_٢١_ (زوجى السابق )

Start from the beginning
                                    

تركتها تذهب بهدوء شديد ،و عادت أدراجها و تفكيرها يعصف بها فى كل اتجاه .
لكنها فى النهاية استسلمت للأوراق أمامها و بدأت فى العمل و لو بنصف عقل
............................................................

اتجهت "وعد"لغرفة عمل خطيبها ،كانت ستنتظر بالخارج لكن أخبرتها الموظفة أن لا أحد برفقته ،و سمحت لها باعتبار أنها زوجته المستقبلية فلا داعى الاستئذان

دلفت "وعد" بهدوء شديد و تركت الباب مفتوحًا ،شعر هو بدخول أحدهم فرفع رأسه و ما أن علم بهوية القادم ابتسم باقتضاب ،بادلته الابتسامة و قالت بخجل :
أنا كنت عايزه أكملك فى موضوع كدا
ترك القلم الذى بيده و قال متحججًا:
معلشى يا وعد أنا مشغول دلوقتى ،لو مش حاجة مهمة ممكن نأجلها لوقت تانى
استنكرت حديثه بشدة و لكنها أسرتها فى نفسها ،و قالت بإقتضاب بينما كانت تهم بالرحيل :
تمام ،عن اذنك
لكنه ما أن رأى معالم وجهها الحزينة ،هتف سريعًا:
استنى
ألقى ما بيده و قال بينما كان يتجه للجلوس على الأريكة التى كانت تقف أمامها:
و أدى الشغل قفلناه ،فى ايه بقي ؟
أشار لها بالجلوس بقربه ،رمقته بحاجب مرفوع و لكنها استسلمت فى النهاية و جلست بعد أن وضعت حقيبتها بينهما كحاجز كما هو الحال دائما
ابتسم هو بسخرية و ظل يطالع تلك الحقيبة لثوانى ،بينما قالت هى بتعلثم :
كنت عايزه أناقشك فى موضوع الفرح و كدا
تنهد بعمق ،و وضع قدمًا فوق الأخرى و التفت ليكون مواجهًا لها ،فقالت هى دون تخطيط :
أنا مش حابه أننا نتجوز بعد الامتحانات علطول ،مش هبقي مستعده لسه ،هكون لسه مخلصه امتحانات و محتاجه فترة نقاهه على الأقل تلت سنين ،و بعدين أحنا لسه متفقناش على موضوع الشقة اللى هنعيش فيها ؟ و كمان نظام الفرح ؟
أحنا تقريبا سايبين كل حاجه للحظة الأخيرة
ديما هى و ماما اللى بينرلوا يشتروا كل حاجة تقريبًا ،أنا حتى مش فاضية أختار ،مشغوله بمشروع التخرج و الامتحانات اللى قربت ،أحنا بنجرى ليه يا أحمد ؟ هو فى حاجة ورانا مثلًا و لا محكومين بdead line
كزَّ "أحمد"على أسنانه بضيق شديد ،و احتدت نظرته بعض الشىء ،لكنها أخفضت رأسها سريعًا و تظاهرت بإزاله بعض الأتربة العالقة من فوق تنورتها ،فأخذ نفسًا عميقًا فى النهاية و قال :
طب ايه رايك نكتب الكتاب و بعدين نشوف الباقى ؟ أعتقد كدا حل حلو و يرضى جميع الأطراف
رفعت رأسها سريعًا و قالت بإصرار :
نكتبه ليه ؟ طالما لسه مش مستقرين على أى حاجة فى الجواز ،بلاش نستعجل أحسن
أجاب بمشاغبة و هو يسحب تلك الحقيبة الفاصلة بينهم :
نكتبه عشان أنا عايز أقعد معاكى من غير ما يكون فى بينا الشنطة دى ،مش متعود عليها ،حطهالى ليه؟
فى البدايه لم تعى المغزى خلف حديثه ،لكنها فجأة صاحت بغضب و غيرة عمياء و هى تشهر بسبابتها فى وجهه :
أه ما أنت كنت داخل خارج مع البنات و مفيش عوائق ،كله سداح مداح ،لكن عندى و تقف أنا بقولك أهو
صمتت للحظات ثم قالت بينما كانت تسحب حقيبتها بحدة :
و سيب الشنطة رجعها مكانها ،أنا مبحبش الشغل دا
رغمًا عنه عرفت البسمة الطريق لثغره و قال بسخرية :
عوائق مرة واحدة ،أنتِ قديمة أوى يا وعد ،لا الشنطة و لا مليون غيرهم يوقفونى ،أنتِ لسه صغيره يا خطيبة الندامة
تضتيقت بشدة من الوصف الذى يكرره ،و قبل أن تتفوه بحرف واحد ،دلفت "داليدا " و هى تلوح لهم قائلة بحماس:
Hi guys
ابتسم "أحمد" لها ونهض مرحبًا بها و هو يقول :
أهلًا يا داليدا ،اتفضلى
لكن صدح صوت هاتف مكتبه معلنًا عن اتصال هام اتجه ليجيب عليه ،و لحظات و كان يحدث الفتيات قائلًا :
عن اذنكم لحظة

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now