تحدث "أحمد" بأريحية شديدة غافلًا عن تلك التى تقف أمام الباب و تسند بظهرها عليه ،عاقدة ذراعيها أمام جسدها و ترمقهم بنظرة حارقة ،سعلت بحدة لكى ينتبهوا لها ثم قالت بتهكم :
معلشى يا دكتور أحمد ،نصيبك بقي
رد "أحمد" عليها سريعًا يحاول إصلاح الموقف :
بس أحلى نصيب فى الدنيا
رمقته"وعد" بنصف عين ثم اتجهت لشقيقتها وضعت يدها على كتفها و قالت محدثة إياها بمغزى :
لحقت نفسها على آخر شعره ،الدور و الباقى على اللى بيغلط من الصبح
نهض "أحمد" سريعًا مُتجهًا لها و قال و هو يبتسم ببلاهة :
بنت حلال ،أنا كنت لسه بقول لأختك قد ايه وعد دى نسمة رقيقة ،محليالى حياتى و معوضانى عن كل السواد اللى شوفته قبل منها ،حياتى قبل وعد مكنتش حياة
استنكرت حديثه و قالت بسخرية :
هصدقك و أكدب عنيا و و دانى حاضر
ثم التفت لشقيقتها تمسكها من يدها و تقول :
يلا يا ديما ،رنا مستنيانى برا عشان نروح
و لكن قبل أن تخطو خارج الغرفة التفت له و قالت بتهكم :
و بالمناسبة يا ريت تنتقى ألفاظك شوية ايه تركبك الحمار بالشقلوب دى ،انحدار لغوى بجدتراقصت البسمة على ثغره و كان سيهم بالإعتراض، لكنه لم يكن سريعًا كفاية للرد حيث كانت قد غادرت بالفعل ،فوقف يحدث نفسه ببلاهة :
شكلك هتتعبينى أوى يا وعد ،و أنا عمرى ما حبيت السهلماذا يريد ؟ أ يعرف حتى ما يريده ؟أ يمكن للمرء أن يقع فى حب فتاتين فى آن واحد ؟
....................................................................
(شركة العدلى Group )
كانت "ياسمين " تقوم بعلمها على الحاسوب فهى المسؤلة عن الأعمال التقنية بالشركة بلإضافة إلى الإشراف العام و كل ما يتعلق بوسائل التواصل الإجتماعى
بعد أن أنهت جزءًا كبيرًا من مهام اليوم ،نهضت لتمر على الموظفين و تتأكد من سير العمل دون أى تهاون من أحد ،خاصة أنها الوحيدة الموجودة من المدراء الثلاثةو بينما كانت تمر بعشوائية على إحدى الغرفة لفت انتباهه موظف جديد ،يرتدى ربطة عنق سوداء مع بذلة تميل للون الازرق و حينها تذكرت خطيبها الراحل ،فقالت محدثة نفسها بألم :
و حشتينى أوى يا أيمن ،أنا من غيرك ضايعة و وحيدة ،وحشنى كلامك و نظراتك ،حتى صوتك ،ليه سبتنى ؟ مش اتفقنا نكمل سوا
فرت دمعة خائنة من عينها ،لكنها كفكفتها سريعًا و أكملت عملها دون أن تظهر أى شىءبعد فترة ،عادت لغرفتها ،ارتمت بجسدها على مقعدها و مر أمامها شريط الماضى بضراوة
Flash Back
كانت "ياسمين" فى غرفتها تراجع بعض الملفات ،لكن أخرجها من عملها صوت طرق على الباب و ما هى إلا لحظات و تقدم شاب يرتدى بذلة زرقاء منمق للغاية و يبتسم باتساع ،و بجانبه موظف مخضرم استعانوا به فى الشركة نظرا لأن الجميع مبتدأ حتى أصحاب الشركة نفسها .
تحدث الموظف أولًا و قال :
دا استاذ أيمن المحمدى ،المهندس الجديد اللى اتعين معانا
أومأت "ياسمين "برأسها و قالت بترحاب:
أهلا يا استاذ أيمن ،أتمنى تحب الشغل معانا و تتأقلم بسرعة
أقترب"أيمن" من المكتب التى تجلس خلفه و قال و هو ينحنى بجذعه و يستند بكفيه على المكتب :
لا هو أنا حبيته خلاص ،مش لسه هحبه
توترت بشدة ،فقد بات قريبًا للغاية و نظرته لم تكن عادية على الإطلاق و لكن أنقذها من ذلك شقيقها و الذى دلف و هو يقول بتأفف:
ياسمين ،البرنامج الجديد بتاعك مش عارف أتعامل معاه
و لكن ما أن أنتبه لذلك الشخص ،صاح مستفهمًا بحدة :
مين الاستاذ ؟
ردت"ياسمين " عليه سريعًا و القلق يعتريها بوضوح:
دا المهندس الجديد ،غيث لسه ماضى ورق تعينه
عض "أحمد" على جدار فمه الداخلى ،ثم قال بغلظة :
أه أهلًا ،تقدر تتفضل على مكتبك
YOU ARE READING
مريض نفسى بالفطرة
Actionمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...
_٢٢_ (قُبلة و مجموعة جُثَثٌ)
Start from the beginning