_٢١_ (زوجى السابق )

Start from the beginning
                                    

تركهم و غادر متجهًا لغرفة شقيقته لمناقشتها فى أمر ما يخص العمل
..........................................................

بينما ظلا الاثنان بالداخل ،يرمقون بعضهما البعض بتحفظ ،إلى أن قررت وعد إنهاء تلك الحرب الصامتة و هتفت متسائلًا بروتنية :
عاملة ايه يا داليدا ؟
ردت عليها "داليدا" بإقتضاب و تأفف:
Good
طالعتها "وعد"بحاجب أيسر مرفوع و قالت بضيق :
ما تكلمينى عربى يا بنت عم عماد ،و لا أحنا منشبهشى يعنى
حركت الأخرى كتفها بلا مبالاة و قالت :
مش بحب أتكلم عربى ،أنا حرة
ابتسمت "وعد"باتساع و قالت بعد أن نكزتها فى جانبها بعفوية شديدة:
ما أنت بتتكلمى أهو ،فكى شوية يا داليدا دا حتى صوتك بالعربى حلو ،شكله اسم على مسمى فعلًا
بادلتها الابتسام و قالت بخفوت:
ديدا
عقدت "وعد"ما بين حاجبيها ،فعلقت "داليد"بتوضيح :
الnick name بتاعى و بحب صحابى ينادونى بيه
أومأت ايجابًا و بدأت فى مداعبة احدى وجنتي الجالسة أمامها و كأنها طفلة صغيرة ،بينما كانت تقول :
خلاص اتفقنا أنا وعد الحسينى حاضرة لأى خناقة ،أى حد يزعلك شوريلى بس ،أنا ليا فى كل ميدان عركة
رغم أن"داليدا" تضايقت من ملامستها لوجهها لكن طريقتها فى الحديث مبهجة لذلك قالت بمرح :
You are so funny
تريثت"وعد" قليلًا قبل أن تجيبها ،لكن مع نظرات "داليدا" المتفحصة لها خاصة بعد أن هدأت و عم الصمت ،صاحت هى فى النهاية بتسلية بينما كانت تمد كف يدها للمصافحة بحرارة :
ما كنا كويسين ،بس على العموم عربى انجليزى طيلانى مش فارقة المهم اننا بقينا صحاب يا حلو أنت يا ملون
ابتسمت لها و صافحتها بحفاوة
و فى تلك الأثناء عاد "أحمد" من الخارج و لكن تسمر بمكانه مستندًا على الباب و قال بينما كان يضع يده على موضع قلبه و اليد الأخرى على عينه :
لا مش قادر أصدق عنيا ،خطيبتى و بنت عمى سوا ،و فين؟ فى نص مكتبى
نظرت له "داليدا" بتعحب شديد و هتفت بحيرة :
أنا مش فاهمة قصده
ردت عليه "وعد" بينما كانت تسحبها للنهوض و السير برفقتها :
سيبك منه ،تعالى نروح لرنا
خرجا سويًا من الغرفة ،و بقى "أحمد"بالداخل يحدث نفسه بسعادة:
الحمدالله نست تأجيل الفرح

أ تكون سعادة عاشق أم هروب من الماضى ؟

لحظة تفكير قصيرة ،هل وقع فى غرامها من الأساس أم مجرد اختيار صائب دفعه قلبه المجروح له ؟ لكن ماذا عنها ألا يحق لها الحُب؟

.........................................................................

فى مكان آخر
بالتحديد فى مدرسة الحلم للمرحلة الابتدائية ،كان "غيث" يجلس بمفرده على مقعده بينما الجميع من حوله يتحدثون و يمرحون برفقة اصدقائهم
لاحظت فتاة صغيرة هدوئه الغريب ،فاقتربت منه و هى تحمل صندوق الطعام الخاص بها ،أعطته احدى الشطائر فالبداية رفض لكن فى النهاية شرع فى تناول الطعام برفقتها ،و ظلا يتحدثان إلى أن انتهت الاستراحة و عادت لمقعدها مجددًا

لكن و أثناء قيام أحد المعلمين بالشرح على اللوحة المعلقة على الحائط ،جاء طالب ما و بدأ فى مضايقة "غيث" بدون أى داعى ،فصاح الصغير بغضب بينما كان يمسك بدفتره :
سيب الكشكول بتاعى
لكن الآخر لم ينفذ ما طلب و ظل يمسك بالدفتر من الناحية الأخرى ،فكرر "غيث"حديثه بغضب :
بقولك سيبه متبقاش رخم
و بلمح البصر كان"غيث" يضربه فى قدمه بحدة ،مما أدى إلى سقوطه الآخر متاوهًا و ارتطم رأسه بالمقعد المقابل له ، و على آثر تلك الأصوات أسرع المعلم لهم

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now