_٢٢_ (قُبلة و مجموعة جُثَثٌ)

Start from the beginning
                                    

تضايق"أيمن" بشدة من تلك المعاملة الجافة و لكنه أسرها فى نفسه فهذا اليوم الأول بالعمل ،خرج على مضض و لحق به الموظف بعد أن استأذن بهدوء ،و بمجرد أن باتا بمفردها هتف"أحمد" بغضب :
مش عاجبنى ،متتعامليش معاه كتير
ابتسمت شقيقتها دون أن تتحدث ،فهو دائمًا ما يتصرف على ذلك النحو ،يخشى عليها من الكل

Ent Of Flash Back

عادت إلى الوقت الحالى ،ابتسمت بألم و هى تقول مغمضة عيناها :
أنت الوحيد اللى أحمد قبل بوجوده فى حياتى ،و من بعدك معدشى ليه لازمه يقبل أو يرفض ،أنا خلاص قفلت قلبى

و لكنها فى النهاية عادت لتعمل مجددًا ،فلا وقت للتكاسل و الذكريات الحزينة ،عليها دائما أن تتخطى كل شئ بالعمل.

...................................................................

بعد أن عادت "رنا" من الجامعة ألقت بجسدها على الفراش و غطت فى نوم عميق ،بينما بالخارج كانت "وعد"تتحدث مع والدتها و التى كانت تعد الطعام فى منزل صديقتها نظرًا لمرضها ،لتستطيع العناية بها و فى نفس الوقت تحضير الغداء لهم جميعًا
كانت "وعد"تقف بقرب والدتها فى المطبخ و تقول بينما تتناول إحدى ثمرات الخضار :
ماما ،أنا بجد مش هينفع أتجوز بعد الامتحانات ،حاولى تقنعى أحمد بأنه يأخر الفرح شوية ،أنا مش مستعدة
تركت"الست فاطمة " ما بيدها و التفتت لها تقول بعقلانيه :
ليه بس يا وعد؟ دا أنا ما صدقت حاجة حلوة تحصل تنسينا الهم اللى أحنا فيه ،عايزه أفرح بيكى يا بنتى و أسلمك لعريسك
قرفصت "وعد"ذراعيها أمام جسدها و قالت متمتمة بخفوت:
تفرحى بيا و لا تخلصى منى
لم تسمعها والدتها جيدًا ،لذلك هتف متسائلةً:
بتقولى ايه ؟
تظاهرت"وعد"بالبلاهة و قالت متحدثة بحوار آخر :
مفيش حاجه أنا هدخل أنام شوية جمب رنا ،و سيبى الكيكة متعمليهاش ،بتطلع وحشه منك ،أنا لما اصحى هعملها
أنهت "وعد"حديثها و غادرت المطبخ ،بينما و قفت والدتها خلفها تحمل ملعقة خشبية كبيرة و تقول بعند شديد :
بقى أنا الكيكة بتاعتى وحشه ،ماشى يا بنت بطنى ،و الله لأعملها بالعند فيكى
دلفت "وعد"لغرفة "رنا" لتجدها نائمة بعمق و تحتضن وسادتها ،استندت "وعد"بظهرها على الحائط و قالت:
نايمه شبة الملائكه ،و سيبانى مضايقه و على آخرى
لحظات و كانت "وعد" تصرخ باسم صديقتها و تندفع على الفراش قربها بعشوائية :
رنا
شقهت "رنا" بفزع و قالت بينما كانت اثار النوم ما تزال واضحة على ملامح وجهها:
ايه ،فى ايه ؟
ابتسمت لها صديقتها ببلاهة شديدة و قالت :
قومى عايزه أتكلم معاكى شوية ،يا ترى ألبس فى كتب كتابى فستان أبيض و لا أسود ،أنتِ ايه رأيك ؟ ايه اللى يليق عليا أكتر؟
حدجتها "رنا"بنظرة حارقة و صاحت مرة واحدة بعنف بينما كانت تلقى بوسادتها فى وجهها :
أسود يا وعد ،أسود زى اليوم اللى عرفتك فيه
صمتت للحظات ثم أكملت حديثها مسترسلةً و هى تعود و تستلقى على فراشها بتعب:
الإنسان الطبيعى عنده حاجه اسمها كرات دم حمراء ،ذرات احساس كدا ،أنتِ عندك مكانها قلة إحساس و قلة مفهومية و قله أى حاجه حرفيًا
تصنعت"وعد" الحزن و قالت بعتاب :
ماشى يا رنا ،ربنا يسامحك
سحبت "رنا"الغطاء على وجهها و قالت من أسفله:
هيسامحنى بس سبينى أنام و أطلعى برا أوضتى
ظلت"وعد" واقفة للحظات ،ترمقها بضيق زائف لكنها استسلمت فى النهاية وقالت و هى تهم بالخروج من الغرفة بمشاغبة :
ماشى يا رنا ،خليكى فكراها
ردت عليها "رنا" قبل أن تستسلم للنوم بعمق شديد :
هكتبها على وشى يا ستى ،بس سبينى أنام

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now