تركتها تذهب بهدوء شديد ،و عادت أدراجها و تفكيرها يعصف بها فى كل اتجاه .
لكنها فى النهاية استسلمت للأوراق أمامها و بدأت فى العمل و لو بنصف عقل
............................................................اتجهت "وعد"لغرفة عمل خطيبها ،كانت ستنتظر بالخارج لكن أخبرتها الموظفة أن لا أحد برفقته ،و سمحت لها باعتبار أنها زوجته المستقبلية فلا داعى الاستئذان
دلفت "وعد" بهدوء شديد و تركت الباب مفتوحًا ،شعر هو بدخول أحدهم فرفع رأسه و ما أن علم بهوية القادم ابتسم باقتضاب ،بادلته الابتسامة و قالت بخجل :
أنا كنت عايزه أكملك فى موضوع كدا
ترك القلم الذى بيده و قال متحججًا:
معلشى يا وعد أنا مشغول دلوقتى ،لو مش حاجة مهمة ممكن نأجلها لوقت تانى
استنكرت حديثه بشدة و لكنها أسرتها فى نفسها ،و قالت بإقتضاب بينما كانت تهم بالرحيل :
تمام ،عن اذنك
لكنه ما أن رأى معالم وجهها الحزينة ،هتف سريعًا:
استنى
ألقى ما بيده و قال بينما كان يتجه للجلوس على الأريكة التى كانت تقف أمامها:
و أدى الشغل قفلناه ،فى ايه بقي ؟
أشار لها بالجلوس بقربه ،رمقته بحاجب مرفوع و لكنها استسلمت فى النهاية و جلست بعد أن وضعت حقيبتها بينهما كحاجز كما هو الحال دائما
ابتسم هو بسخرية و ظل يطالع تلك الحقيبة لثوانى ،بينما قالت هى بتعلثم :
كنت عايزه أناقشك فى موضوع الفرح و كدا
تنهد بعمق ،و وضع قدمًا فوق الأخرى و التفت ليكون مواجهًا لها ،فقالت هى دون تخطيط :
أنا مش حابه أننا نتجوز بعد الامتحانات علطول ،مش هبقي مستعده لسه ،هكون لسه مخلصه امتحانات و محتاجه فترة نقاهه على الأقل تلت سنين ،و بعدين أحنا لسه متفقناش على موضوع الشقة اللى هنعيش فيها ؟ و كمان نظام الفرح ؟
أحنا تقريبا سايبين كل حاجه للحظة الأخيرة
ديما هى و ماما اللى بينرلوا يشتروا كل حاجة تقريبًا ،أنا حتى مش فاضية أختار ،مشغوله بمشروع التخرج و الامتحانات اللى قربت ،أحنا بنجرى ليه يا أحمد ؟ هو فى حاجة ورانا مثلًا و لا محكومين بdead line
كزَّ "أحمد"على أسنانه بضيق شديد ،و احتدت نظرته بعض الشىء ،لكنها أخفضت رأسها سريعًا و تظاهرت بإزاله بعض الأتربة العالقة من فوق تنورتها ،فأخذ نفسًا عميقًا فى النهاية و قال :
طب ايه رايك نكتب الكتاب و بعدين نشوف الباقى ؟ أعتقد كدا حل حلو و يرضى جميع الأطراف
رفعت رأسها سريعًا و قالت بإصرار :
نكتبه ليه ؟ طالما لسه مش مستقرين على أى حاجة فى الجواز ،بلاش نستعجل أحسن
أجاب بمشاغبة و هو يسحب تلك الحقيبة الفاصلة بينهم :
نكتبه عشان أنا عايز أقعد معاكى من غير ما يكون فى بينا الشنطة دى ،مش متعود عليها ،حطهالى ليه؟
فى البدايه لم تعى المغزى خلف حديثه ،لكنها فجأة صاحت بغضب و غيرة عمياء و هى تشهر بسبابتها فى وجهه :
أه ما أنت كنت داخل خارج مع البنات و مفيش عوائق ،كله سداح مداح ،لكن عندى و تقف أنا بقولك أهو
صمتت للحظات ثم قالت بينما كانت تسحب حقيبتها بحدة :
و سيب الشنطة رجعها مكانها ،أنا مبحبش الشغل دا
رغمًا عنه عرفت البسمة الطريق لثغره و قال بسخرية :
عوائق مرة واحدة ،أنتِ قديمة أوى يا وعد ،لا الشنطة و لا مليون غيرهم يوقفونى ،أنتِ لسه صغيره يا خطيبة الندامة
تضتيقت بشدة من الوصف الذى يكرره ،و قبل أن تتفوه بحرف واحد ،دلفت "داليدا " و هى تلوح لهم قائلة بحماس:
Hi guys
ابتسم "أحمد" لها ونهض مرحبًا بها و هو يقول :
أهلًا يا داليدا ،اتفضلى
لكن صدح صوت هاتف مكتبه معلنًا عن اتصال هام اتجه ليجيب عليه ،و لحظات و كان يحدث الفتيات قائلًا :
عن اذنكم لحظة
YOU ARE READING
مريض نفسى بالفطرة
Actionمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...
_٢١_ (زوجى السابق )
Start from the beginning