_١٠_(فرصة ثانية للفؤاد)

Start from the beginning
                                    

ما ذنب ذلك الفؤاد ،فقد وجد ضالته آخيرًا لكن أيمكن أن يمر هكذا بكل بساطة دون عراقيل ؟
...............................................................

هبطت"ديما" للطابق السفلى بالتحديد لغرفة الملفات القديمة ،حيث كانت تبحث عن أمثلة معينة للانشاءات تريد عرضها على طلابها بعد أن استأذنت من مديرها الذى رحب بفكرتها بشدة ،لكنها سمعت صوتًا يأتى من الخلف فاتجهت لمصدره و صدمت حين وجدت شخص آخر يعبث بالأوراق من حوله ،فقالت متسائلةً بحدة:
حضرتك بتعمل ايه هنا؟ هو مش حضرتك فى قسم الحسابات
لا ينكر أنه صدم بوجودها و لكنه حاول تدارك الموقف سريعًا كى لا يتم كشف حقيقته و قال:
أه ،كنت بدور على ملف قديم محتاجه لمراجعة حسابات الشركة
رمقته بشك لكنها قررت فى النهاية ترك الغرفة له فهى لا تحب أن تتعامل مع الغرباء ، و لسخرية القدر كان الباب مغلقًا بإحكام ،حاولت فتحه أكثر من مره لكن بلا فائده ،فهتفت بصوت عالى كى يسمعها:
ايه دا؟ الباب مش بيتفتح ؟
جذب انتباهه حديثها فقال بينما كان يشمر عن ساعديه و يتجه للباب:
هتلاقيكى مش متغدية كويس بس ،عن اذنك كدا
أفسحت له المجال ،و لكنه لم يفتح معه هو أيضًا ،فقال"بسام" بسخرية بينما كان يخلل شعره بأصابع يده من الحرج:
طلعت أنا كمان مش متغدى
زفرت"ديما" أنفاسها بضيق شديد و أخرجت هاتفها كى تطلب أى شخص لنجدتها و لكنها قالت بضيق بعدما فشل الاتصال:
و مفيش شبكه كمان ،هنعمل ايه ؟
ابتسم "بسام"بخفة ثم قال بمشاغبة:
نستنى حد يعدى من هنا ،مفيش قدامنا غير الحل دا
بمناسبة حبستنا دى ،أنا معرفشى غير اسمك ديما و بس
رمقته بضيق و هى تقول بإقتضاب:
مش شايفه أن حضرتك محتاج تعرف حاجه تانيه
لوى ثغره متبرمًا ثم قال بهمس خافت:
أها ،قفل يعنى
لم تسمعه جيد ًا ،فهتف قائلةً بحدة:
أفندم
حرك رأسه و هو يقول  ،بينما اتجه للجلوس على الأرض ،مستندًا على الحائط:
لا مفيش يا انسه مايا،مش انسه برده
لم تجبه ،حيث فضلت الجلوس بمنطقة بعيدة عنه ،تاركةً إياه يراقبها بأعين صقر
لم يعلق على تصرفها و فضل أن يريح جسده قليلًا ،فكان بينه وبين كشف حقيقته لحظات بسيطه

....................................................................

