_٣_( غيث واحد لا يكفى)

Start from the beginning
                                    

لحظات و انضم للعب بشغف و استمتاع يناقض رفضه منذ لحظات ،فالرياضه هى الصديق الثابت لأى رجل حين يعرفها بصدق
.....................................................

كانت تجلس أمام التلفاز فاليوم لا عمل ولا جامعة ،عطلة لم تكن على الباب و لكنها جاءت فى موعدها المناسب للغاية ،كانت تتناول بعض المقبلات الشهية و العصائر المنعشة ،تضع قدمًا فوق قدم على الطاولة و تحمل بين يدها مذكرة صغيره تدون بها بعض الكلمات العابثة التى تقتحم عقلها
أخرجها من تلك الأفكار صوت الطرق على الباب ،نهضت لكى تفتح لكن والدتها وصلت قبلها ،رحبت بالزائر بشدة ،لم تكن تعرف هويته و ماهى إلا لحظات و كان يجلس معها على الأريكة أمام التلفاز ،ابتسمت"رنا"باتساع و قالت:
وحشتنى قوى يا عمو ابراهيم
رد عليها قائلًا بسعادة :
و أنتِ أكتر يا حبيبة عمك ،عامله ايه و أخبار دراستك ايه ؟ بسأل مايا عنك علطول
وقبل أن تجيبه جاءت والدتها و وضعت على الطاولة طبق كبير به العديد من الأصناف و قالت بترحاب :
و الله منورنا يا ابراهيم ،مش عارفه لولاك مين هيسأل علينا و يودنا ؟
ابتسم لها بعشق واضح و قال :
متقوليش كدا يا منى ،دا أنتم آخر حاجه من ريحه الغالى
ثم التفت لرنا و قال :
مش محتاجه أى حاجه أجبهالك يا رنا ؟ قوليلى و متتكسفيش دا أنا عمك
حركت"رنا" رأسها نافية و قالت بخجل شديد :
لا يا عمو تسلميلى ،ماما مش مخليانى محتاجه أى حاجة
نظر لزوجة أخيه الراحل و قال بهدوء:
عجبك كدا يا منى ، البت بترفضنى بشياكه
ابتسمت لحديثه و قالت :
صدقنى يا ابراهيم لو احتجنا حاجة و أنا مقدرتش أوفرهلها هكلمك أنت برده الخير و البركة
نظر لها مطولًا و لكن تلك المشاغبة بدأت فى السعال بخفة كى ينتبه لهيئته ،فحمحم بخجل شديد و أعطاها الحقيبة التى جاءت بها ،نظرت "رنا" له بتعجب و لكنه قال بحب :
دى هدية بسيطه و مينفعشى ترفضيها يا رنا ،و إلا هزعل و مش هاجى هنا تانى
طالعته رنا برفض شديد فهى حقًا لا تريد شىء و هذا السلوك نابع من والدتها ،لاحظ عمها تلك النظرة و غضب بشدة و كاد يتحدث لكن "الست منى" سبقته و قالت متسائلةً بإستنكار:
ايه الكلام اللى بتقوله دا يا ابراهيم ؟
رد عليه بحزن شديد:
أيوه يا منى ،لا قابلين منى فلوس و لا راضين اساعدكم فعلى الأقل بنت أخويا تقبل الهدية دى منى ، أنا مش غريب
و بينما كان الكبار يتحدثون ، كانت تلك الشقية تمعن النظر فى هديتها فتحتها بهدوء غافلة عن ما بداخلها و ما هى إلا ثوانى و صرخت بسعادة و هى تقول :
ال Labtop اللى كان نفسى فيه،أنت عرفت ازاي يا عمو؟
ابتسم "إبراهيم"على رد فعلها فقد كان خائفًا بألا تعجبها هديته ،ثم قال :
سألت مايا و هى اللى رشحتلى النوع دا
لم تستمع لإجابته فقد أنشغلت بالجهاز و بدأت فى التعامل معه بشغف كبير
طالعته "منى" بإمتنان حقيقي و قالت :
شكرًا يا إبراهيم، هى طبعا الهبلة دى هتنسى تشكرك،و اشتغلت عليه من دلوقتى ،بنتى و أنا عرفاها
رد عليه بسعادة عارمة :
براحتها ،تعمل اللى نفسها فيه ،و أى حاجه رنا تحتاجها كلمينى يا منى ،متنسيش احنا أهل
أومأت برأسها و قالت بهدوء:
حاضر يا ابراهيم
شعر بأن لا معنى لوجوده فقد فعل جاء لأجله ، فنهض من مقعده و قال :
هستأذن أنا بقي عشان متأخرشى على الحج ،خلى بالكم من نفسكم
سارت"الست منى" خلفه باتجاه الباب و قالت مودعةً إياه :
فى رعايه الله يا إبراهيم

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now