تضايق"أيمن" بشدة من تلك المعاملة الجافة و لكنه أسرها فى نفسه فهذا اليوم الأول بالعمل ،خرج على مضض و لحق به الموظف بعد أن استأذن بهدوء ،و بمجرد أن باتا بمفردها هتف"أحمد" بغضب :
مش عاجبنى ،متتعامليش معاه كتير
ابتسمت شقيقتها دون أن تتحدث ،فهو دائمًا ما يتصرف على ذلك النحو ،يخشى عليها من الكلEnt Of Flash Back
عادت إلى الوقت الحالى ،ابتسمت بألم و هى تقول مغمضة عيناها :
أنت الوحيد اللى أحمد قبل بوجوده فى حياتى ،و من بعدك معدشى ليه لازمه يقبل أو يرفض ،أنا خلاص قفلت قلبىو لكنها فى النهاية عادت لتعمل مجددًا ،فلا وقت للتكاسل و الذكريات الحزينة ،عليها دائما أن تتخطى كل شئ بالعمل.
...................................................................
بعد أن عادت "رنا" من الجامعة ألقت بجسدها على الفراش و غطت فى نوم عميق ،بينما بالخارج كانت "وعد"تتحدث مع والدتها و التى كانت تعد الطعام فى منزل صديقتها نظرًا لمرضها ،لتستطيع العناية بها و فى نفس الوقت تحضير الغداء لهم جميعًا
كانت "وعد"تقف بقرب والدتها فى المطبخ و تقول بينما تتناول إحدى ثمرات الخضار :
ماما ،أنا بجد مش هينفع أتجوز بعد الامتحانات ،حاولى تقنعى أحمد بأنه يأخر الفرح شوية ،أنا مش مستعدة
تركت"الست فاطمة " ما بيدها و التفتت لها تقول بعقلانيه :
ليه بس يا وعد؟ دا أنا ما صدقت حاجة حلوة تحصل تنسينا الهم اللى أحنا فيه ،عايزه أفرح بيكى يا بنتى و أسلمك لعريسك
قرفصت "وعد"ذراعيها أمام جسدها و قالت متمتمة بخفوت:
تفرحى بيا و لا تخلصى منى
لم تسمعها والدتها جيدًا ،لذلك هتف متسائلةً:
بتقولى ايه ؟
تظاهرت"وعد"بالبلاهة و قالت متحدثة بحوار آخر :
مفيش حاجه أنا هدخل أنام شوية جمب رنا ،و سيبى الكيكة متعمليهاش ،بتطلع وحشه منك ،أنا لما اصحى هعملها
أنهت "وعد"حديثها و غادرت المطبخ ،بينما و قفت والدتها خلفها تحمل ملعقة خشبية كبيرة و تقول بعند شديد :
بقى أنا الكيكة بتاعتى وحشه ،ماشى يا بنت بطنى ،و الله لأعملها بالعند فيكى
دلفت "وعد"لغرفة "رنا" لتجدها نائمة بعمق و تحتضن وسادتها ،استندت "وعد"بظهرها على الحائط و قالت:
نايمه شبة الملائكه ،و سيبانى مضايقه و على آخرى
لحظات و كانت "وعد" تصرخ باسم صديقتها و تندفع على الفراش قربها بعشوائية :
رنا
شقهت "رنا" بفزع و قالت بينما كانت اثار النوم ما تزال واضحة على ملامح وجهها:
ايه ،فى ايه ؟
ابتسمت لها صديقتها ببلاهة شديدة و قالت :
قومى عايزه أتكلم معاكى شوية ،يا ترى ألبس فى كتب كتابى فستان أبيض و لا أسود ،أنتِ ايه رأيك ؟ ايه اللى يليق عليا أكتر؟
حدجتها "رنا"بنظرة حارقة و صاحت مرة واحدة بعنف بينما كانت تلقى بوسادتها فى وجهها :
أسود يا وعد ،أسود زى اليوم اللى عرفتك فيه
صمتت للحظات ثم أكملت حديثها مسترسلةً و هى تعود و تستلقى على فراشها بتعب:
الإنسان الطبيعى عنده حاجه اسمها كرات دم حمراء ،ذرات احساس كدا ،أنتِ عندك مكانها قلة إحساس و قلة مفهومية و قله أى حاجه حرفيًا
تصنعت"وعد" الحزن و قالت بعتاب :
ماشى يا رنا ،ربنا يسامحك
سحبت "رنا"الغطاء على وجهها و قالت من أسفله:
هيسامحنى بس سبينى أنام و أطلعى برا أوضتى
ظلت"وعد" واقفة للحظات ،ترمقها بضيق زائف لكنها استسلمت فى النهاية وقالت و هى تهم بالخروج من الغرفة بمشاغبة :
ماشى يا رنا ،خليكى فكراها
ردت عليها "رنا" قبل أن تستسلم للنوم بعمق شديد :
هكتبها على وشى يا ستى ،بس سبينى أنام
YOU ARE READING
مريض نفسى بالفطرة
Actionمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...
_٢٢_ (قُبلة و مجموعة جُثَثٌ)
Start from the beginning