٦- اللقاء الأول

2.1K 45 7
                                    

  (( اللقاء الأول ))

“لا تظن الهدوء الذي تراه في الوجوه يدل على الرضا؛ لكل إنسان شيء في داخله يهزهُ ويعذبه.”
                                  _لقائله

(( ملحوظة : الأحداث التالية دارت في الماضي ... قبل عام ))
فتحت عينيها بسرعة بسبب الصوت العالي الذي قطع عليها نومتها ... جلست على فراشها وهي تتلفت حولها بذعر ، لتجد والدتها تقف أمام باب الغرفة بينما تلفحت بثوبها ليعلو صوتها :
" يعني إلا أجي اصحيكم للفجر؟  "

مررت كفها على وجهها الذي احتلته معالم النعاس :
" قمنا ... قمنا "

إتجهت نظرات والدتها نحو السرير الآخر في الغرفة والذي تدثر ببطانية كبيرة ولم يظهر عليه أي شيئ سوى قدم برزت من على الجانب :
" صحي معاك الهطلة دي ... النايمة ليها شنو ؟ خليها تقوم تقرى ليها شي ينفعها "

التفتت نحو سرير أُختها لتهز رأسها :
" طيب "

تراجعت الأُم إلى الخلف مغادرة الغرفة ... ظلت على سريرها لُقرابة الثلاثة دقائق وهي تُحاول إستيعاب ما حولها ... تنفست بعض الهواء بعمق ثم نهضت من على سريرها ... توجهت بخطوات ثقيلة نحو سرير أُختها ثم بدأت تهزها بقوة لتستيقط ...هي تعلم جيداً هانية وكسلها و ذاك المجهود المُضني لمجرد أن تفتح عينيها :
" هانية .... هانية ... قومي الصلاة "

لم يحدث شيئ سوى أن الفتاة انقلبت على جانبها الآخر وهي تتململ على الفراش .
زفرت بملل ، لتُبعد الغطاء عنها ثم شدت شعرها :
" هانية ... قومي الصلاة "
جاء صوتها رخيماً ناعساً متقطعاً :
" ممممم ... ياخي ... م علي صلاة ... سيبيني "

تأفأفت وهي تتجه نحو مِفتاح المروحة كحل نهائي لأُختها بأعذارها المُعتادة ... أوقفت المروحة ثم ضغطت على مفتاح الإضاءة .... لتكتف ذراعيها وهي تتكئ على الحائط مراقبة إياها .... وما هي إلا ثواني حتى رفعت رأسها وهي تصرخ بضيق :
" ياخخخخخخي .... الحر ... افتحي المروحة واطفي النور دا ... خليني اتخمد شوية "

" نايمة من ٩ زي الجدادة البلدية... تاني شنو ؟ قومي صلي الصبح وأقري انتي نسيتي انك ممتحنة "

" ياخ انا المادة دي مجضماها ... مجضماها عديل كدا "

" هانية انتي م بتعرفي تجيبي كذبات جديدة ؟ ... يعني انتي دايماً مجضمة المادة وقبل الإمتحان بشوية تجيني تتبكي والحقيني يا آن واشرحي لي ... م تزهجيني قومي ... ولا بمشي انادي ليك ماما ... انا م فاضية ليك "

أبعدت الغطاء عنها بضجر وهي تصدر أصوات نحيب ... ثم قفزت من السرير باتجاه الحمام لتتوضأ ... إرتفع حاجب آن وهي تبتسم بانتصار ، فهاقد سجلت فوزاً جديداً على هانية وتلاعباتها ... أدتا صلاة الفجر معاً ... ثم اتجهت آن بعدها إلى المطبخ بعد أن تأكدت أن أُختها قد بدأت بمُراجعة دروسها التي ستمتحن فيها بعد ساعات .
بخطوات مُعتادة قامت بإيصال سخان المياه بالكهرباء لتُعد الشاي لوالدتها ... ثم اتجهت نحو الثلاجة لتخرج حبات البُرتقال كي تُعد العصير الطازج لأختها .
كانت والدتها تجلس على إحدى كراسي السُفرة بينما تُراجع باهتمام في  ملف ورقي حين تقدمت هي لتضع أمامها صينية بها كوب من الماء وكوب الشاي الذي يتمايل بخاره بهدوء وأخيراً صندوق الطعام البلاستيكي الذي تضع لوالدتها فيه طعام الإفطار .
كانت في طريقها إلى غُرفتها عندما استوقفتها والدتها :
" آن ؟ "

كسارة البندقWhere stories live. Discover now