الآخر من المرحاض و ما تزال رغوة كريم الحلاقة على وجهه و قال :
عايز ايه ؟
ابتسم له و قال و هو يناوله ما أحضر خصيصًا له :
اتفضل، أتمنى تعجبك مع إنها خسارة فى امثالك 
فى البداية كانت علامات التعجب و الدهشة مرسومة بوضوح على وجهه "أحمد" ،لكن ما أن عرف محتوى الهدية ابتسم باتساع
كانت بَذْلة رائعة بلون الأسود ،مصممة بعناية شديدة ،تبدو ذات ماركة عالمية
رفع "أحمد" رأسه و قال بتأثر شديد :
طب ليه تكلف نفسك ؟ أنا كدا كدا مختار البدلة و استلمتها امبارح ،تعبت نفسك يا صاحبى
رد عليه الآخر و هو يعانقه بسعادة :
لا دى أحلى ،ليلى اللى اختارتها على فكرة و طلبناها من فترة و لسه مستلمها الصبح ،ألف مبروك يا صاحبى
قاطعهم حديث "آدم" مستفسرًا بتذمر و ضيق:
و ليلى تختارله البدلة ليه ؟
أجابه "أحمد" بمشاكسة كعادته و هو يحرك كلا حاجبيه :
أخوها و بتحبنى ،أنت مالك
فى نفس اللحظة أمسكه "غيث" من أذنه و قال بحدة زائفة :
لا كدا أنت وسعت منك ،أتلم ياض ،أختى خط أحمر
تمكن من التملص منهم بإعجوبة و هتف و هو يتجه للمرحاض يكمل حلاقة ذقنه :
يا جماعه بهزر ،احترموا أن النهارده فرحى ،مش عايز إصابات، عايز المُدام بتاعتنا تُعجب بيا

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now