♡الفصل 34♡

Start from the beginning
                                    

Back

هُنا و توقف عن التذكر.. لا... لن يستطيع أن يقول لها ما حدث بتلك البساطة يُريد وقتاً ليستطيع قول ما يحدث دون أن يظهر ضعفه امامها لا يريد ان ترى مصدر امانها ضعيف!
استدار لها فجأة مما جعلها تنظر له سريعاً بقلق و ترقب
قال لها:
ـ جنى... انا... انا مش هقدر احكيلك حاجه دلوقتى
هزت رأسها بشرود و قد تأكد حدسها و وقفت و ذهبت من أمامه بهدوء و خيبة أمل
لا يريد تركها هكذا ذهب لها و امسك يدها و قال و هو ينظر لعيونها التى تنظر له نظرة خالية:
ـ عارف إنى كدة خنت ثقتك بس.... لو بتحبينى استنى... استنينى
قالت بجمود ونظرة باردة و صوت بارد و بكل جدية:
ـ ثقتى متهزتش شعرة واحدة من ناحيتك.... بس قريب هتتهز
قالتها و ذهبت بهدوء و كأنها لم تضع عاصفة ما توا
لم يحتمل تلك المعاملة الجافة منها ابداً
كان دائما يشعر بكل شيء تقوله كان يفهم كلماتها من تعبيرات وجهها الآن أصبحت كالصنم لا تفرق كثيراً عن الحجارة
امسك يدها بالطبع لم يدعها تذهب
كلما اراد ان يُخبئ زين الغاضب تخرجه هى بكلماتٍ بسيطة
أدارها إليه و قال بصوتٍ إهتزت له القلعة كلها:
ـ جنى.... أنا كنت ساكت طول الوقت عشان حبيتك لكن متجيش تعاملينى كدة و تتوقعى سكوتى. اعرفى انتى بتكلمى مييييييييين أنا الملك زيييين اللى الكل بيعملله ألف حساب
أكمل بفحيح:
ـ مهما حصل هتبقى ليا.. حتى لو انعدمت الثقة
و من ثم جلس أرضاً و قد دخل فى حالةٍ هيستيريا و كل هذا لأنه تذكر جزءاً من ذكرياته
قال بخفوت سمعته:
ـ عايزة ايه منى عايزة ايه انتى كمان
أخذ يتنفس بعنف و هو يُكمل بصوتٍ عالٍ:
ـ عايزة تعرفى انى ابن غير شرعى عشان تكرهينى انتى كمااااان ولا...ولا... ولا عشان تتريقى عليا إن أمى اتضحك عليها و بدل ما تضمنى فضلت تكرهنى فى انى اتولدت اصلاً... ولا... ولا إيه
قال آخر كلماته و هو يُسند رأسه بتعب و إرهاق شديدين حتى أغمض عينيه
اقتربت منه و ما زالت علامات الصدمة تتخللها
أمسكت كتفه و هزته برفق فلم يفتح عينيه فصرخت:
ـ زييييييييييييييين
هرولت للخارج و أمرت الحراس بإحضار الطبيب و دخلت إليه مجدداً و حملته بمساعدة أحد الحراس و جلست بجانبه على الفراش و هى تلعن نفسها على ما قالته
كانت تُمسك يده و هى جالسة عندما دخلت طبيبة فاتنة بشدة لم تهتم جنى أولاً حتى إنتهت الطبيبة و قالت بجدية:
ـ الضغط إترفع عليه جامد محتاج راحة و ميتعرضش لأى ضغط من اى نوع. هبقى آجى بالليل اتطمن عليه يكون فاق متقلقيش هيبقى كويس
ذهبت الطبيبة و تخترقها نظرات جنى لا تعلم لماذا و لكنها شعرت بنظرات الطبيبة القلقة على زين فلم تتحمل
حرك إصبعه بضعف فإقتربت منه سريعاً و أمسكت يده لتضمها و قالت ببكاء:
ـ انا آسفة يا زين آسفه
إقتربت منه و احتضنته و همست فى أذنه:
ـ آسفة.. آسفة يا حبيبى
أخذت تبكى بشدة وجدت من يحاوط خصرها نظرت لتجده إستيقظ مسحت دموعها و إحتضنته بخوفٍ عليه
قال بسخرية:
ـ مش كنتى صنم من شوية رجعتى تانى ليه زي الخفاش و لزقتى فيا؟
نظرت بصدمة و غيظ و إبتعدت عنه بحدة و قالت و هى تبكى:
ـ أنا غلطانة إنى خفت عليك دة انا.. انا... كنت هروح فيها لو جرالك حاجه
أخذت تبكى بشدة و نحيبها يخرج عازفاً لحناً سُمىَّ الحزن
جلس بضعف فجلست بجواره و ما زالت تبكى أخذها فى حضنه و قال:
ـ بعد الشر عليكى يا جنى
أبعدت يده برفق و قالت و هى تنظر أمامها:
ـ بس انا زعلانة منك
ـ و الله مش قادر
ـ مش عشان كدة يا زين انت ازاى مش بتثق فى حبى ليك؟ عارف إن دى أكتر حاجة مزعلانى إنك حاسس إنى لو عرفت عنك حاجة هبعد و انا استحالة اعمل كدة استحالة ابعد عنك عشان للأسف القلب دة دق
قالتها و هى تشير إلى قلبها بينما هو تأثر بكلماتها تلك بشدة
اكملت قائلة:
ـ المشكلة إنك كمان بتحسبنى هتتريق عليك! ايه شغل الأطفال دة
قال لها:
ـ انا طفل؟!
ـ اه و طفل عنيد كمان و دى أكتر حاجة بتشدنى ليك يا زين
صمت قليلاً هو حقاً لم يحظى بوقتٍ كافٍ ليستمتع بطفولته ألهذا يتعامل هكذا؟
قالت له:
ـ استريح دلوقتى و بالليل الدكتور هتيجى ونتطمن عليك اكتر
كادت تذهب و لكنه أمسك يدها و قال و هو ينظر فى أعينها برجاء أذابها:
ـ تفتكرى هستريح و انتى بعيدة
ـ يعنى ايه
نظر لها بخبث فصمتت و نظرت أرضاً بخجل فضحك و نظرت لضحكته بسعادة
ـ هههه يخربيت تفكيرك اقصد تقعدى جنبى بس
قالها و لم يترك لها فرصة الرد و أمسك يدها و جذبها إليه و نام فى حضنها كطفلٍ صغير ينام فى حضن أمه الذى اشتاق إليه كثيراً بينما هى أخذت تُمسد على شعره بحنان كبير و هو بالفعل استراح فى هذا الحضن

لعنة الحظ (ارض الشمس)Where stories live. Discover now