_١٤_ (خطوبة و جثة )

Start from the beginning
                                    

يبدوا أن هناك بعض المناوشات التى ستحدث عما قريب ،لكن لمن النصر اليوم ؟ للعنصر النسائي أم طبعًا للعنصر النسائى ؟
جميعنا نعرف

.................................................................

كان "غيث"يجلس على الكرسى مقيد باحكام و من حوله ثلاثة أشخاض ملثمين لكى لا يتعرف أحد على هويتهم ،و ما أن تم نزع ذلك الوشاح الذى يعيق الرؤية حتى اتسعت حدقتيه بصدمة و هتف بغير تصديق:
أنت ،أنت اللى عملت كل دا !
ابتسم بسخرية و قال بينما كان يتكأ بقدمه على كرسى آخر أحضره رجاله :
طبعًا متفاجىء
كان ينظر بجميع الاتجاهات ليحسب موقفه ،ثم قال بثقة غريبة:
لا عادى دى حركة واطية متطلعشى غير من حد ذيك ،بس يا ترى ايه السبب ؟
لم يعجبه رد و صاح بغضب بينما كان يشير لرجاله بحركة معينة و على أثرها قاموا بلكم المقيد عدة لكمات ليست بالقوية و لا الضعيفة:
خاف على نفسك يا غيث ،أبوك و خرج من الصورة و معدش غيرك ،فبلاش تعادينى ،أنا لغاية اللحظة دى مش عايز اعملك حاجة
بصق "غيث" بعض الدماء نتيجة اللكمات التى تعرض لها ،ثم قال بسخرية غريبة:
و هو أنا هخاف منك مثلًا
دا أنت رجلك و القبر ،و شوية النفخ اللى أنت جايبهم دول و بتتحامى فيهم أنت من غيرهم nothing
رد "عماد" عليه قائلًا بغضب و كره حاول إخفائهم :
متستفزنيش يا غيث ،أنا جايبك عشان نتكلم بهدوء و تحضر و نحل مشاكلنا
حدجه "غيث"بنظرات حانقة ثم قال بتهكم ساخر:
و هو الهدوء و التحضر بنسبالك أنك تخطفنى و تكتفنى على الكرسى دا ،أومال option الخناق عندك عامل ازاى ؟
راقب "عماد "الموقف للحظات ثم أمر رجاله قائلًا بحدة:
فكوه
و بمجرد أن تحرر الأسد ،انقض على جميع فرائسه ،يلكم ذاك بحدة و يركل الآخر بعنف و الثالث أمسك برأسه و دفعة نحو الحائط عدة مرات ،لقد كان غاضبًا بشدة و ساعده ذلك على الانتصار على ثلاثتهم ،فإضطرابه دائمًا يكون لصالحه فى حالات العراك ، انتهى من هؤلاء الثلاثة بعد أن حمل الكرسى و ألقاه فوق أحدهم و الذى سقط فاقدًا للوعى على الفور ،ثم اقترب من قائدهم ،ذلك الكهل ،و قال بينما كان يرمقه بنظرات ساخرة :
مش غيث الحديدى اللى شوية عيال ضاربين منشطات يعلموا عليه ،أنا هسيبك عشان بس أنت عضمة كبيرة ،بس يكون فى علمك عمرك ما هتقربلها ،و عمرها ما هتختارك ،ما أنت قدامها من قبل ما تتجوز الدكتور سامح الحديدى
أنت بالنسبه ليها طليق أختها و بس يا عماد ،بلاش تحلم بأكتر من كدا
قال"غيث" ذلك و أمسك بذقن "عماد" يحركه يمينًا و يسارًا بينما كان الآخر يرتعش من الخوف ،ابتسم"غيث" على هيئته تلك و تركه متجهًا للباب و قبل أن يغادر هتف بثقة:
نساء الحديدى بيعيشوا و يموتوا فى رقبة راجل واحد بس يا عماد
فى تلك الأثناء لاحظ" عماد "أن رجاله بدأوا فى استعادة وعيهم ،فقال بقوة تناقض حالته منذ لحظات :
و أنت بالنسبة ليها مجرد مسخ لليث و عمرها ما حبتك و لا هتحبك
أصابه فى مقتل ،فاندفع ليقضى عليه ،حيث أسرع و أمسكه من تلابيب ملابسه و بلمح البصر كان يركله فى منطقة خطرة للغاية و لم يكتفى بذلك بل رفع جسدة بعض السنتيمترات و قال بينما كان يمسك برقبته :
أمى متحبش سيرتها على لسانك تانى يا عماد
ولكن ذلك الكهل المقزز قال بإستفزاز :
متأكد أنها أمك ؟ فى أم تفرق بين عيالها كدا ،و لا مثلًا تكون ندمت لما جبتك ،كانت بس عايزه واحد ،عايز ليث و بس
لم يتحمل أكثر من ذلك و رماه على الأرض و اندفع ليقضى عليه غير عابىء بأى أحد و لكن كان رجال "عماد"قد استعادوا و عيهم بالكامل و أسرع اثنان منهم  و قاموا بربط "غيث"بإحكام بينما اندفع الثالث فى لكمه و ركله بحدة ،لم يكن "غيث" يصدر أى صوت كان يتلقى تلك الضربات بصدر رحب ،رغم محاولته للإفلات منهم لكن دون جدوى فقد أحكموا تقيده و انهالوا عليه بالضرب المتواصل لنصف ساعة كاملة ،حتى بعد أن شعروا بالإعياء من حمله تركوه يسقط على الأرض و أكملوا فى ضربه ،كان ينزف بشدة من أنفه و فمه و وجهه مدمى بالكامل ، لكن ذلك لا يهمهم على الإطلاق ،فهم بتلك اللحظة يريدون الثأر لكرامتم المهدرة ،و رغم ذلك  توقفوا  ما أن صاح "عماد" بفخر غريب :
بس كفايه ،خدوه و أرموه قدام شركته

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now