_١١_( اكتئاب حاد )

Começar do início
                                    

.....................................................................

فى نفس التوقيت ،كانت"منال" تحمل السكين بيد مرتجفة و تضعه حول عنق "همسة" كانت عيناها تنظر فى جميع الاتجاهات ،كأنها مغيبة ،تبحث عن طوق نجاة رغم كونها الجانية هنا و ليست المجنى عليه ،لاحظ "سامح" حاله الضياع التى أصابت"منال" فانتهز هذه الفرصة و سحب السكين من يدها عنوةً ثم ألقاه على الأرض بعشوائية ،و من ثم دفعها هى الأخرى لتسقط بقوة على الأرض و لكن لسوء حظها سقطت بالقرب من السكين و جرحت يدها ،لم يكن جرحًا عميقًا لكنه كافى لتزرف الدماء بغزارة ،بينما زوجها يقف محتضنًا الأخرى و يحاول تهدئتها فقد أصابتها حاله هلع شديدة نتيجة ما حدث ،حين رأت "ليلى "الدماء أسرعت لغرفتها و أحضرت حقيبة الاسعافات الأولية ،و عادت لتجلس على الأرض بقربها و بدأت فى تضميد جرحها الغائر ، بينما هى فى عالم اخر تنظر "لسامح" و "همسة" بكره و حقد ،و فى نفس الوقت بألم و يأس ،ربما كانت الجانية ،و لكن للحظات بسيطة كانت المجنى عليه ،ليس مبررًا بالتأكيد لكنها مازلت ضحية هى الأخرى كالجميع فالكل هنا ضحايا للاسف
لا أحد سليم

لكن من وجهة نظر آخرى ،هل يظل الضحية ،ضحية للأبد ؟ ألا يصبح جانى إن لم يحاول حتى و لو بدون نتيجة ؟ فقط المحاولة هى ما ترفع عنه سلاح الجريمه ،الإستسلام لكونك المظلوم دائمًا ما هو إلا نوع اخر من الظلم يا عزيزي
و سلاح الجريمة هو تقاعسك عن رفع الظلم عن كاهلك ،أفق قبل أن يمضى العمر و تبقي كما أنت

....................................................................

أنهى"عمر" عمله و اتجه لمنزل صديقه الذى رحل مبكرًا تاركًا خلفه العديد من الأوراق ،رغم أنه حَصل كل شىء لكنه أراد مضايقته لبعض الوقت ،طرق على الباب بهدوء ،فتحت له "الحاجه سندس" بوجهها البشوش ،رحبت به و لكنها هرولت مسرعةً للمطبخ خائفةً من أن يحترق الطعام ،بينما وقف هو فى المنتصف لا يعرف أ يصعد لصديقه أم ينتظرها لتعود ؟
لكن و قبل أن يصدر منه أى رد ،هبطت هى تتغنج بدلال ،و حين رأته أسرعت له و قالت:
اذيك يا عمر
زفر"عمر" أنفاسه بضيق و قال بينما كان يخفض رأسه يتحاشى رؤيتها :
الحمدالله يا انسه مايا ،معلشى ممكن تندهيلى مالك محتاجه ضرورى
لوت"مايا" ثغرها بضيق ثم قالت بطريقة ساخرة:
مبسوط مع خطيبتك دى يا عمر
رفع رأسه سريعًا و رمقها بنظرة غاضبه ،و لكنه حاول التحمل و قال بإقتضاب:
لو سمحتى أندهيلى مالك و إلا همشى
تضايقت "مايا"من طريقته تلك و هبت تدفعه بكلتا يديها و هى تقول :
أنت بتكلمينى كدا ليه؟ أنت فاكر نفسك ايه ؟دا أنت روحت و و لا جيت حتت بياع عندنا
أبعدها عنه و قال بإقتضاب:
تمام ،عن اذنك
ترك المنزل و خرج و لكنها لحقت به و أمسكت بساعده الأيسر و قالت بنبرة ضعيفة مضطربة:
عمر استنى ،معلشى مكنشى قصدى ،أنا مش عارفه قولت كدا ليه ؟ حقك عليا
استدار لها ،و أخذ نفسًا عميقًا ثم قال :
أنا هقولك على نصيحة لوجه الله ،الناس ملهاش ذنب تستحمل عقدنا و مشاكلنا ،لازم أحنا نحلها بنفسنا ،فحلى مشاكلك يا مايا ،حليها قبل ما تصحى و تلاقى كل اللى حواليكى اختفوا ،الوحدة وحشه و اللى ذيك عمره ما هيستحملها ،فالحقى نفسك قبل فوات الأوان
و بلمح البصر تبدلت حالتها من الاستعطاف إلى الهجوم و قالت :
يعنى على آخر الزمن هاخد نصيحة منك أنت
حدجها "عمر"بعدة نظرات حانقة و ساخطة و لكنه حاول التظاهر باللا مبالاة و قال بقسوة زائفة ،لا علاقة لها بما بفؤاده الذى مازال يتغنى بحبها رغمًا عنه حتى و إن كان فى بدايه طريق علاجه من هذا التعقيد :
و لا آخر و لا أول ،أنا استاهل ضرب الجذم أنى واقف بكلمك ،أنا مليش فى شغل هرمونات البنات دى ،اتفلقى يا استاذه مايا ،خلى تكبرك و عنجهيتك دى تنفعك

مريض نفسى بالفطرةOnde histórias criam vida. Descubra agora