١٠ - رجل سادي

1.6K 38 8
                                    


                  (( رجل سادي ))

" من يتعامل مع الحياة بقلبه، تخدشه التفاصيل الصغيرة.. الصغيرة جداً "
‏- دوستويفسكي

" أنا م فاهم انت لي عايزني أعمل كدا ؟ "

" ممكن لو سمحت تسمع كلامي من دون أسئلة كتيرة ؟ "

" عليك الله فهمني ... راسي جايط "

" عشان عندي إحساس إنو مراقبني "

" مستحيل توصل بيه للدرجة دي "

" طيب صح كلامك ... مستحيل ... وانا مجنون وشكاك في حاجة تاني ؟ عايز تعمل البقولو ليك ولا لا "

" طبعاً حعمل "

قالها الشاب وهو يخلع ( التيشيرت الهودي ) الأبيض الخاص به ليستبدله مع صديقه الذي يرتدي نفس ( الهودي ) ولكن بلون أزرق .... ثم انسحب بعدها من المقعد المجاور لمقعد السائق في السيارة نحو مقعد السائق وفعل صديقه العكس ... إنتظرا قليلاً ليضع الشاب الذي كان يتحدث أولاً  قلنسوة ( الهودي ) على رأسه وكأنه يُخفي هويته  ثم فتح باب السيارة ليتجه نحو أحد المباني ... صعد بسرعة على السلالم ليقف أخيراً أمام باب شقة سكنية وبدا وكأنها الشقة الوحيدة المسكونة في هذا الطابق ...  وكان الباب موارباً فقام بدفعه لتُصدر مفاصله صوت صرير رتيب   ... بدا التوتر واضحاً على ملامحه بطريقة ملاحظة ، ازدرد ريقه عدة مرات وكأنه دخل إلى أرض محرمة ... دلف إلى الداخل بخطوات بطيئة هادئة وكان واضحاً عليه التردد من تلك الطريقة التي يمشي بها ... يمشي خطوة ويعود للخلف خطوتين ... فهو على وشك تجربة شيئ لم يقم به من قبل .
رن جواله فجأة فأسرع بالإجابة عليه ، ليتسلل ذلك الصوت الأُنثوي إلى مسامعه :
" إزيك يا حبيبي "

" أ... أنا كويس ... كويس الحمدلله "

" خلصت محاضراتك ؟ "

" لا ... لسا "

" انت وين هسه ؟ "

" في الجامعة يا أمي "

" تاني كم كدا عشان تخلص ؟"

" لحدي ٥ كدا "

" طيب تمام ... خلي بالك من نفسك "

" إن شاء الله "

أنهى المكالمة ليعيد الجوال إلى جيبه ... رفع رأسه بسرعة عندما لاحظ لتلك الشابة الجميلة التي وقفت وهي تنظر إليه بنظرات متفحصة ثم بابتسامة سألته :
" زين ؟ "

هز رأسه بمعنى نعم .
" تعال "

قالتها وهي تفتح أحد أبواب الغرف ليدخل برفقتها ثم أغلقت الباب خلفهما .
_______________________________________

وقفت آن أمام باب الشقه وبسرعة فتحته ... إتجهت نحو المطبخ لتسخين بعض المياه ثم اتجهت بعدها نحو الحمام ... وبعد دش دافئ إنتهى بها الأمر في سريرها أسفل بطانيتها ... بينما إستقر كيس بلاستيكي غليظ مملوء بالماء الدافئ أسفل بطنها لكي يخفف من حدة تلك التقلصات التي تشعر بها وأمسكت بيدها كوب ( مغ ) زجاجي به شاي البابونج الذي قدمه لها نبيل وفوجئت بمفعوله السحري الذي تملكها بعد عدة رشفات ... فقد استرخت أعصابها وانخفضت حدة الألم وفجأة شعرت بامتنان كبير لنبيل على موقف اليوم ، تنبيهه لها ثم انتظارها والإصرار على إيصالها وأخيراً علبة البابونج هذه ... بغض النظر طبعاً عن كم الإحراج الذي تخلل هذا الإمتنان .
لفت انتباهها إهتزاز جوالها لتسحبه ... ثم أجابت عندما قرأت إسم فادية :

كسارة البندقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن