_٢٤_ (باتت حلالى و كل حالى)

Start from the beginning
                                    

عض "ياسين" على جدار فمه الداخلى بغيظ شديد و خرج من ذلك المكان ،و قال بينما كان يقطع الطريق لكى يصل للجهة الأخرى و يتمكن من ركوب أى وسيلة مواصلات :
سايب كل دا و مسك فى حتت الورقة دى ،الراجل دا مجنون رسمى
و بالداخل أخرج "العم طارق" هاتفه ،أرسل رسالة نصية قصيره و البسمة تتراقص على ثغره :
"الورقة معايا ،تقدر تضرب براحتك "

حسنًا ،لقد باتت الأمور أكثر تعقيدًا .

.................................................................

وصل الخاطفين إلى إحدى الأماكن المهجورة التى تلائم طبيعة عملهم ،نزل الأول و قام بفتح باب تلك الغرفة القديمة
و لحق به الثانى بعد أن دفع الفتيات للتقدم للأمام و هو يشهر بسلاحه فى وجههم كى ينفذوا كل ما يقول دون أى اعتراض ،و ما أن دخلوا جميعًا قام الأول بإحضار بعض الحبال و قيد "وعد" بإحكام شديد بينما قام الآخر بعمل نفس الشىء مع "رنا " بالإضافة إلى تكميمهم ببعض قطع القماش البالية و التى كانت ملقاة على الأرضية
رمقوهم بنظرة حقيرة و رحلوا بعد أن أغلقوا الباب خلفهم
تاركين الفتيات بالداخل يرتعشن من الخوف و الذعر لمصير مبهم بالنسبة لهم .

.................................................................

(شركة العدلى Group)

كانت "ديما" بالمقصف تعد مشروبًا دافئًا تحاول به أن تخفف من توترها و ضيقها فوالدها مازال يراسلها لأجل النقود ،رغم أنها دفعت له ما أراد بالمرة السابقة و لكنه استمر فى طلب المزيد و هى لا يمكنه تحمل ذلك بأى شكل من الأشكال ،زفرت أنفاسها بضيق شديد ،حملت الكوب الخاص بها و اتجهت للخارج ،لكنها اصطدمت بإحدى الموظفات التى دخلت للتو و تناثرت بعض القطرات على تنورة كليهما ،أحضرت "ديما" منديلًا ورقيًا سريعًا و حاولت به تجفيف تنوره الفتاة و هى تقول بأسف :
أنا آسفه جدًا ،حقيقي مكنشى قصدى
ردت عليها الفتاة الأخرى و التى دخلت بعد الأولى و قالت بهدوء :
خلاص حصل خير ،مفيش مشكلة يا ديما
رفعت "عليا"نظرها لها و قالت بحدة و غضب :
هو ايه اللى حصل خير ؟ أنتِ عارفه الskirt دى تمنها كام؟ دا تمن مرتب شهر كامل
توترت "ديما" بشدة و همت بالحديث لكن قاطعتها تلك الفتاة و قالت بعقلانية:
خلاص يا عليا ،هى مكنشى قصدها ،عادى يا جماعة أى حد ممكن يحصل معاه كدا
حاولت "ديما"تعويضها بشكل ما ،لذلك هتفت قائلةً بأول ما خطر على بالها :
أنا ممكن ادفعلك تمنها لو تحبى
رمقتهم "عليا"بضيق و قالت بحدة :
مش مستنيه منك فلوس
ثم خرجت و لحقت بها الأخرى ،تاركين "ديما" و الدموع تنساب فوق وجنتيها ،لقد كانت تجاهد تلك الدموع منذ أيام طويلة و مع أبسط شىء هُزمت بشدة
كانت موالية ظهرها للباب و تحاول كفكفت تلك الدموع حتى لا يراها أحد ،لكنها استمعت لصوته الحنون و هو يقول بمشاغبة :
ينفع أدخل ،و لا هتزعقيلى يا انسه ديما ؟
التفت له و قالت بإقتضاب بينما كانت تتجه للباب :
أتفضل ،أنا كدا كدا كنت ماشيه
لكنه أوقفها بحديثه المشاكس :
أنا عارف أن البنات لما بتعيط شكلها بيبقي أحلى ،بس أنتِ حاله شاذه يا ديما
توقفت بمكانها ،لم تعرف كيف تتصرف ،لم تعتد ذلك الحديث من أى أحد ،فأكمل هو مسترسلًا:
شكلك أحلى من غير الدموع دى ،حرام العيون دى تعيط و تحرم الناس من جمالها
شعرت بتعرق يدها المفرط ،فأخفتها سريعًا فى جيب تنورتها و قالت بهدوء :
شكرًا ،عن اذنك
فابتسم "بسام" و قال بهدف اثارة غيظها :
المفروض تتكسفي و وشك يحمر ،مش تمشى و تسبينى
كانت تتحاشى النظر له من بداية حديثه لكن عند هذه النقطة رفعت رأسها سريعًا و هتفت متسائلةً باستنكار :
و مين قالك انى مش مكسوفه ؟
تنهد "بسام"تنهيدة عميقة ثم قال بعد أن تحرك خطوتين للأمام ليصبح على بعد أقرب لها :
معرفشى ،أنا مشوفتيكش فى كل حالاتك عشان أعرف امتى تبقي مكسوفه ،و امتى تبقي فرحانه و امتى زعلانه ،أنا مشوفتش غير دموعك بس و دى اللى بتزعلنى
لاحظ شردوها فتقدم أكثر ليصبح أمامها مباشرة و قال :
أنا عايز أشوفك فى كل حالاتك يا ديما ،لو تسمحيلى بدا طبعًا

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now