الجُزء الثامِن: يتِيم

105 17 16
                                    

{اِلَى أَيْنَ ذَهَبْتَ؟، أَيْنَ رُوحُكَ وَ أَيْنَ هِيَ أَحْلَامُكَ؟ وَ كَأَنَّكَ فِي اِسْتِجْوَابٍ، اِسْئَلْ نَفْسَكَ أَيْنَ أَنْتِ الآَنَ؟ }



















-



















بعدَ ثَلاثة أيَام

كانَ اليوم يصَادف خرُوج الأمُ من المستَشفى وَ عودتها الى مَنزلها

دلَفت للداخِل بذُبول ملامح وجهِها الواضِح بينَما تشغِل الأنوَار وَ هي تتآمَل كل شبر منْ أشبَار المنزِل متذَكرة ذكرَيات المَاضي الحلوَة معَ زوجِها

استَلقت بثقَل جسمِها علَى الأرِيكة مرهَقة معَ تنهِيدات زرِعت فِي وسطِها الحسرَة علَى ما حصَل منْ أحدَاث حتَى الآنَ

رَن هاتِفها معرِبا عن وصُول اتصال لَها ما جعَلها تخرُج من دائِرة تفكِيرها الذِي لَا ينفَك عن ملئِها بالارهَاق أكثَر علَى حمل تعَبها

أخرَجته من سترَتها فوجَدت المتصِل مَا هو الَا جارَتها الصدِيقة

فتَحت الخَط تنطُر ما ترِيد الآخرَى منهَا

" ابنكِ عندِي لذَا ليس عليكِ القلق علَيه "
خاطَبتها بنبرَة صوت مطمَئنة تطمئِنها بِها وَ هذِه الآخِيرة لم تكثَرت لمَا تسمع فكُل شيء وَ كأنّه متوقِف عندَها

" مَا كان عليك الاتصَال فأنا لَم وَ لن أقلَق البتَة علَيه "
ردَت بشَيء يتخللُه الجفَاء ما جعَل الجارَة تنتَفض تعبِيرا مجازِيا لمَا جاءها منْ رَد فِي لحظَة تلَبذ مشاعِر الآخرى

" لكنه ابنكِ بالتأكِيد أنتِ مكثَرة لأمرِه "
فخاطبَتها للمرَة الثانيَة عسَاها تتلَقى ردًا معاكسًا عن الأوّل مِنها

" ليسَ لدي ما أكثَرت مِن أجلِه بعد موت زوجِي "
وَ للمرَة الثانِية جعلَت البرُود يتدخَل في لكنتِها فسمِعت الآخرَى من تعلِيقها ما جعلَها تجفَل وَ تنصَدم

" حسنًا إذًا سأعتَني به أنَا وَ إذَا أرَدت استِعادته سأعطيكِ ايَاه في أي وقت "
أُغلقت الخطُ في وجه الجَارة فهذَا هراء بالنِسبة للمُردة وَ هي لَا تريد سمَاع المزيد منْه بمَا أنّها مرهقَة مِن كُل شيء الآن

تنَهدت ثَانية بينَما تنفَسح علَى الأريكَة مغِطة فِي النَوم لعَلها تَنسى ما حدَث فِي هذِه الأيَام الآخِيرة

فِي منزِل الجارَة

آخَذت نظرَة علَى الطفل الذِي ينفَسح علَى سريرِها

فرأتْه يغِط في نومٍ عمِيق وَ بكل هدُوء مسالِما

ففِي الأيَام الفائِتة هُو لم يعَذبها قَط في الاعتِناء بِه

سوَاءا كان جائِعا أو يُريد النَوم أو اللعِب لم يكُن يبكِي أو يصدِر أصواتًا مزعِجة بل يظَل صامِتا فِي مكانه المعتَاد الذِي أعطَته ايَاه الجارَة وَ أغلَب وقتِه يقضيه فِي النوم بِما أنّه ما زَال صغِيرا وَ جدًا

An accidentTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon