٢٨- عذراء في الجزيرة ٢

1.9K 47 16
                                    


                   ( عذراء في الجزيرة 2 ) 
                           ( ما قبل الأخيرة )
#تكملة
             ''     العلاقات تحتاج الى اشخاص مستقرين نفسيًا، ليست لتعويض نقص، او ايجاد نصفك الاخر، نصفك الذي تبحث عنه موجود بداخلك، في الخارج لا يوجد سوا اشخاص كاملين، لا يستحقون ان تستخدمهم لتعويض نقصك، ان لم تأتي بكلك، لاتأتي اطلاقًا
                                    _عبدالله باطولة      ''
                       
كانت تنظر إليه بتركيز و بمشاعر مختلطة بين الدهشة و الإستغراب … هي تعي تماماً أن نمط علاقتهما و منذ بدايتها كان مبني على عدم الوضوح …  يفاجئها كل مرة بشيئ يخصه كان يمكن أن يكشفه لها من البداية ببساطة ولكنه يختار الطريق الأصعب لأسباب تخصه … و الغريب أنه بالرغم من غضبها إلا أنها تتقبل الأمر في النهاية ليفاجئها بشيئ آخر .
إتضح لها الآن السبب وراء تلك الملامح المميزة و الغريبة ، فهو نتاج عِرقين…. ولكنها لم تكن تعلم أن دواخله عكس مظهره تماماً .
جالت بمُقلتيها متأملة بوجهه ولم يخفى عليها ذاك الصقيع الذي تجلى بعينيه ، كانت نظراته باردة و مريبة .
بللت شفتيها بتوتر و مررت أناملها الرقيقة على طرف الطاولة الخشبية ، تنهدت بثِقل قبل أن تقول :
" نبيل انت متذكرها ؟ متذكر شي منها ؟ "

أجاب و كأنه تمكن من قراءة أفكارها  :
" عايزة تقولي لي إنو انا كنت صغير و إحتمال القصة ناقصة صح ؟ "

لم تستوعب السرعة التي عرف بها ما كانت تنوي قوله … لذلك ظلت صامتة لثواني طويلة لتهز رأسها بعدها وهي ترمش بسرعة .

" لا القصة م ناقصة … هي حقيقي أحقر مخلوق على وجه الأرض ، ولو الإنسان بيدو يختار المرة الحيكون جسمها بوابة ليه عشان يجي الدنيا دي كنت ححرص على إنو م تكون هي ، انا بسببها عشت في لعنة "

" وهل إنت لسا عايش ف اللعنة دي ؟ "

" لا ، الأثر الوحيد الباقي لي منها هو لون عيني "

أيقنت بداخلها أن الأمر مرتبط لديه بوالدته و كرهه لها أكثر من تقبله لفكرة أن السبب وراء اختلاف لون عينيه عائد بالأساس إلى عيب جيني نادر و مميز .
وجدت نفسها تسأله من دون تفكير :
" السبب شنو ورا إنو احنا نجي المكان دا ؟ "

إعتدل في جلسته :
" سببين ، الأول إنك عايزة تشوفيني على حقيقتي ، و التاني انك قلتي م عايزة مكان فخم "

" يعني ممكن نقول إشباع فضول بخصوص الاولى ؟ "

" تعبيرك جميل "

وضعت ساقاً على ساق وهي تعيد خصلات شعرها خلف أُذنها ببطئ … ناظرت الأرض لوقت طويل لينتهي الأمر في النهاية بالسؤال الذي آرق مضجعها من ليلة زفافهما :
" لي م كلمتني إنو عندك صحبات ؟ "

هز كتفيه بتساؤول من دون أن ينطق بحرف …

" يوم عرسنا ، كان ف واحدة جات … بت كدا اجنبيه و … و قالت إنها صحبتك "
اكتست ملامح وجهها بالجدية وهي تطرح عليه هذا السؤال .

كسارة البندقWhere stories live. Discover now