كان سعيدًا للغاية بما أحضره لها ،حيث ظل لأشهر عديدة يحاول توفير مبلغ من المال كى يعوضها عن خطبتهم ،ظل للحظات أسفل البناية التى تسكن بها يفكر أ يصعد أم يهاتفها لتقابله بالأسفل ؟لكنه فضل الصعود لها
هاتفها أمام المنزل و قال لها بأنه ينتظرها أمام الباب ،أسرعت هى بارتداء رداء الصلاة الخاص بها و اتجهت للباب مباشرة و على وجهه ابتسامة مشرقة و هى تقول بخجل:
أتفضل يا سى عمر
حرك"عمر"رأسه رافضًا فالوقت أصبح متأخرًا بعض الشىء و قال بعدما أخرج حقيبة قطيفية صغيرة للغاية و أعطاها لها لتفتحها و ترى ما بداخلها:
لا ياريم معلشى ،أنا كنت جيبك دى و مهنشى عليا أنزلك فى وقت زى دا
أخذتها منه على استحياء و لكنها كادت تقفز من السعادة ما أن رأت ما بداخلها ،كانت قلادة ذهبية صغيرة تحمل فى منتصفها قمرًا جميلًا ،رفعت رأسها له و قالت و عيناها مليئة بالدموع :
دى حلوه اوى يا سى عمر ،بس شكلها غالية ،مفروض توفر كل قرش عشان الشقه ،أنا مش هقبلها
حرك "عمر" رأسه رافضًا حديثها بشدة و قال:
لا هتقبليها ،أنا يوم ما خطبتك مجبتش غير دبله بس عشان ظروفى وقتها ،دلوقتى أول ما وفرت فلوس بعيدًا عن الشقة جبتلك السلسله دى ،لقتها شبهك أوى يا ريم
أغرورقت عيناها بالدموع أثر حديثه و قالت متسائلةً بسعادة :
شايفنى قمر يا سى عمر ؟
أومأ "عمر"برأسه و قال بصدق:
شايفك أحلى حاجه فى السما كلها يا ريم
لكن قطع صفاء تلك اللحظة والدتها و هى تقول متسائلةً بحدة:
أنت جاى ليه ؟
تضايق "عمر"بشدة من لهجتها و لكنه أثرها فى نفسه و قال بإقتضاب:
بدى حاجه لخطيبتى و ماشى
التفت"عمر" ليغادر المكان ،لكنها أوقفته و قالت بحدة غير عابئة بمدى قسوة حديثها و إهانتها له:
استنى ،الخطوبة دى أنا مش عايزاها ،و عمرى ما هرضى عنها ،بنتى محتاجه رجل سليم يصرف عليها ،مش لامؤاخذه مريض
قاطع حديثها ذلك ،قول ابنتها برجاء :
ماما لو سمحتى
لكن "عمر"تدخل و قال كى ينهى هذا الجدال بأكمله:
خلاص يا ريم ،أنا همشى،عن اذنك يا حماتى
رحل بقلب منفطر ،فقد أهانت الرجل بداخله ،لكن لا يمكنه لومها ،فهى فى النهاية تريد أفضل شىء لابنتها، لكن "ريم"قالت بحدة بعد أن أغلقت والدتها الباب :
أنتِ بتعملى كدا ليه ؟ أنا بحبه و مش عايزه غيره، حرام عليكى
رمقتها و الدتها بغضب شديد و هى تقول :
و أنا مش موافقه أنك تتجوزى حد زيه ،فقير و قولنا ماشى  ،لكن مريض لا ،كفايه أوى لغايه هنا ،أنت راميه نفسك عليه ليه كدا ؟ فى ايه عشان تحاربى أمك عشانه ؟
لم تتحمل"ريم" حديثها المهين أكثر من ذلك و صاحت بحدة:
ماما ،ريم لعمر و عمر لريم و مش هيبقي فى أى حاجه تالته ،فكفاية أوى لغاية هنا ،بطلى تحلمى و تبنى آمال على جوازى ،أنا مش مشورع اقتصادى يرفعك 
حركت والدتها رأسها رافضةً كل ما سمعته و قالت بعناد و سخط:
عمرى ما هقبل بالجوازه دى يا بنت بطنى ،يا أنا يا هو فى حياتك
حاولت "ريم"استمالت والدتها فى الحديث و هى تقول :
بلاش كدا ،متحطيش نفسك فى مقارنه معاه يا أمى ،أنا بحبك و بحبه و هو عمره ما خيرنى بينكم
نزعت منها تلك القلادة التى كانت تمسكها فى يدها و قالت بحدة:
عشان أنت كتير عليه ،مفيش أى حد يقبله غيرك ،تقدرى تقوليلى ليه بقى بيعاملك حلو من بعد الحادثه بتاعته ؟لانه خلاص معدشى حد يقبل بيه
استعادت "ريم"قلادتها بحدة مماثله و قالت بينما كانت تتجه لغرفتها صافعة الباب خلفها بعنف:
سى عمر الف مين يتمناه يا أمى

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now