الجُزء الواحِد وَ الثلَاثين: كذبَة

63 11 1
                                    

{أَنَا لَسْتُ بَطَلًا، أَنَا لَسْتُ شَرِيرًا، أَنَا لَا شَيْء}



















-


























حمَل السيِد بَارك الطبَق مَع الكأسان الفارِغان متجاهِلا سؤَال وَ تنبِيه هُوني علَيه كَي يآخُذهما الَى الغسِيل

لكِن الأصغَر لَم يعجِبه تجَاهل الأكبَر لَه ظنًا مِنه أنّه لَا يرِيد أنْ يجِيبه لأنّه خاطَبه بكلِمة سيِد بدَل كلِمة الوالِد وَ عندَما تجَاهل كلَامه سابِقا حسِب أنّه رّد لَه الكرَة لكِن حقيقةً هُو لَا يرِيد مِنه أنْ يعرِف أنّ والِدته تعرَضت لانهيَار عصَبي دفعَة واحِدة سبَب دخُولها الَى غيبُوبة مجهُولة المدّة كَي لَا يفقِده هُو الآخَر بمَا أنّه سبَب مِن أسبَاب حدُوث هذَا

" أينَ والِدتي، وَ ماذَا فعلتَ بهَا؟! "
تحدَث هُوني متقدِما نَحو الآخَر بعلُو الصوت الذِي بدَى الغضَب وَ الانفعَال علَيه فهُو يرِيد سمَاع أحوَال أمِه الآنَ وَ هُنا

يدرِك أنّ لوالِده لَه يدٌ فِي الموضُوع لذلِك هُو يتهَرب مِن الاجَابة فلَو لَم يكُن كذلِك لَم يكُن ليهتَم إذَا أجَاب أَو لَا

" أجِبني! "
نعَر بحَنق أكبَر حينَما لاحَظ استمرَار سكُوت المعنِي، هَذا يجعَله يُجن فلَو كَانت والِدته بخَير لمَا كَان يرِيد تخبِئة عنْه كيفَ حالها حالِيا

" لقَد دخَلت فِي غيبُوبة هَل ارتَحت الآنَ!! "
شارَكه الأبُ نعرَه بعدَ نفَاذ الصَبر وَ هُو يقدِم اجابَته دُون ترَدد لكِن هُو لِوهلَة لَم يعِي علَى نفسِه أنّه نطَق بالحقيقَة التّي سَوف تُدمر كُل شيءٍ الآنَ

وَ معَ ذلِك مِن حَق الصغِير أنْ يعرِف الأحدَاث التّي جرَت معَ أمِه هذَا مَا لَم تدرِكه أنانِية أبِيه فِي التعلُق الكبِير بأسرَته غصبًا عنْها

جفَل الأصغَر مكَانه لدقائِق بينَما يجعَل مِن عقلِه أنْ يقتَنع بمَا نغَز قلبَه تفجُعا قبْل أنْ يختَرق مسامعَه

لَا يستطِيع عقلُه أنْ يقتَنع بدخُول أمِه الَى غيبُوبة مِن غيرِ سبَب أَو هذَا مَا يظُنه

لطَالما كَان يرَى أمَه كَم هِي سعِيدة بحيَاتها كَما هِي خاصَة أنّها لَم تبدِي حزنَها يومًا أمَامه وَ لَو عَن طرِيق الخطَأ، لكِن إنّ بعضَ الظَن اثم

هُو لَم يكُن يعلَم أو يحِس بمدَى حُزن رُوحه الثانيَة، هَذا أكثَر شيء جعَل مِن فؤَاده ينفَطر

وسَط قهقَهاتها هِي كَان الحُزن يحتَوي وجدَانها فِي صَمت وَ هُو لَا يدرِي

هُو غافِل أمّا هِي تتآلَم لوحدِها هذَا أكثَر شيء لَم يستطِع قلبَه النَقي تحمُله

" فِي أيّ مشفَى هيَ؟ "
أخفَض الأصغَر نبرَة صوتِه العالِية مِن دُون اللَف وَ الدوَران وَ هُو يدخُل فِي لُب الموضُوع بينَما يخفِض بنظَراته معَها أرضًا وَ الاهتِزاز الذِي ينذِر علَى بكَائه فِي أيّة لحظَة بَان علَى كِلا مِن لُكنته وَ جسَده الذِي حاوَل بقائَه صامِدا

An accidentWhere stories live. Discover now