_٢٢_ (قُبلة و مجموعة جُثَثٌ)

Start from the beginning
                                    

تحدث "أحمد" بأريحية شديدة غافلًا عن تلك التى تقف أمام الباب و تسند بظهرها عليه ،عاقدة ذراعيها أمام جسدها و ترمقهم بنظرة حارقة ،سعلت بحدة لكى ينتبهوا لها ثم قالت بتهكم :
معلشى يا دكتور أحمد ،نصيبك بقي
رد "أحمد" عليها سريعًا يحاول إصلاح الموقف :
بس أحلى نصيب فى الدنيا
رمقته"وعد" بنصف عين ثم اتجهت لشقيقتها وضعت يدها على كتفها و قالت محدثة إياها بمغزى :
لحقت نفسها على آخر شعره ،الدور و الباقى على اللى بيغلط من الصبح
نهض "أحمد" سريعًا مُتجهًا لها و قال و هو يبتسم ببلاهة :
بنت حلال ،أنا كنت لسه بقول لأختك قد ايه وعد دى نسمة رقيقة ،محليالى حياتى و معوضانى عن كل السواد اللى شوفته قبل منها ،حياتى قبل وعد مكنتش حياة
استنكرت حديثه و قالت بسخرية :
هصدقك و أكدب عنيا و و دانى حاضر
ثم التفت لشقيقتها تمسكها من يدها و تقول :
يلا يا ديما ،رنا مستنيانى برا عشان نروح
و لكن قبل أن تخطو خارج الغرفة التفت له و قالت بتهكم :
و بالمناسبة يا ريت تنتقى ألفاظك شوية ايه تركبك الحمار بالشقلوب دى ،انحدار لغوى بجد

تراقصت البسمة على ثغره و كان سيهم بالإعتراض، لكنه لم يكن سريعًا كفاية للرد حيث كانت قد غادرت بالفعل ،فوقف يحدث نفسه ببلاهة :
شكلك هتتعبينى أوى يا وعد ،و أنا عمرى ما حبيت السهل

ماذا يريد ؟ أ يعرف حتى ما يريده ؟أ يمكن للمرء أن يقع فى حب فتاتين فى آن واحد ؟

....................................................................

(شركة العدلى Group )

كانت "ياسمين " تقوم بعلمها على الحاسوب فهى المسؤلة عن الأعمال التقنية بالشركة بلإضافة إلى الإشراف العام و كل ما يتعلق بوسائل التواصل الإجتماعى
بعد أن أنهت جزءًا كبيرًا من مهام اليوم ،نهضت لتمر على الموظفين و تتأكد من سير العمل دون أى تهاون من أحد ،خاصة أنها الوحيدة الموجودة من المدراء الثلاثة

و بينما كانت تمر بعشوائية على إحدى الغرفة لفت انتباهه موظف جديد ،يرتدى ربطة عنق سوداء مع بذلة تميل للون الازرق و حينها تذكرت خطيبها الراحل ،فقالت محدثة نفسها بألم :
و حشتينى أوى يا أيمن ،أنا من غيرك ضايعة و وحيدة ،وحشنى كلامك و نظراتك ،حتى صوتك ،ليه سبتنى ؟ مش اتفقنا نكمل سوا
فرت دمعة خائنة من عينها ،لكنها كفكفتها سريعًا و أكملت عملها دون أن تظهر أى شىء

بعد فترة ،عادت لغرفتها ،ارتمت بجسدها على مقعدها و مر أمامها شريط الماضى بضراوة
Flash Back
كانت "ياسمين" فى غرفتها تراجع بعض الملفات ،لكن أخرجها من عملها صوت طرق على الباب و ما هى إلا لحظات و تقدم شاب يرتدى بذلة زرقاء منمق للغاية و يبتسم باتساع ،و بجانبه موظف مخضرم استعانوا به فى الشركة نظرا لأن الجميع مبتدأ حتى أصحاب الشركة نفسها .
تحدث الموظف أولًا و قال :
دا استاذ أيمن المحمدى ،المهندس الجديد اللى اتعين معانا
أومأت "ياسمين "برأسها و قالت بترحاب:
أهلا يا استاذ أيمن ،أتمنى تحب الشغل معانا و تتأقلم بسرعة
أقترب"أيمن" من المكتب التى تجلس خلفه و قال و هو ينحنى بجذعه و يستند بكفيه على المكتب :
لا هو أنا حبيته خلاص ،مش لسه هحبه
توترت بشدة ،فقد بات قريبًا للغاية و نظرته لم تكن عادية على الإطلاق و لكن أنقذها من ذلك شقيقها و الذى دلف و هو يقول بتأفف:
ياسمين ،البرنامج الجديد بتاعك مش عارف أتعامل معاه
و لكن ما أن أنتبه لذلك الشخص ،صاح مستفهمًا بحدة :
مين الاستاذ ؟
ردت"ياسمين " عليه سريعًا و القلق يعتريها بوضوح:
دا المهندس الجديد ،غيث لسه ماضى ورق تعينه
عض "أحمد" على جدار فمه الداخلى ،ثم قال بغلظة :
أه أهلًا ،تقدر تتفضل على مكتبك

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now