عَــــقــاقــّـيـــّـر

[ العقار الأول ]

START

[ عقاقير ]

أبي كعادته في مختبره الخاص
يرتدي الروب الأبيض (الاب كوت)
و تحتظن كفيه قفازات.
تعتلي وجهه المبتسم نظارات طبية

أكاد أن أشبهه بأنشتاين
أمامه الدوارق التي يخلط و يمزج فيها العطور التركيبية
و خلفه الرفوف التي تقف عليها بشموخ علب الأعشاب والعقاقير الطبية

أبي يصنع الأعشاب، و الدواء، و العقاقير، و يقطف الأزهار ليحولها إلى عطور يُستنشق عبقها على بعد مترات، و مرهم للحروق وكذلك للجروح، و بعض من أنواع الشاي.

أنا على طاولة دراستي أمامه أجلس
أمامي دفتر رسم
لكنني لا أهوى الرسم
ألون دون أنتباه، دون تركيز
لكنني حقاً أرغب فقط برسمه

في الرابعة من عمري، لا أعرف سوى بابا

كلمة أكاد أنطق بها بكل جوارحي
كلمة تبث داخلي الأمان
كلمة تملئني حنان

هكذا نمى عودي
و معرفتي التي تقتصر على :

جدو، جدة ، عمو، ومرت عمو، و عماتي و هشام

في الليل أنا احتظن بابا و افترش أمانه
في الصباح أنا العب مع الأولاد
عندما آكل أنا أجلس بجوار جدة ( لمعة )

وأثناء العصر أجلس مع هشام وهو يدرس

لم أدخل الروضة
لأن أبي لا يرغب بذلك

انا أيضاً لم أرغب بها
لا أتخيل فكرة أن أبتعد عن بيتي ساعة

في المختبر أجلس

-- بابا ضجت ما اريد ارسم

-- ميخالف بنتي تعلمي يفيدج

-- بس اني ما احب

-- سنة التجي أنتي راح تكونين بالمدرسة، كل صديقاتج راح يعرفون يرسمون بس أنتي

-- بس أني أحب أشتغل مثلك

ضحك و نظرلي نظرة فخر

-- شنو بالضبط مثلي

-- أريد أصنع عطر

-- شونو؟

فكرت بأهتمام شنو العطر يلي ممكن يكون غريب، يبعث أحساس أثناء شمه

-- عطر يشبه ريحة الأطفال بس يرمز للكبر و الشموخ

ضحك بابا بقوة و أردف :

-- حلوو، و شتسميه؟

-- بعدين الإسم يجي

سأل بفضول ليش

أخذت نفس وجاوبت

-- لأن أول شي الطفل يجي على الدنيا بعدين نسميه مو صح

-- صح الصح.

ابتسمتلو بفرح

-- يعني هسه راح تخليني أشتغل معاك