_٨_(فارق الحياة )

Start from the beginning
                                    

أنهى حديثه و اتجه للخروج بهدوء ،تاركًا إياها تقفز من الفرح، بينما استند على الباب من المتسخة الآخرى، و تلاشت تلك الابتسامة التى حاول بشدة إظهارها ،لا يمكنه التظاهر بالسعادة رغم كونه يحترق من الداخل
ارتدى نظارته الشمسية ليخفى ذلك الإرهاق الواضح على ملامحه و هبط متجهًا لسيارته ،لحظات و انطلق بسرعة جنونية لوجهته آملًا بأن يلتقى بتلك الفتاة التى يمكنها بكل بساطة تبديل حالته ،حتى و إن كان للاسوء، لكن يظل الاسوء منها رائع بالنسبة له

"متى ستأتى الفرصة المناسبه للبوح بكل شىء؟ أيكون الانتظار حلًا مناسبًا أم مجرد خطوات بسيطه الهاوية ؟"
ما هذا العبث؟

...............................................................

فى مشهد حزين للغاية يقف أهل ضحايا الطائرة منكسين رأسهم و دموعهم تنهمر بغزارة ،تلك الأم التى تبكى على وحيدها و ذلك الشقيق الذى فقد للتو توأمه ،نصفه الآخر ، و تلك الفتاة التى كانت بانتظار خطيبها على أحر من الجمر ،خسرته هكذا بلمح البصر ، مشهد مؤلم ملىء بالدموع و الدماء ،و كلمات المواساة التى لا معنى لها على الإطلاق ،لن تخفف من هول الصدمة عليهم ،لما بالأساس هناك كلمات للتعزية والمواساة؟ أ مجرد حروف بسيطه يمكنها مداواة جرح ينزف بالقلب ؟

وقفت "الحاجه سعاد" (جدة زين) برفقة آدم ينتظران، أى اخبار عن انتشال جثة ابنها و زوجته

حيث عثر على أولى أجزاء الطائرة و الجثث في اليوم التالى للحادث، لكن لم يحدد مكان حطام الطائرة الرئيسي و بقى هناك العديد من أجساد الضحايا التى ما زالت تحت الأنقاض
ظلت للعديد من الوقت تنتظر أن يخبرها أحد بأن هناك خطب ما و أن ابنها و زوجته مازالا على قيد الحياه ،لا تصدق تلك الفاجعة مهما حدث ،حاول "آدم "أن يكون الأكبر من بينهما و يتولى كل شىء متعلق بالإجراءات
كانت تسمع الصراخ و العويل من حولها و لا تبدى أى رد فعل سوى دموع كثيرة تهبط من مُقلتيها و كلمات بسيطه تنادى بها على وحيدها
تمكن آدم من استلام جسد ابنها و زوجته و لحسن الحظ كانا من المحظوظين القلائل التى بقى جسدهم كاملًا ،حيث كان هناك ضحايا آخرون مقطعين لأكثر من حزء و هناك من فقد من ذارع أو قدم أو حتى رأس ،كان مشهد بشع للغاية
انهى كل شىء و تم نقل الموتى عن طريق سياره المشفى ومن خلفهم ينطلق "آدم" بسيارته ينظر ن الحين للآخر لتلك السيدة الكبيرة التى تجلس بجانبه و مازالت تبكى بقهر و ألم
و تحتضن صورة زفاف ابنها و لا تريد أن تتركها مهما حدث

..............................................................

(بجامعة القاهرة،كليه الهندسة)

كانت وعد سعيدة للغاية فهى سترى شقيقتها لأول مره و هى تعمل بالجامعة ،فقد أخبرتها بالأمس أنها تتمنى أن تستمع لشرحها مره و أنها ستأتى بالغد لتحقق تلك الأمنية
وافقت شقيقتها على مضض، و ها هى" وعد" تنتظر على أحر من الجمر لتشاهدها بفخر شديد.

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now