_١٨_(أقبلينى كما أنا )

Začít od začátku
                                    

...................................................................

(شركة العدلى group )

مازالت فى الشركة ،فى غرفة "هناء"الموظفة الخاصة بغرفة المدير ،كان جسدها يعلو و يهبط من فرط الحزن و الضيق و معدل تنفسها مضطرب بشكل ملحوظ حيث كانت تلتقط أنفاسها بصعوبة و كأنها تلهث بعد سباق عداء طويل للغاية
و بجانبها "هناء" و التى كانت تناولها كوب مشروب لعله يهدأ من روعها قليلًا
لم تستطع أخذه ،كانت يداها ترتعش بشدة
و فى نفس اللحظة دلفت "وعد"مسرعةً إليها ،جلست بقربها و أمسكت بكف يدها تمسد عليه برفق شديد و تقول :
متقلقيش يا رنا ،أحمد لسه قافل معايا و قالى أن الموضوع سوء فهم مش أكتر ،دكتور غيث برئ ،هو بنفسه اللى طلب نعرفك ،بيقولك متقلقيش أنا راجع و هنكمل كلامنا
رفعت رأسها و هتفت متسائلة بنبرة مضطربة :
بجد يا وعد ،بجد هيرجع ؟
أومأت "وعد"برأسها و قالت بثقة زائفة:
أه طبعًا ،طالما خطيبى حط موضوع فى رأسه يبقي هيعمله ،و هو وعدنى أن دكتور غيث هيخرج النهاردة إن شاء الله
ثم قالت بهمس خافت كى لا تسمعها :
أو بكره أو بعده بالكتير يعنى ،ربنا يستر
لم تنتبه لها ،فقد كانت بعالم آخر و بدأ توترها واضح للغاية خاصة حركة يديها ،و لكن صديقتها لم تستسلم و عادت تسمك بكفيها مجددًا و تحاول أن تطمأنها ،كعادتها دائمًا ،لكنها فى قرارة نفسها تأكدت بمشاعر صديقتها ،و التى ظهرت أخيرًا للسطح

ابتسمت "وعد" بسخرية كان حُبها الأول مُهلك لها بكل المقاييس و ها هو الثانى ،ملىء بالعديد من الألغاز ، فما هذه الاختيارات التى لا تصلح على الإطلاق ؟

فى نفس التوقيت اقتحمت "ديما"الغرفة و التى كانت بمشروع ميدانى بالخارج و ما أن عادت حتى علمت بالفاجعة ،لتجد نفسها تهرول سريعًا لغرفته فهى لم تصدق ما سمعته ،و لكن ما أن وصلت حتى رأت حالة "رنا" عرفت بأن ذلك الكلام صحيح ،تم اعتقال "غيث"

و لكنها تركت كل شىء و سلطت تركيزها على حالة "رنا" و التى تبدو واضحة للغاية ،تلك الفتاة مثلها ،تكن المشاعر له
و تلك كانت الصاعقة الكبرى ،رغم تظاهرها بعدم الفهم للعديد من الإشارات لكن تلك واضحة للغاية و هذا ما حطمها
شقيقتان و رجل واحد ،ما هذا العبث ؟
لكن ما ذنبه إن كان يحب إحداهما و الأخرى تحبه ؟

.....................................................................

(مكتب تيسير فهمى للمحاماة )

كان" عمر" يعمل على بعض القضايا برفقة زملائه ،و لم يهتم بصوت هاتفه المستمر ،حتى أنه أغلقه دون أن يرى اسم المتصل ،فهو لا يريد الإزعاج الآن و لكنها قنبلة الازعاج المتنقلة الخاصة به

