عَــــقــاقــّـيـــّـر

[ مُــقــْـدِمّــة ]

........

من البريد المرسَل
إلى السماء..

أحدهم..

كم مضى من الوقت
قبل أن أكتب إليك
ابلغك سلامي
و آمل أن يصِل

الجميع يتقدمون إلى الإمام
على سبيل المستقبل
لكنّي يا فقيدي رجعت إلى الماضي
ما زلت متعلقة بـ كم كنزتك
ما زلت متعلقة بخطوات الخِف الذي تنتعله
ما زلت عالقة بين رفوف مختبرك
وانفي محشور في زجاجات عطرك
ما زلت أبحث عن أصابع يديك

لقد حدث الكثير بعد رحيلك
لقد فقدت طفولتي
وهجرتُ مُدن الألعاب
وبتّ اتعرى من ثوب الفرح

كم من المرات صفعت بدلاً من أن اًُصافح
و بدلاً من أن اًحتظن

وقلبي البلوري ها قد تهشم
لم يعد يرمم ذاته على وفق انتظام
بل صار بشكل عشوائي

لقد وضعت نفسك مكاني
و وجدتك تفعل ذات الشيء
هكذا عرفت بأنني على صواب

حلمت كثيرا و ارتفعت بي سقوف الطموحات
لكنني استيقظت على كوابيس

الذكريات السيئة تلاحقني أينما سرت
وبدلاً من النوم في السرير
نمت في الشارع

فقدت كياني و هويتي
و نسيت بأنني قد عشت بين ثناياك
وبأنك من عجنتني

ارتميت بالاحظان
هكذا صرت أشعر بالأمان
لكنني أيضاً فقدته

و تساءلت كثيراً عن مدى صبري
عن مدى قوة تحملي
هل قد تضاهي قوة العالم

بعدها رأيته يتسلق جدران الافئدة
و يسرق مفاتيحها
يتلاعب بالكلمات
و يزيف الحقائق
و يخدع البصائر
و يخنق الصدور
كلاعب سيرك
كساحر ماهر
وانا كدمية
سقطت في هواه
و شبائك مكيدته
هكذا جردني من ملامح الخجل
ومن ثوب الأمل
وجعلني قضية في نفسي
تثير الجدل

كقوة الصخر
و كمخالب الصقر
هاكذ بتّ
كهشيم المحتظر
تحت سطوة من كان
كذاب أشر
بجبروته يداعب ملامحي
أوقات السحر

لكنني يا فقيدي
لم ابح له بسر قلبي
وما يهوى

كقارئ طالع
نال مني ما نلته
هكذا انغمسنا نجاري الأيام
حتى باتت كل أحلامي آلام
و أمسيت منبوذة كالآثام

لا تقلق ليس وكأن الحكاية قد انتهت
بل ها هي الآن قد بدأت

كعجلة الدولاب
دارت الأيام
وأصبحت لصالحي الأحلام
وأنا على ما يرام
لا نستطيع بأن نُلام
و من مثلي ابداً لا يُضام

كُن بخير

........