_١٨_(أقبلينى كما أنا )

Start from the beginning
                                    

بعد فترة كان "غيث" يجلس داخل تلك الزنزانة مع بعض الأشخاص ،منهم البرىء مثله و منهم الظالم بجدارة و استحقاق
كان يجلس بزاوية بعيدة لا يريد الاختلاط بأحد و يفكر كيف ألت الأمور إلى تلك الرقعة المظلمة ؟
غادروا بالأمس و ذلك المدعو "سعد بدير" على قيد الحياة ،فكيف الأن يتم اتهامه بقتله هكذا بكل بساطة؟
يبدوا أن تلك اللعبة باتت كبيرة للغاية ،ليست مجرد محاولة منهم للسيطرة عليه ،هم يريدونه كالدمية بين أيديهم ،و هذا مستحيل ،لن يرضخ لهم مهما حدث ،لكم من هم ؟

وصل "أحمد"بعد مدة بسيطة و اتجه لمكتب الشرطى المسؤل عن تلك القضية و لحظات و كان "آدم"هو الآخر معه و برفقتهم المحامى المسؤل عن كل الأمور القضائية لشركة العدلى

بعد عدة محاولات و الحديث مع الشرطى المسئول سمح لهم بالتحدث مع صديقهم فى غرفته بعد أن خرج و تركهم على راحتهم ،فهو يعلم بكونه حفيد وزير الآثار السابق و على علاقة جيدة مع العديد من الأشخاص الهامين فى الدولة

بعد لحظات كان "غيث"يدخل لتلك الغرفة و يحرره الشرطى من تلك الأصفاد ،و بمجرد أن بات برفقة أصدقائه ،هتف بقلق و توتر و هو يمسك بكف صديقه :
رنا يا آدم ؟ رنا كانت بتعيط عشانى ،حد فيكم شافها ،هى عامله ايه دلوقتى ؟
ثم التفت للآخر و قال :
كلم خطيبتك يا أحمد ،خليها تشوف هى فين و عامله ايه ؟
أمسكه"أحمد" بحدة و دفعه ليجلس على الأريكة التى توجد فى الغرفة و قال بضيق:
يا ابنى أقعد و أركز كدا ،نشوف المصيبة اللى أنت فيها و بعدين ابقي اطمن على السنيورة بتاعتك
نهض الآخر و هو حتى لم يكد يجلس و صاح بغضب:
متقولشى السنيورة
تدخل "آدم" فى الحوار و قال بعد أن دفع كليهما ليجلسا على الأريكة:
تعرفوا تسكتوا شوية ،خلينا نتهبب نشوف حل و بعدين نطمن عليها يا غيث
أومأ "غيث"برأسه ولم يعلق ،بينما قال "أحمد" :
دلوقتى أحنا نزلنا من شقة الراجل دا و هو عايش ،حى يرزق و محدش فينا لمسه حتى ،ازاى مات؟ و ازاى متهمين غيث لوحده مع أننا كنا أحنا التلاته سوا ؟ فى حاجة غلط
ليجيبه "آدم" بعد أن فكر للحظات :
الموضوع متلفق عشان غيث من الأول يا أحمد ،بس الفكرة يا ترى عشان ايه ؟ و ايه اللى خلاهم يقبضوا عليه لوحده ، مفيش شهود لغاية اللحظة دى و سلاح الجريمة غير معروف ،حتى التشريح المبدئى للجثه لسه معتمدش ،فأنا مش عارف أنت هنا بصفتك ايه ؟
لم يهتم"غيث" بأى شىء سوى فكرة أن خروج من هنا سهل للغاية،فهتف بحماس:
يعنى هروح لرنا قريب
و حينها لم يتحمل "أحمد" أكثر من ذلك و اندفع يمسك بتلابيب ملابس صديقه و يقول بعنف :
اقسم بالله لو جبت اسمها تانى طول ما أنت هنا لهمد ايدى عليك ،أنا مش ناقص غباء ،أحنا على أخرنا
رمقه بنظرات حانقة و لم يعلق ،اكتفى بعقد ذراعيه أمام جسده و الصمت التام
بينما كان"آدم" يجول بتلك الغرفة ذهابًا و إيابًا و يفكر فى حل لتلك المعضلة ،و الثانى يجلس يضع قدمًا فوق الأخرى و يكاد يجن ،بينما "غيث"أكتفى بالجلوس فى مكانه و أخفض رأسه بين كفيه ،فقد شعر بالإنهاك الشديد و سئم من كل تلك المشاكل التى تلاحقه ،كل يوم معضلة جديدة
ألا يحق له بقضاء يوم واحد هادىء برفقة تلك الصغيرة؟

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now