تساءَلت كذلِك ، كيف للشرطَة ألّا تقبضَ عليه ؟ ثُم تذَكرت بأن المافيا من الأساسِ تتعاملُ مع الشّرطة أكثر من غيرها و أنّ ما بينهم من مصالح ، أعمال تحدّهم عن فعلِ أي شيء بها ، تحدّهم عن اللّجوء إلى العصابَة و كشفها ، إنّه كتبادلِ مصالح أكثر من تضاربها ، فمثَلاً إن أرادَت الشّرطة البحثَ عن مُروّج مخدّرات ، عن قاتلِِ أو هاربِِ من المدينة يَصعبُ الوصول إليهم، ستستعينُ بعائلة دِيلارد ، عصابَة الغرُاب الأسود بالضّبط و في المقابل ستدَعهم يقُومون بأعمالِهم، كإدخال المخدرات بطريقَة غير قانونيّة، أو التّسترِ عن جريمَة قتلِِ قد قامَ بها دَارك ؟ أو حتى هِرناند في السّابق.

لم تُعد أدرَاجها إلى الخلف بل عكسَ ذلك ، مكَثت تمْشي بالقُرب منه و لأنّها هي دوريس هيل ،ستجدُ ذلك الرّجل يتباطئ في خطوَاته ليمشِي على نفسِ وتيرَتها ، هي لم تَلحظ ذلك و لكِن ميّانو دُوليرس الذِي دائما ما كان في الخلف ، إستطاعَ ملاحظَة هذا و للحقيقَة أُعجِبَ بتصرّفات دِيلارد النّبيلة ، في كلّ مرّة يحاولُ إظهارَ جانبًا جَيّدا لتلكَ المرأة بالرّغم من جوانبِه السّيئة الكثيرَة .

-" هيّا يا أيّها الكسُول ، لتمْشي قَليلًا مع ماكس ، يبدُو بأنّه كئيبٌ من دونِك "

أردَف الرّجل بِكلّ هدوء بعدمَا وضعَ كاين أرضًا و الذِي فورمَا عبَس بملامِح وجهِه مُجيبًا بعدَم إعجاب ممّا قامَ بِه القائد -" أنتَ ضعيف و لستَ قوي ، كان بإمكانِكَ حملُ ماكس معي كذلك "
رفَعَ القاتلُ حاجبَه الأيسَر ثم أجابَه بِسخط -" يَا لكَ من وقح، أهذا جزائي بعدما حملتُك لأميَال ؟ و بالمُناسبَة لستُ حمّالا هنا لأحملَك أنتَ وجروُك ، صغير أبله "
قَهقَهت دُوريس لِتربّتَ على شعرِ الطّفل الحَريري ثم أمرَته بِلطف شَديد -" هيّا يا عزِيزي ، اذهَب و تمَشّى مع ذلكَ الجرو الصّغير ، فهو يُحبّك و بالتأكيد سيريدُك معه "

أومأ قَصيرُ القامَة برأسه ثم عادَ أدراجَه للخَلف ماشيًا مع ماكس و يُوريوس الذي فورما سألَه -" ما بكَ يا كاين ؟ اذْهب لميّانو فهو قوي ، سيحملُك أنتَ و كل الأمّة "
شخرَ ساخرًا لِيتحدّث ميّانو فور سمَاعه لما قالَه -" هل يمكنُك أن تضَع وَضعَ مغادرَة من حياتي ؟ يبدو بأنّك تعيشُ بها أكثرَ منّي ، هل أنتَ مهووس بي ؟ ويلاه عوضَ أن تكونَ إمرأة فاتنَة و حسنَة المظْهر، إنّه أنت ، حتى وجهًا مثلَ الخلق و لا تمْلك "
أشارَ يوريُو إلى قناعِه ثم أردَف بِبعض من الغضَب -" أيّها الوغد و هذا ماذا ؟ إنّه يعادلُ وجهِي مئة مرّة ، وَقح "

تأفّف المُقاتلُ ليتقدّم نحو يوريوس ثّم مرّ بجانبِه بعدما ارتطَم بكَتفه عن قصدِِ بالتأكيد ، يحاولُ إستفْزازَه بتصرّفاته هذه.

-" ها نحنُ ذَا و أخيرًا أمامها "

أخرَج القائدُ كلماته بتأنّي فورَ وقُوفه أمامَ ذلكَ المبنى الضّخم لِيردفَ مرّة أخرى -" يا ليَتنا نكتشفُ شيئا مفيدًا هنا "

𝙑𝙖𝙣𝙩𝙖𝘽𝙡𝙖𝙘𝙠  Onde histórias criam vida. Descubra agora