فبعد فترة لاحظ شرود زملائه بشىء ما خلفه ،فالتفت و يا ليته لم يلتفت ،كانت "مايا" تقف أمامه و وجها يميل لونه للإحمرار من شدة البكاء ،فنهض سريعًا إليها و هتف متسائلًا بقلق واضح :
مالك ؟ فيكى ايه ؟ ايه اللى جابك هنا ؟ حاجه حصلت لمالك ؟
حركت "مايا"رأسها نافيةً و قالت بنبرة مضطربة :
لا يا عمر ،مالك كويس ،أنا اللى مش كويسه ،ممكن نتكلم فى مكان تانى
زفر أنفاسه بضيق شديد و قال بعد أن التفت للخلف و لاحظ متابعة زملائه لحوراهم :
أنا دلوقتى فى الشغل يا مايا ،و ياريت بعد اذنك متجيش هنا تانى
أخفض رأسها و قالت بألم :
تمام ،عن اذنك يا عمر
لكنه أسرع و قال دون وعى منه فمازال هناك شىء بداخله يدفعها بإتجاهها:
استنى ،يتحرق الشغل ،أنا جايلك
ذهب لمديره و طلب أذن لباقى اليوم ثم عاد و اصطحبها إلى إحدى المطاعم القريية من مكان عمله ،سحب لها المقعد كى تجلس ثم جلس أمامها و هتف متسائلًا بإقتضاب :
حصل ايه يا مايا ؟
أخرجت هاتفها من حقيبتها و أعطته إياه كى يرى محتوى الرسائل التى تم ارسالها لها ،و لكنه هب واقفًا و قال بصراخ :
أنتِ اتجننتى ،ايه الصور دى ؟إزاى تلبسى حاجه زى دى اصلًا ،مالك وافق تخرجى كدا ازاى ؟ أخوكى دا اتهبل و لا ايه معدشى راجل و ليه كلمه عليكى ؟
اسرعت تمسك بيده كى يجلس مجددًا و قالت بنبرة ضعيفة بينما كانت مقلتيها تمتلىء بالدموع :
و الله ما أنا ،دى صورة متفبركة عملهالى طالب عندى عشان سقطته ،حب ينتقم منى ،و بيهددنى بيها دلوقتى
صمت "مايا"للحظات فقد شعرت بالخجل الشديد ،أخفضت رأسها و قالت بينما كانت تفرك كلتا يديها بتوتر ملحوظ :
عازينى أروحله البيت و إلا
لم يتحمل أكثر من ذلك و صاح بعنف و غضب :
و إلا ينشرها صح ،هايل يا مايا ،بتوقعى نفسك فى مشاكل طول ما أنتِ ماشية
لكنها بدأت فى البكاء بشدة ،فهدأ هو رغمًا عنه و أخرج منديلًا ورقيًا من جيبه ناولها إياه ،ثم قال :
عنوان الحيوان دا ايه ؟ و مالك يعرف و لا لا ؟
حركت رأسها رافضه وقالت برجاء:
لا يا عمر ، please متعرفشى مالك ،ممكن يضربنى و يحرمنى من الشغل ،أنت عارفه ،عشان خاطرى يا عمر أنا جيالك أنت عشان تساعدنى
قالت ذلك بينما كانت تمسك بكف يده على أمل أن يرضخ لطلبها و توسلاتها ،لكنه سحب يده سريعًا و قال بقوة زائفة :
أخوكى أقرب حد ليكى يا مايا ،بس على العموم أمشى دلوقتى و أنا هتصرف
ابتسمت بإقتضاب و قالت بينما كانت تمسك بكف يده مجددًا :
شكرًا يا عمر ،أنا كنت متأكدة أنك لسه بتحبنى
لكنه سحب يده هذه المرة بعنف و قال بقوة بعد أن نهض و دفع بعض النقود نظيرًا لجلوسهم و المشروبات التى أمامهم :
أنتِ فهمتى غلط ،انا بساعد انسانه و قعت فى مشكلة ،مشاعرى ناحيتك انتهت من زمان ،و ياريت تحترمى أخوكى أكتر من كدا يا مايا ،أنا مش هخون صاحبى
قال ذلك و رحل لكنها لحقت به و أمسكت من ساعده هذه المرة و هى تقول بألم :
أنت بتعالمنى كدا ليه ؟ هى خلتك تكرهنى للدرجادى ؟ ليه كلكم بتبعدوا عنى يا عمر هو أنا مستهلشى؟ للدرجادى بقيت وحشه
التفت لها وقال بصدق دون أن يحاول خلطه بقسوته الزائفة:
عمرك ما كنتى وحشه يا مايا ،لكن طريقنا مش واحد من البداية
طالعته بنظراتها المعتادة و التى كانت تؤثر به رغمًا عنه ثم هتفت بعتاب:
كلامك مكنشى كدا فى الأول
زفر أنفاسه بضيق و أشاح بنظره بعيد عنها و هو يقول بقوة :
مايا أنت جيالى عشان مشكلة وقعتى فيها ،و أنا هحلهالك لكن بعد كدا ياريت ،منتقبلشى تانى
لكنها دون وعى منها هتفت متسائلة بنبرة حنونه ،كانت بالسابق تتلاعب به بتلك الطريقة لكنها اليوم لا :
بتكرهنى يا عمر ؟
تنهد تنهيدة عيمقة ثم قال بصدق :
عمرى ما كرهتك يا ريم
ارتبك حين هتف باسم اخر ،و لم تتحمل هى و صاحت بقوة :
للدرجادى ،حتى اسمى بتغلط فيه
و رحلت ،رحلت و هى تجاهد بشدة ألا تعود و تعنفه ،أرادت الاحتفاظ بآخر ذرة كرامة لديها ،بينما هتف هو باسف :
استنى ،انا آسف
لكنها رحلت بالفعل ،فزفر هو أنفاسه بضيق و قال معنفًا نفسه :
غبى ،هتفضل طول عمرك غبى
لكن صدح صوت هاتفه معلنًا عن اتصال من مديره ،فعاد مجددًا للعمل و عقله شارد بتلك التى عبثت به منذ لحظات

مريض نفسى بالفطرةKde žijí příběhy. Začni objevovat