٥- شريكة جديدة

2.4K 58 32
                                    


(( شريكة جديدة ))

" كيف يمكن أن يتحول المُحب إلى مؤذي ؟

و كيف بإمكان النفس البشرية أن تحمل كل هذا الكم من القسوة و النفاق ؟ هل يستحق الخطأ أن تُهدر في سبيلهِ الأدمية و الكرامة ؟ "

⭕️ أحداث لا تُناسب الجميع ....

تثائبت بملل و أنا لا أزال ممدة على سريري في غرفة المستشفى .... لقد مر وقت طويل و لم يحضر نبيل و الطبيب حتى الآن ... كل ثانية هنا اشعر و كأنها تقتل خلية حية بداخلي ... أكره المستشفيات ... اكره البرودة التي تسري في أنحائها ، و الهدوء القاتل فيها ... و رائحة الكحول و المطهرات و أشكال المرضى و مشاعر الألم و العجز و الطاقة الضعيفة التي أستشعرها هنا .

بالرغم من أنهُ تم وضعي في غرفة خاصة و مهيئة بأفضل الأساس و الأجهزة لأن هذا المشفى هو ال(بزنس) الخاص بعائلة آل البدري إلا أنهُ و إن جلست أكثر من هذا هُنا سأفقد قدرتي على التنفس و سأختنق .

طُرق الباب ... ثم دخلت ممرضة في منتصف الثلاثينات من عمرها تقريباً... ببنية ضخمة و ملامح وجه صارمة ثم أخبرتني قائلة :

" مدام آن ، م عندك حاجة الحمدلله .. طلع رضخ بسيط "

تنفست الصعداء :

" الحمدلله "

" السواق حقك منتظرك تحت و الأدوية الحتحتاجي ليها اتكتبت ليك و استلمها السواق برضو "

سألتها باستغراب :

" وين نبيل ؟ "

" أُستاذ نبيل البدري ؟ "

" ايوه "

" طلع مستعجل من المستشفى و قال إنو يكلموك بي انو السواق هو الحيجيبك "

" وضح إنو ماشي وين ؟ "

" لا "

" اوكي "

قلتها و انا انهض ببطئ و انتابتني الحيرة ... لماذا ذهب من دون أن يُخبرني و أنا بهذا الوضع ؟

انا أعرف نبيل جيداً ... من المستحيل أن يفعل هذا ... و حتى أُحسن الظن بهِ أقنعت نفسي بأن هُنالك كارثة قد حلت عليه ، لأن الشيئ الذي جعله يتركني للسائق بالتأكيد هو شيئ كبير .

غادرت الغرفة و برفقتي الممرضة نحو الخارج حيث تقف السيارة بانتظاري ... للأسف لم أُحضر جوالي حتى أتصل عليهِ و أعرف ما الذي حدث و ما الخطب .

وصلت إلى المنزل و قد رافقني أحد الحراس إلى أن دخلت إلى شقتي و كان يحمل لي كيس الأدوية ... ثم توقف أمام الباب و غادر بعدها .

وضعتُ الأدوية على مصطبة المطبخ الرخامية ثم توجهت نحو جوالي الذي حملتهُ و اتصلت على نبيل ... و الغريب في الأمر بأن الجوال كان مُغلق ... انتابني القلق و حاولت مجدداً بعد عدة دقائق لأجدهُ لا يزال مغلقاً ... وضعت الجوال في مكانهِ ثم عدت إلى المطبخ و حملت قنينة ماء ... حاولت فتحها بهدوء حتى لا يؤلمني ذراعي ... فشعرت بذلك الدُوار اللعين مجدداً و لكنني هذه المرة لم أستسلم لهُ .

كسارة البندقWhere stories live. Discover now