٣ - العودة

1.2K 23 4
                                    


( العودة )

" أسوأ إنسان هو الذي يؤذيك و يتعامل معك كأنك أنت الذي أذيته "

.

.

.

.

فتح عينيه بتثاقل ثم ألقى نظرة لما حوله , كان ممدداً على فراش توأمه .

لقد زال الألم الذي خلفته قرصة العقرب و كما يبدو أنه نام لوقت طويل فلقد أشارت الساعة إلى التاسعة مساء ... بالرغم عن كل شيئ أول فكرة خطرت على باله هي تبقي ثلاثة ساعات فقط تفصله عن فجر عيد ميلادهما , كان متحمساً يريد أن يرى ردة فعل زين على الهدية التي كان يُعد فيها منذ مدة .

نهض من على الفراش ببطئ و أمسك بعبوة الماء و فتحها ثم تجرع منها , طالع إصبعه مكان الإصابه بتركيز ثم وضع الزجاجة على الكومودين و لفت إنتباهه الظرف الورقي الموضوع على طرفها .

بفضوله المعتاد قام بفتح الظرف ثم أخرج الأوراق بلا اكتراث ,و قليلاً تغيرت ملامحه تلقائياً وهو يراجع التفاصيل الموضحة على الورقة و في هذه الأثناء فتح زين الباب و عندما رآه واقفاً قال بامتنان :

" حمدلله على السلامة , كنت جاي أشوفك هسه لأنك طولت في النومة "

تجاهل حديث زين و هو يتسائل بجدية بينما مد الظرف الورقي أمامه :

" دا شنو ؟ إنت ناوي تسافر ؟ "

نظر زين للظرف الذي بين أصابعه ثم تنهد بضيق وهو يتقدم نحوه و يغلق الباب :

" كنت حكلمك على فكرة "

رمى زياد الظرف على السرير وهو يلوي شفتيه باستنكار :

" يعني الموضوع جادي ! "

" زياد , انت عارف إنو أنا م كنت حقدر أستحمل أقعد في البيت دا أكتر من كدا "

" ممممم , بحيث كدا إنت هنا فكرت في نفسك أول حاجة ، نفسك و بس "

مرر كفه على رأسه :

" طبعاً لا ، أنا م فكرت حتى ف الموضوع كويس ، و لحدي هسه ما أخدت ق... "

قاطعه :

" حاضر يا زين ، حصدقك ...

حصدقك و انا شايف ورق الجامعة العايز تمشي ليها مختوت في تربيزتك "

" طيب خليني أكمل كلامي أول ... خليني أفهمك لأنو الفي راسك دا كلو م صح "

" إنت أناني ...

إنسان أناني و بتفكر في نفسك و خلاص , اخدت قرارك مع نفسك من دون ما حتى تكلمني و م راعيت لي إنو الفترة دي م صعبة عليك براك , احنا طالعين من فترة بتاعت فقد , فقدنا أُمنا و إنت بقيت الحاجة الوحيدة الفاضلة فيها ريحتها بالنسبة لي , و كأنو أنا إنسان غريب عنك ....تقريبا كنت حتوريني منها و انت مسافر صح ؟ "

كسارة البندقWhere stories live. Discover now