الجُزء الثلَاثون: غرِيب

62 10 0
                                    

{فَقَطْ تَحَرَكْ عِوَضًا عَنْ القَلَقِ، لَا تَخَفْ وَ اِفْرَحْ وَ أُصْرُخْ مَاذَا فِي ذَلِكَ}

















-




















الَى أنْ سقَطت فاقدةً للوعْي وسَط ذرَاعي زوجِها الذِي ارتَعشت يدَيه ممّا حدَث معَ الآخرَى قلقًا

جعلَ مِنها تتمدّد علَى الأرضيَة ريثَما يتصِل بسيَارة الاسعَاف بأيدِي مَا زالَت مرتَعشة ليُفتَح الخَط وَ يحاولَ جعلَ مِن لُكنته غيرَ مهتَزة بقلَق ممتَزج بخَوف أَو متلعثِمة الأحرُف
" رجَاءا هُنا حالَة طارئَة!.. "

قَام باعطَاء المشفَى بعدَ تبلِيغه بالمشكلَة اسمَ الحَي معَ رقَم المنزِل وَ مَا هِي الَا دقائِق قلِيلة حتَى صدَح صوتُ سيَارة الاسعَاف تُعلِن عَن قدُومها معَ ضوئِها الوهَاج الذِي عرَب عنْ وجُود مشكلَة فِي هذَا الحَي

أدخَلا مسعِفان نزَلا مِن السيَارة السيِدة بَارك داخِل سيَارة الاسعَاف وَ هِي فوقَ السرِير المتنَقل أمّا السيِد بَارك فدخَل الَى السيَارة معَهم كَي يطمَئن علَى حالِها

وضَع المُسعِف جهَاز الأكسجِين علَى كِلا مِن أنفهَا وَ فوهِها كَي يتسَنى لهَا آخذُ الهوَاء الذِي فقَدته عندَ اغمَائها ريثَما يصلُوا الَى المشفَى

وَ حينمَا وصَلوا هرولُوا بهَا الَى حيثُ غرفَة المرضَى بسرعَة وَ الآخَر يلْحَق بالأطبَاء اللذِين حاوطُوا سرِيرها المتنقِل وَ دخلُوا معَها الَى الغرفَة كَي يقُوموا بعمَلهم معَ المرِيضة

بقِي السيِد بَارك خَارج الغرفَة بعدَما طلَب مِنه الطبِيب المشرِف علَى حالَة زوجَته عدَم الدخُول وَ أغلَق البَاب مِن بعدِه فأمتثَل هُو لطلَبه وَ الأطبَاء هنَاك يقُومون بعملِهم علَى أكمَل وجه

جلَس السيِد بَارك علَى احدَى الكرَاسي المتواجِدة هنَاك كَي يرِيح بدَنه معَ ثقَل رأسه فوقَ ركازَة الكرسِي وَ هُو يتنَهد بتعَب شدِيد بينَما يشتُم حظَه فِي كُل لحظَة تمُر وَ الوضع الذِي بِه زوجَته تحتَ تنهِيداته الخانقَة لمَا حدَث فِي أوّل لقَاء بينَهما بعدَ زمَن طوِيل مِن الفرَاق

ظنَ أنّه عندَما يلتَقي بأسرَته مِن جدِيد سوف يُحل كُل شيء وَ يرجع مجتمِعا بهَا مثلَ الأيَام الخوالِي لكِن علَى مَا يبدُو فإنّ الحيَاة كَان لهَا رأيٌ مختَلف ليحدُث مَا حدَث

مرّت مدَة مِن الوقت ليسَ بالقصِير ليخرُج الطبِيب مِن حجرَة المرِيضة فاتجَه لَه السيِد بَارك بخطَى سرِيعة حمَلت معنَى اللهفَة لسمَاع ذلِك الكلَام المطمئِن خارجًا مِن فمِ المشرِف علَى حالَتها بالذَات أَو هذَا مَا يتمَناه

وَ الأمنيَة تظَل مجرَد أمنيَة فِي النهايَة

" أيهَا الطبِيب كيفَ حالُها؟ "
سأَل بشوقٍ للكلَام الذِي سَوف يسمَعه مِن الطبِيب وَ رُبما نقيضُه

An accidentWhere stories live. Discover now