{أَخْرِجْنِي مِنْ هَذَا الجَحِيمِ}
ـ
[الرَاوي: الكَاتبة]
مقتطَفاتٌ مِن مَاضِي أحَدهم:
فِي احدَ البيُوت التِي تقعُ فِي مدِينة بُوسان
" قُلت لَكِ آلفَ مرةٍ أن تُجهِضيه لِما لمْ تفعلِي؟! "
تحَدثَ الزَوج بِنبرةِ صَوت منفعِلة يُخاطِب بها زوْجتهُ" هُو ابنِي مستحِيلٌ أَن أكونَ أنا سَببا لعدَم عيشِه "
ردَت الزوجةُ بنفسِ النبْرة العالِية وَ الحانقَةكُل مَا دوَى فِي أرجاءِ ذلِك الزقاقِ الصغِير هو نقِير الزَوجان حَول الطفْل الذِي سيُنجيبانهِ قريبا
" أحسنُ مِن أَن يتعذَب فَنحنُ بِالكادِ نعيشُ فكيْف بِالفردِ الثالِث؟! "
هُو عارَض مرَة آخرَى متمَسكا بفكرَته" لَكن لَا يُمكنني.. هُو ابنِي.. سأشعُر طوَال حيَاتي بالذَنب لأَنني كنتُ سببًا في موتهِ "
أنْهت جُملَتها ثُم سقطَت على ركبتيها لتُخفي لُؤلؤتيها التِي تنْزل كَالمطر بكفيها مَع شهقاتهانزَل زوجُها لمستواها يُربتُ على ظهرِها لَعلهُ يُخفِف عنها وَ لو قليلا
" أفهَم شعوركِ جيدًا لَكن مَا بيدنَا حيلة "
تلبسَ حديثُه الأسى علَى الحال الذَي يُحيطُ بهما الآنَصمَت دقَائق بعدَها أكملَ
" فَنحن لَا نعرِف حتى إذَا كنا نعيشُ أو لَا.. لذلِك هُو سيموت لَا محال سوَاءا كانَ بسببكِ أَو بسببِ حالَتنا المادِية.. "
" اخرسْ لَا تتحدث عَن ابنِي هكذَا! "
نعرَت بِه لتُكمل جهشَهاأَما هوَ فخرجَ ليسْتنشق بعضَ الهواءِ النقِي لعلهُ يُبعِد هذَا الجو الكئيب قليلًا
فِي الحاضرِ
[الرَاوي: جِين]
وَ عنْد آخذِها لخُطواتِها الآخِيرة التَصق بقدَمها جسَد صغيرٌ بقُوة يعودُ لهُوني
" أرجُوكِ لَا تترُكيني كَما فعَل والِدي "
دأبَ باخرَاج سوائلِه الدافئةِ التِي انهمرت مِن عينيهِ على الأرْض بغزَارة مَع بَعض الشهقاتِ الخفيفَة" هُوني صغِيري لَا بأس هِي بالتَأكيد ستأتِي لزيَارتكَ لاحِقا "
تقدمَت خادمَة نحوَه لتُبعده لكِنه آبَى" عليكَ أنْ تفرحَ برحِيلي وَ ليسَ أنُ تتشَبت بِي "
أبعدتْه المُكشرَة فِي وقتِ ردُوفها وَ ملامِحها المُنكسرَة" مستحِيل.. لَا يُمكنني "
وَ عاد يتشبتُ بهَا بقُوة" هيَا لَا تُتعبنَا معكَ يا صغِير "
تقدَم المسؤولُ بنبرةٍ هادئة نحوهُ ليُبعده بصعُوبة وَ يحملُه لكِنه ظلَ يتخبَط بينَ ذراعيهِ مَع عويله برفعِ يدهِ الممددَة نحوَ الراحِلة التِي خرجتْ الآنَ
![](https://img.wattpad.com/cover/339923886-288-k800540.jpg)
YOU ARE READING
An accident
Romanceالحادِث.² " لمَاذا مِن بينِ الجمِيع أنتَ مَن تركنِي؟!.. " بَات يقُول هذِه الكلِمات مخاطِبا بِها البحر وَ لَا أحَد غيرَه مفرِغا فِيه مَا يخبِئه قلبُه مِن أوجَاع وَ أحزَان أُفترِغت بينَما يقصِد شخصًا آخَر بكلِماته الباكيَة. بدأَت: 2023/05/18 انتهَت: 2...