31- حقيقة جومان

236 18 26
                                    

ايما

مرت يومانِ تماماً على كل ماحدث
اجلس في تلك الغرفة و شريط الاحداث  تتكرر امام عيني بين تارة و اخرى..

اتذكر كل تفصيلة ، كل كلمة خرجت من ثغره، ملامحه
توتره و طريقة كلامه

احياناً افكر مع نفسي.. كيف فعلت ذلك لنفسي؟ ولمَ؟
هل لانني لا احبه؟.. لكنني افعل
هل لانني لستُ اريد قربه؟.. لكنني اشتقت له بالفعل
هل لانني اريد الحرية لاختيار من اريد؟.. ربما

هذه اليومان لم يأتي لزيارتي في الغرفة قط... وعدم تواجده في المنزل اثار فضولي
لكنها كانت نافعة.. استطعت ان اجمع افكاري المتبعثرة
ان اقلل من غضبي و كرهي له بسبب ذلك اليوم
لكنها كانت اسوء يومان مرت علي على الاطلاق..
صوت طرقاتٍ خفيفة على الباب جعلتني انظر للطارق
كانت اولان تنظر لي بطرف عينها وكأنها تستأذن للدخول

طرف ابتسامة بانت على ملامحي لأؤشر لها بيدي
: تعالي اولان.. تعالي عزيزتي

هرولت الي بأبتسامة ظريفة .. حاولت ان تصعد على السرير لاساعدها انا بذلك و تجلس في احضاني
: لا تأتين بعد الان كي تسردي لي قصة ماقبل النوم ايما وابي قال الا ازعجك ،أفعلتُ شيئاً يحزنكِ؟

نظرت لها بشفقة مقبلة وجنتها بعمق: كلا يا جميلتي مالذي عساه هذه الفتاة الصغيرة ان تفعل كي تغضبني.. انا لستُ غاضبة منكِ.. فقط، ايما متعبة هذه الفترة
لكنني اعدكِ انني لن اتأخر بالقصص مرة اخرى

غرست اولان رأسها في صدر ايما لتمسح هي على رأسها .. حبها لها كان عميقاً ، لطالما احبت هذه الطفلة ليس ولانها فقط ابنة ناب.. ولا شفقة عليها لانها دون ام
ولانها شعرت بهذا الحب لها حتى عندما كانت معها في المدرسة

مدت اولان يدها الصغيرة تتلمس بأطراف اصابعها وجنة ايما مردفة بصوتها الطفولي الهادئ: سأقول شيئاً لكن اوعديني بأنكِ لن تخبري ابي
قبلت هي اصابعها قبلة خفيفة قائلة بأبتسامة: اعدكِ صغيرتي
: انا... انا لا اتصنت عليكم ابداً لكنني استمع لكلامكِ مع ابي بين فترة و اخرى.. اعلم بأنكِ تخاصميه .. و الخادمة....
الخادمة قبل ثلاث ايام قالت  بسخرية بأنك ستذهبين دون ان تعودي عندما سألتها عنك و قالت بأنني يجب ان انسى امركِ كالاخرياتِ

اختفت ابتسامة ايما شيئاً فشيء لتكمل اولان: انا لا اريد ابتعادكِ ايما .. حتى ان كنتِ لا تريدين ان تروي لي القصص.. لكن لا تذهبي بعيداً .. ابقي في هذا المنزل و اعدكِ انني لن اغضبكِ او احزنكِ ابداً.. سأكون طفلة مطيعة
: حبيبتي....
لم تكمل ايما كلماتها لتقاطعها اولان مرة اخرى قائلة بحزن
: ابي قال لي انه لا يريد احزانكِ .. لكنني اسمع صوت صراخكم قبل نومي.. و في بعض الاحيان انام خائفة من ذلك .. ان تذهبي و تتركيني بسببه... انني غاضبة من ابي
اجلستها ايما مقابلاً لها  بعد ان كسرت قلبها بكلماتها
و اردفت و هي تنظر لها بتركيز
: اولان .. اولان حبيبتي.. لا شيء من هذا القبيل انا و اباكِ بخير، انه فقط غاضب بسبب عمله ، انه..
: تعبت من غضبه و صراخه
قالتها بنبرة بكاء
لتحتضنها ايما بقوة ماسحة دموعها..
كيف كل هذه الفترة لم يفكر احدٌ منهم بها قط؟..
كيف نست امر اولان لتلك الدرجة ..
تشعر بأنها ظلمتها بأفعالها و افعال ناب.. انها اصغر من ان تستمع لغضب و عراكهم طوال الوقت
: انا اسفة صغيرتي... اسفة على كل ماحصل، وابيكِ لم يقصد ان يخيفك بغضبه... انا اسفة اولان على كل تلك الايام التي لم اتي اليك لاسرد لكِ القصص التي تريدينها
لكنني كنتُ مريضة صغيرتي، الان انا بحالٍ افضل
: أيعني انكِ لا تخاصمين ابي؟ او ستتركين المنزل بسببه ولا تعودين؟
: نحن بخير .. انا لا اخاصم ناب ، لكن قلت لك
بسبب اعماله .. لا تقلقي ابداً.. وانا اعدكِ انني لن اترككِ مرة اخرى حسناً؟

Black and white                  اسود و ابيضWhere stories live. Discover now