أنهى حديثه و اتجه للخروج بهدوء ،تاركًا إياها تقفز من الفرح، بينما استند على الباب من المتسخة الآخرى، و تلاشت تلك الابتسامة التى حاول بشدة إظهارها ،لا يمكنه التظاهر بالسعادة رغم كونه يحترق من الداخل
ارتدى نظارته الشمسية ليخفى ذلك الإرهاق الواضح على ملامحه و هبط متجهًا لسيارته ،لحظات و انطلق بسرعة جنونية لوجهته آملًا بأن يلتقى بتلك الفتاة التى يمكنها بكل بساطة تبديل حالته ،حتى و إن كان للاسوء، لكن يظل الاسوء منها رائع بالنسبة له"متى ستأتى الفرصة المناسبه للبوح بكل شىء؟ أيكون الانتظار حلًا مناسبًا أم مجرد خطوات بسيطه الهاوية ؟"
ما هذا العبث؟...............................................................
فى مشهد حزين للغاية يقف أهل ضحايا الطائرة منكسين رأسهم و دموعهم تنهمر بغزارة ،تلك الأم التى تبكى على وحيدها و ذلك الشقيق الذى فقد للتو توأمه ،نصفه الآخر ، و تلك الفتاة التى كانت بانتظار خطيبها على أحر من الجمر ،خسرته هكذا بلمح البصر ، مشهد مؤلم ملىء بالدموع و الدماء ،و كلمات المواساة التى لا معنى لها على الإطلاق ،لن تخفف من هول الصدمة عليهم ،لما بالأساس هناك كلمات للتعزية والمواساة؟ أ مجرد حروف بسيطه يمكنها مداواة جرح ينزف بالقلب ؟
وقفت "الحاجه سعاد" (جدة زين) برفقة آدم ينتظران، أى اخبار عن انتشال جثة ابنها و زوجته
حيث عثر على أولى أجزاء الطائرة و الجثث في اليوم التالى للحادث، لكن لم يحدد مكان حطام الطائرة الرئيسي و بقى هناك العديد من أجساد الضحايا التى ما زالت تحت الأنقاض
ظلت للعديد من الوقت تنتظر أن يخبرها أحد بأن هناك خطب ما و أن ابنها و زوجته مازالا على قيد الحياه ،لا تصدق تلك الفاجعة مهما حدث ،حاول "آدم "أن يكون الأكبر من بينهما و يتولى كل شىء متعلق بالإجراءات
كانت تسمع الصراخ و العويل من حولها و لا تبدى أى رد فعل سوى دموع كثيرة تهبط من مُقلتيها و كلمات بسيطه تنادى بها على وحيدها
تمكن آدم من استلام جسد ابنها و زوجته و لحسن الحظ كانا من المحظوظين القلائل التى بقى جسدهم كاملًا ،حيث كان هناك ضحايا آخرون مقطعين لأكثر من حزء و هناك من فقد من ذارع أو قدم أو حتى رأس ،كان مشهد بشع للغاية
انهى كل شىء و تم نقل الموتى عن طريق سياره المشفى ومن خلفهم ينطلق "آدم" بسيارته ينظر ن الحين للآخر لتلك السيدة الكبيرة التى تجلس بجانبه و مازالت تبكى بقهر و ألم
و تحتضن صورة زفاف ابنها و لا تريد أن تتركها مهما حدث..............................................................
(بجامعة القاهرة،كليه الهندسة)
كانت وعد سعيدة للغاية فهى سترى شقيقتها لأول مره و هى تعمل بالجامعة ،فقد أخبرتها بالأمس أنها تتمنى أن تستمع لشرحها مره و أنها ستأتى بالغد لتحقق تلك الأمنية
وافقت شقيقتها على مضض، و ها هى" وعد" تنتظر على أحر من الجمر لتشاهدها بفخر شديد.
YOU ARE READING
مريض نفسى بالفطرة
Actionمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...
_٨_(فارق الحياة )
Start from the beginning